أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


عرسنا الديمقراطي!

بقلم : فهد الخيطان
05-01-2013 12:22 AM
غصت وسائل الإعلام بتغطيات موسعة للأسبوع الأول من الحملات الانتخابية؛ النصيب الأكبر منها كان للقوائم الوطنية، وما تبقى لمرشحين مقتدرين في الدوائر الفردية 'المحلية'.المظاهر الاحتفالية طغت على ما عداها من دعاية انتخابية. فباستثناءات محدودة، لم يقدم المرشحون تفاصيل جوهرية عن برامجهم الانتخابية. الشعارات البراقة عن محاربة البطالة والفقر والفساد، وتحقيق العدالة الضريبية، لم تقترن بتصورات واضحة ومحددة. في المقابل، أسرف القائمون على الحملات الانتخابية في تقديم وجبات الطعام والحلويات، وأغرقوا الشوارع بطلاتهم البهية.لم نشهد في الأسبوع الأول مناظرة جدية بين المرشحين. فعندما حاول التلفزيون الأردني تنظيم مقابلات لمرشحي القوائم لعرض برامجهم، لم يجدوا ما يقولونه غير الشعارات المكرورة منذ دورات انتخابية سابقة.لكن أبرز ما ميز الحملات الانتخابية في الأسبوع الأول، وشد اهتمام وسائل الإعلام، هو ظاهرة المال الانتخابي التي طبعت المشهد الانتخابي. هيئات الرقابة المدنية التي يجوب أفرادها الدوائر الانتخابية رصدوا عشرات الحالات من شراء وبيع الأصوات. كما نقلت تقارير لزملاء صحفيين معلومات موثقة عن عمليات متاجرة بأصوات الناخبين تجري على نطاق واسع في غالبية الدوائر الانتخابية. رغم ذلك، لم تتمكن الأجهزة الأمنية من ضبط سوى حالة واحدة أو حالتين، ولا نعرف حتى الآن نتائج التحقيق فيها.إذا استمرت حالة اللامبالاة تجاه ظاهرة شراء الأصوات في الأسابيع المقبلة، فإن الانتخابات النيابية ستفقد ميزتها الأخيرة والوحيدة، وهي النزاهة. وسيكون من الصعب على مجلس النواب الجديد كسب ثقة الناس في المرحلة المقبلة.الهيئة المستقلة للانتخاب 'انبح صوتها' وهي تناشد الأجهزة الرسمية التدخل لضبط المتورطين في تجارة الأصوات ومعاقبتهم حسب القانون، لكن لا أحد هناك يسمع.وخلال أيام، ستصفعنا هيئات الرقابة الغربية بتقاريرها الميدانية عما يجري من تجاوزات للقانون، وسنكون حتما في موقف حرج.الاستعداد لارتكاب المخالفات من طرف المرشحين لا يقف عند حد شراء الأصوات، بل يتعدى ذلك إلى تحدي تعليمات الهيئة المستقلة للانتخاب، وذلك بالامتناع عن تقديم الإفصاح المالي ومصادر تمويل حملاتهم الانتخابية، ما دفع بالهيئة إلى التهديد بنشر أسماء المتخلفين، وهم الأغلبية الساحقة حسب تصريحات الناطق الإعلامي باسم الهيئة حسين بني هاني.وبما أن العملية الانتخابية برمتها تحولت إلى 'سوق' انتخابية، فإن بعض وسائل الإعلام تورط أيضا في الانتهاكات التي أخذت شكل الابتزاز والتهديد من طرف وسائل إعلام مختلفة لمرشحين، لإجبارهم على نشر الإعلانات. وتلقت نقابة الصحفيين، حسب نقيبها الزميل طارق المومني، عشرات الشكاوى من مرشحين. وهو الأمر ذاته الذي أكده عضو 'تنسيقية المواقع الإلكترونية'، الزميل باسل العكور، في تصريحات لـ'الغد'.مصيب من أطلق على الانتخابات وصف العرس، فكل المظاهر تدل على ذلك؛ التجمعات الحاشدة تتم في صالات أفراح أو صواوين، وتقترن بالموسيقى والأهازيج، ويتخللها تقديم المناسف والكنافة. أما من أضاف إلى ذلك الوصف تعبير 'ديمقراطي'، فقد أجرم بحق الديمقراطية، وجعلها مهزلة كالتي نعيشها هذه الأيام. يا حسرة على ديمقراطيتنا!fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-01-2013 05:15 AM

