أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


التفكير خارج الصندوق!

بقلم : د.محمد ابو رمان
28-12-2012 12:06 AM
لم تكن مبادرة الانفتاح التي قام بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، متوقعة لدى مسؤولينا. لكنها جاءت بمثابة 'مفاجأة سارة'، فتحت آفاقاً جديدة للعلاقة بين الدولتين، تحديداً ما يتعلّق بالجانب الاقتصادي، على صعيد النفط والأسواق العراقية والديون الأردنية، وغيرها من 'مصالح مشتركة' يمكن أن تتحقق لو مضت الأمور إلى الأمام، كما يؤمّل الطرفان.الانفتاح العراقي أمّلته ضرورات استراتيجية. فعلى صعيد الطاقة، يحتاج العراق، مع تدهور علاقاته مع المنطقة الكردية والأتراك ومع الأوضاع المضطربة في سورية، إلى تأمين إمداداته النفطية إلى الدول المحيطة بالمتوسط، وهو ما يمكن أن يتحقق عبر أنبوب نفط ممتد إلى خليج العقبة، يستطيع الأردن أخذ احتياجاته النفطية منه، ما يشكّل رافداً اقتصادياً حيوياً.والحزمة الاقتصادية التي تمّ الحوار بشأنها تمثّل فرصاً غير تقليدية في هذا الوقت الحسّاس للأردن، وتفتح أفقاً واسعاً واستراتيجياً، لكنّه في الوقت نفسه محاط بتحديات وصعوبات كبيرة، مرتبطة بالعلاقات السياسية والرهانات الإقليمية المتباينة لكلا الدولتين في المنطقة، ما يقتضي السير بهدوء وحذر في تدشين هذه العلاقات الجديدة، كي لا يتم إفسادها وتحطيمها منذ البداية.المسؤولون الأردنيون يعيدون اليوم تقييم الموقف من رئيس الوزراء نوري المالكي، وتحديداً من تلك الفرضيات التي هيمنت على تفكيرنا باعتباره حليفاً لصيقاً لإيران. إذ تبيّن لدى المسؤولين أنّه يمتلك رؤيته الخاصة وحساباته في العلاقة مع مختلف الأطراف الإقليمية.بالرغم من ذلك، تبقى هناك صعوبات كبيرة، تتمثّل في النفوذ الإيراني الكبير على قوى عراقية عريضة، يمكن أن تقف ضد أي مشاريع مشتركة أردنية-عراقية، وفي الوقت نفسه الصراعات المتصاعدة بين المالكي والقائمة 'العراقية' والمجتمع السنّي، والاحتجاجات الهائلة ضده في منطقة الأنبار، ما قد يجعل من سؤال الاستقرار السياسي في العراق موضع اختبار، بخاصة مع انفجار الاختلافات الكبيرة بين الحكومة المركزية والحكومة الكردية!يضاف إلى هذا وذاك الموضوع السوري، وما يبثه من حسابات طائفية في المنطقة بأسرها، ويجعل من محاولات إصلاح العلاقات وترميمها بين دول المنطقة محفوفة بهذه الأجواء المقلقة بين الدول العربية، بخاصة أنّ هنالك نسبة من الشيعة في منطقة الخليج العربي أيضاً، ما يجعل، أيضا، من المسألة الطائفية بمثابة فيروس خطر يهدد الأمن الإقليمي بأسره، في حال -لا قدر الله- آل الوضع السوري إلى مثل هذه الفوضى الطائفية والإثنية.بالضرورة، لا يمكن النظر إلى ملف العلاقات مع العراق بصورة منفصلة عن الملفات الإقليمية الأخرى، سواء الملف النووي الإيراني أو السوري أو حتى العلاقات مع الحكومات الإسلامية الجديدة في مصر وتونس والمغرب، والعلاقة مع تركيا، ومع دول الخليج التي فتحت أخيراً باب الودائع والمساعدات للأردن هذا العام، كما كانت عليه الحال في الأعوام السابقة.نحن، إذن، أمام معطيات جديدة تماماً في المنطقة؛ فكل ما حولنا يفرض متغيرات جديدة، وحسابات مختلفة عن المرحلة السابقة، وهو ما يطرح على مطبخ القرار في عمان ضرورة التفكير خارج الصندوق، وتجاوز الفرضيات التقليدية في التعامل مع المنطقة، إلى التفكير عميقاً في السيناريوهات المحتملة، وتعريف المصالح الوطنية ضمنها، والفرص التي يمكن أن تترتب على هذا الواقع الجديد، والتحديات والتهديدات، من ثم رسم الطريق المطلوبة والخيارات والبدائل المتوقعة.الشرق الأوسط 2103 لن يكون بالضرورة هو نفسه في الأعوام السابقة؛ نحن أمام تحولات تاريخية كبرى، ربما تحمل من الفرص والهدايا ما لم تحمله سنوات سابقة، في حال حضّرنا درسنا الدبلوماسي والوطني جيداً، أو العكس تماماً؛ إذ يمكن أن ندفع ثمناً باهظاً في حال لم نقرأ ما يحدث بصورة سليمة!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-12-2012 10:34 AM

: تم رفض قائمة انتخابية تحمل اسم صدام بمعنى رسالة موجهة الى المالكي

2) تعليق بواسطة :
28-12-2012 03:04 PM

تتمثل المشكلة في أن هذه المبادرات والإتفاقيات آلتي تعقبها تتم مع أشخاص يجلسون على كراسي كأنها تقف على أرضية هلامية غير مستقره نخشى ان تسقط ويسقط معها الجالسون ، فنكون كمن يعقد إتفاقاً مع نفسه .
في البلاد غير بلادنا تتم الإتفاقيات والمعاهدات مع دول عتيدة تحكمها برلمانات وقيم دولية تحفظ الإتفاق والمعاهدة على إعتبار انها تمت بين دولة ودولة وليس بين رؤساء قد تنتهي هذه الإتفاقيات بإنتهاء مدة حكمهم .
تعرضنا لمثل هذه الإحباطات عندما أبرمناإتفاق الغاز مع حسني مبارك ولما ذهب مبارك حملنا من خلفوه في الحكم خسارة كادت ان تقسم ظهورنا عندما كبدتنا ديناً

3) تعليق بواسطة :
29-12-2012 12:36 AM

مشروع مد خط النفط العراقي ألى العقبه مشروع استراتيجي للدوله العراقيه وأزدادت أهميته بعد أن تبيًن تماماً السياسه الأنفصاليه لأقليم الأكراد وامكانيه أستخدامهم لخط جيهان ضمن مساوماتهم لتعزيز موقعهم .
سواء كان الرئيس العراقي ليبراليا أو محافضاً أو سنياً أو شيعياُ هذا مصلحه للعراق ولا يتعارض هذا مع سياسات الخليج بأتجاة الأردن والتي تدرك التأثيرات العميقه لتحول دوله مجاورة ألى ملكيه دستوريه حقيقيه مما سينعكس حتماُ على مطالب الشعوب الخليجيه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012