أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


«فلا أقسم بمواقع النجوم»

بقلم : د. رحيّل غرايبة
04-01-2013 12:01 AM
نقلت وسائل الاعلام خبراً مثيراً يتعلق بالاكتشافات الكونية، يفيد بأنه يُجرى بناء تلسكوب عملاق في الصحراء الاسترالية بهدف اكتشاف ما يقارب (700,000) مجرّة كونية جديدة في بحر العام الجديد '2013'، فهذا الخبر الذي يقدره العلماء والمختصون في الفيزياء وعلوم الفلك والفضاء بطريقة أفضل وأدق، يفيد بإضافة رقم جديد يصل إلى سبع مئة ألف مجرة، فكم إذا عدد المجرات الموجودة، وكم عدد المجرات التي لم يتم اكتشافها بعد، وإذا كانت المجرة الواحدة تتشكل من عدد هائل من المجموعات الشمسية ومن الكواكب والنجوم، فعلى الانسان ان يتخيل هذا العدد الذي لا يحصر من الأجسام الكونية السابحة في الفضاء، وله أن يتخيل المسافات بين النجوم و الكواكب والمجرات التي تقاس بالسنوات الضوئية، وما زال هناك مجرات ونجوم لم يصلنا ضوؤها بعد، الذي يسير نحونا منذ خلق الله الكون بسرعة (300,000) كم في الثانية!!
الأرض التي نعيش عليها عبارة عن رأس دبوس أزرق صغير يهيم في هذا الكون الفسيح، الذي يصعب على العقل البشري استيعاب وتخيل هذه المساحة الواسعة الفسيحة الممتدة المستمرة في التوسع والامتداد، فكم يا ترى نسبة المقارنة بين حجم الأرض وحجم الكون؟! ' إنا خلقنا السماء بأيدٍ، وإنا لموسعون'.
ومع ذلك فإن هذه النقطة الزرقاء الهائمة مليئة بالصراع المحتدم بين الكائنات البشرية التي تسكنها، والتي تحمل قلوباً مليئة بالحقد والضغينة والكيد والمكر الذي تكاد تزول منه الجبال، ويملكون أبصاراً لا ترنو أبعد من أرنبة أنوفهم، فيضيق بهم الكون الفسيح وتضيق به أنفسهم، ولو أنهم تفكروا قليلاً في الكون من حولهم، وأجالوا أبصارهم في السماء، وأعملوا أذهانهم في هذا الاعجاز المذهل ووقفوا على قول الله تعالى: 'فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم'، لاستشعروا عظمة الخالق ولاستصغروا أنفسهم واستشعروا عجزهم، ولقل منسوب الكبر في نفوسهم، ولتواضعوا قليلاً، وأسلموا قيادهم لخالق السماوات والأرض وامتثلوا قوله: 'ولا تمش في الأرض مرحاً، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً'، ما يجعلهم يقدمون على خفض جناحهم لإخوانهم من بني البشر ويقدمون على التذلل لرب العزة.
نحن بحاجة ماسة بين الفينة والأخرى إلى الانعتاق من أوهاق الدنيا وأعباء الحياة، والتفسح قليلاً في آفاق الأرض، والولوج إلى أعماق الصحراء، بعيداً عن أضواء المدينة وضجيجها، وإطلاق الأبصار والعقول نحو السماء ومجراتها وأبراجها ونجومها وكواكبها، وتلمس مواقعنا في هذا الكون الفسيح وتقدير أحجامنا حق قدرها.
نحن بأشد الحاجة إلى إعادة تموضع للذات، ومراجعة مستمرة، ووقفة نظر وتدبر، من أجل تصحيح المسار وإعادة توجيه البوصلة، في اتجاه الانسجام مع الكون، والخضوع لنواميسه الصارمة وقوانينه الواضحة، ومن أجل مواصلة الرحلة في البحث عن الذات، والتوقف عن العبث ووضع حد للتيه والتخبط المضني.
'ومن أعرض عن ذكري، فإن له معيشة ضنكى'.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-01-2013 02:14 AM

ايها الانسان هل تعرف حجمك انت بالنسبة لحجم الكون صفر لا بل تكاد تكون عدما
وعمرك بالنسبة لعمر الكون صفر وكأنك لم تدب على الارض اصلا
ايها الانسان انت مثل قبض ريح

2) تعليق بواسطة :
04-01-2013 10:19 AM

المشكلة يا شيخنا أن الإنسان بجهله يظن أنه هو محور الكون وما هو في الكون إلا مخلوق كغيره من مخلوقات الله الكثيرة!

3) تعليق بواسطة :
04-01-2013 11:04 AM

فقط اريد ان اشكر الكاتب لمقالته الرائعه ...واود ان اذكر بقوله تعالى "وما اوتيتم من العلم الا قليلا"سبحان الله عظيم شأنه ...عظيم سلطانه

4) تعليق بواسطة :
04-01-2013 02:57 PM

الإخوان زهقوه حياته، فخرج يفكر بالنجوم والمجرات، أحسن من الحكي مع حمزه منصور وهمام سعيد.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012