I started reading your article but I could not get myself to finish it. The elections in Jordan are rigged since the British left the kingdom. After world war I, the British and the French took over the Arab world through a UN mandate under the disguise that the arabs living in the various territories in the Middle East did not know how to rule themselves. Here we are, almost 100 years later, and we can not rule ourselves thanks to the Arab Kings, Presidents, and governments, we need a UN mandate again. However, because of all the bad things that happened over the past 100 years, no country in the world wants to take over the Arab world.

2) تعليق بواسطة :
05-01-2013 09:29 AM

محمد البستنجي " 295 قضية في المحاكم .. هل يبحث عن حصانة برلمانية على حساب أصحاب القضايا

3) تعليق بواسطة :
05-01-2013 10:14 AM

ليس بظالم ولا قوال من يضع الآئمة في ذلك على الناخبين الذين لم يتعلموا طيلة دورات الإنتخابات الكثيرة السابقة ولم يتعضوا بما عانوا من سوابق من إنتخبوهم من غير روية ولا دراسة ,وما أن نجحوا وتربعوا على كراسيهم في مجلس الأمة حتى أداروا لهم ولكل قضايا الوطن ظهر المجن .
كنا نتمنى لو أقدمت إدارة الإنتخابات على فعل سابقة وازنة تساعد المواطنين كيف يتمكنون من إختيار المرشح الأفضل وذلك بالطلب من المرشحين بل إلزامهم أن يعلنوا بواسطة كتيب صغير عن تاريخهم وثقافتهم ومشاريعهم المستقبلية,وبذلك يتمكن الناخب من المفاضلة والمقارنة بين الصالح والطالح .
تغيب القدرة عندنا هذه الأيام وتعجز كيف نختار نوابنا , في لجة هذا العدد الهائل من المرشحين الذين لا نعرفم
لهذا نرفع العتب والتقريع عن عوام الأردنين الذين سيختارون نوابهم على أساس وقاعدة من الأكرم ومن الأقرب ومن
المعطاء ؟ .

4) تعليق بواسطة :
05-01-2013 07:16 PM

الاتريدون ان ينتفع الناس في مثل هذه المواسم ام ان التضييق اصبح من كل مكان حتى من الكتاب,فشخص لا يملك ثمن تدفئة لابنائه الا تريدوه بيع صوته وصوت من يمون عليه ام ان نجاح فلان يختلف عن نجاح غيره؟فانت وانا والجميع يعرف ان لا فرق فالنائب اصبح موظف لفترة معينة فقط,ينفذ البرنمج المطلوب فقط سواء نجح بفلوسه او نجح بذراعه,,وعلى كلتا الحالتين الاستفادة من 60 او80 دينار لتجاوز الشتاء هو الاهم

5) تعليق بواسطة :
05-01-2013 07:22 PM

والله بالنسبة الي احمل بطاقة انتخابية بس مقاطع هالمهزلة ,,لكن ظميري يحثني على نصح اي شخص مظطر ماديا ووظعه المادي سيء ان يبيع ويستفيد,,اما عن مفرزات الانتخابات والمجلس القادم فهو ساقط ونحن جميعا مقاطعين ومشاركين بياعين وغير بياعين سنسقطه وسنسقطه بمن حظر فاستفيد ايها المسكين وخذ راحتك ودفي اولادك

6) تعليق بواسطة :
05-01-2013 11:38 PM

مصيب من أطلق على الانتخابات وصف العرس، فكل المظاهر تدل على ذلك؛ التجمعات الحاشدة تتم في صالات أفراح أو صواوين،
كما العزاء تماما!!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012