أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


أحلام العام الجديد

بقلم : طاهر العدوان
01-01-2013 01:27 AM
نحلم ان لا يكون عام ١٣ من الألفية الثانية مطابقا لما يوصف به هذا الرقم من تشاؤم في معتقدات الناس ، وان يكون عام السلام والحرية والديموقراطية للعرب جميعا .
وان يحقق الربيع العربي الوحدة الوطنية لجميع الشعوب التي مر بها ، وان تنتهي الى الابد ذهنية الطغاة بعد ان استيقظت في الامة مشاعر الاحترام لذاتها وإنسانيتها فلم يعد مقبولا التفريق بين مواطن وآخر بسبب مذهب أودين او اصول وجذور .
اذا لم يشعر العربي بقيمة كرامته فانه لن يعرف قيمة البناء والعمل من اجل قوة الأوطان وعزتها ، فالركون الى الذل والاطمئنان الى البؤس قاد الى ازمان من حياة هذه الامة اصبح فيها الاستعباد قدرا والفقر نعمة ، وهو ما دفع بالعباد والبلاد الى الدمار وهذا الدم الغزير المسفوح في سوريا ، ومن قبل في ليبيا واليمن .
فالعربي لم يعد قادرا على معايشة أنظمة قامت على الاضطهاد وسياسة فرق تسد , ومن شدة ردود الفعل الشعبية على هذا الاضطهاد تكاد ان تتحول بعض ثورات العرب الى نقمة وانتقام وتدمير للذات .
نحلم ان يشهد العام الجديد انتصار الربيع العربي على الشر الذي يتسرب الى وعي الجماهير في اكثر من بلد، ناشرا التعصب الطائفي ، من خلال مواقف وأعمال وسياسات ، تزرع الخوف والفساد في النفوس . حتى اصبح المواطن يرى جاره عدوا .
نحلم ان تنتصر معركة الوعي الوطني ضد كل ما ينتمي الى الظلام والعبودية .
نحلم بان يكون الجدل مثمرا وسلميا ذلك الدائر في مصر وتونس والعالم العربي حول ماهية الدولة ومفاهيم الديموقراطية، فالأمة تعبت من عروبة ولدت أنظمة الاستبداد والديكتاتوريات وأشبعت الناس الذل والهزائم ، عروبة الفكر الشامل القائم على عبادة الحاكم بحجة التغني بامجاد غابرة ، والتباكي على وحدة لم تتم من غدرهم ، او الزعم بقدسية مهمات فاشلة من اجل تحرير فلسطين !
والأمة لا تريد استبدال الحرية واحترام الانسان لعقله ونفسه، بشمولية من نوع آخر تزج الدين بالسياسة ليس من باب إشاعة الوئام وإزالة التعصب من بين صفوف الشعب الواحد ، انما بالعودة بالأمة القهقرى الى زمن التكفير وقسمة الناس الى مؤمنين وخوارج .
لا يوجد وباء على وجه الارض ، ولا جريمة أشنع في العصر العربي الراهن من وباء الطائفية، ومن التعصب الإقليمي والجهوي على حساب المواطنة وضد ثقافة الانتماء للشعب الواحد والوطن .
احلم ان يكون العام الجديد بداية انطلاق ربيع اقتصادي عربي تتوحد فيه روئ الحكومات من اجل خدمة مصالح الشعوب العربية والقضاء على الفقر والبطالة ، وتجفيف بيئة التطرف الناجم عن الفقر وكما يقال فان « تمرد المعدة هو الأسوأ على مدار التاريخ « . لقد وقفت معظم الحكومات ، الغنية والفقيرة ، الى جانب ربيع الشعوب السياسي . والمطلوب ان تقف بنفس المقدار الى جانب ربيع اقتصادي يمنع الثورات من الانحراف والتحول الى الإرهاب ويحرر جميع الشعوب العربية من بؤس الفقر .
لقد وصل الامر ان يكون العربي غريبا في أوطانه العربية ويقول فيها ما قاله المتنبي :
مغاني الشعب طيبا بالمغاني
بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-01-2013 09:28 AM

الى الدكتور / طاهر العدوان
أقول كل عام وانت بألف خير ، كلام في الصميم ، فهل من آذان صاغيه وعي المواطن العربي أساس قوى في تطبيق كل هذه الاسس ، المواطن لبنه قويه في مطالبته للحكومة دون مواربه او تزيف للحقائق في تطبيق الحرية والعداله للجميع.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012