عمان 28 تشرين الاول ( بترا ) - من تيسير النجار - غابت الثقافة عن برامج مرشحي مجلس النواب السادس عشر، الامر الذي طرح على المهتمين بالشأن الثقافي والفكري والفني في الحياة الابداعية الاردنية الكثير من الاسئلة .

ومن بين اسباب هذا الغياب وفقا لعدد من الكتاب والفنانين الذين التقتهم وكالة الانباء الاردنية ( بترا )غلبة الابعاد الخدماتية والمعيشية على موضوعات الثقافة والفنون التي يرى فيها العديد من المرشحين والناخبين بانها شأن يهم شريحة قليلة من مكونات المجتمع الاردني او ما اصطلح على تسميتها بالنخبة.

يقول المخرج المسرحي صلاح الحوراني ان ظاهرة غياب الاهتمام بالجانب الثقافي عن شعارات المرشحين وبرامجهم يؤشر الى ازمة وعي في فهم الثقافة .

ويدعو الحوراني المرشحين الى تضمين برامجهم الانتخابية لقضايا الثقافة والابداع من فنون ودراما وفكر نير بغية الارتقاء بثقافة ووعي المواطنين وهو ما ينعكس بالتالي ايجابيا على المجتمع برمته .

ويوضح رئيس رابطة الفنانين التشكيليين غازي انعيم ان الثقافة تسهم في تعميق الهوية واثراء وتنمية مشاعر الانتماء للوطن وتعلي من صورة الامم والمجتمعات وبالتالي تعتبر الثقافة المدخل الأهم لأي خطاب تنويري ولأي تنمية شاملة مبينا ان الثقافة تؤدي دوراً بالغ الأهمية والتأثير في تشكيل وتوجيه الرأي العام سواء في الانتخابات أو مناحي الحياة الأخرى.

ويأسف انعيم لان الهم الثقافي جرى تحييده عن شعارات المرشحين لصالح الخطاب السياسي والاجتماعي والاقتصادي .

ويشدد القاص جمال القيسي على ضرورة تضمين امال وتطلعات المثقفين في شعارات وبرامج المرشحين مبينا ان دور المثقف جذري وراسخ تاثيره في الحياة اليومية .

ويدعو الى الخروج من نمطية التفكير السائد بأن المثقف كاتب قصص واشعار وروايات يقتات على فراغ الوقت وبطالة المعيشة وقلة الحيلة .

بدوره يقول الناقد سعيد حمزة إن الدور الأهم هو في اختيار النائب الذي يجب أن يكون على درجة عالية من التعليم والثقافة لان في ذلك رقي وحضارة للفرد والوطن على السواء .

وترى الشاعرة والاعلامية أسماء الحاج ان الثقافة لم تعد من اولويات المواطن العربي عموما حيث يجري تغليب لقمة العيش للفرد على ما يرى في الثقافة بانها مجرد ترفيه وشكل من الكماليات التي لا تطعم خبزا .

وتقول ان العديد من المرشحين ينظرون الى الشأن الثقافي خارج اهتمامات ناخبيهم وهذا عائد لكون غالبية المرشحين من خارج الوسط الثقافي .

(بترا)