أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
%92 من الأردنيين يريدون من الحكومة التركيز على الوضع المعيشي والفقر والبطالة والرواتب قرارات لسلطة العقبة .. إفراز أراضي خاصة واستثمار مبنى الصيادين استكمال إرسال أكبر قافلة مساعدات إلى غزة اليوم الصناعة والتجارة: انخفاض أسعار الدجاج محلياً مرصد الزلازل الأردني يسجل 846 نشاطًا زلزاليًا منها 166 محليا في 2024 الصفدي ينقل رسالة من الملك الى الرئيس اللبناني الصفدي: في فلسطين شعب صاحب حق وقضية ولا بد من حل شامل 54.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الملك: نرحب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة والأردن مستمر بالوقوف مع الأهل في فلسطين قرار من البنك المركزي بخصوص (إي فواتيركم) المومني: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار لوقف العدوان والقتل في قطاع غزة والضفة الغربية أمن الدولة تمهل 45 متهما لتسليم أنفسهم - أسماء شواغر ومدعوون للمقابلات الشخصية والتعيين - أسماء 4 إصابات بحوادث تدهور وتصادم في عمان والصحراوي أجواء باردة نسبيًا خاصةً في المرتفعات الجبلية اليوم وفي كافة المناطق غدًا
بحث
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


العربة

بقلم : احمد حسن الزعبي
13-01-2013 01:34 AM
وقف بمنتصف الطريق، رفع بنطاله عن خصره النحيل..احكم ربط طاقية «كبّوته»الشمعي الأخضر فوق رأسه، وعاد الى دفع عربته الحديدية بهمة عالية..البخار المتصاعد من فمه كان يوحي بأن الصبي «قِطار» صغير..قطار محمل بالفقر والأماني والأحلام... لافتات القماش المشروخة تتدلّى بإغراء أمامه، لكنه لا يجرؤ على شدّها ووضعها في عربته كي لا يتّهم بالتخريب...حتى الصور المسجاة على الإسفلت تردّد أكثر من مرة في التقاطها أو أخذها فهو يخشاها حتى وهي في وضعية «السقوط»...نظر حوله أكثر من مرة، لا احد وقت الغروب في الطريق، بدأ بجمع صور «المرشّحين» المتهاوية، يضع يده على كتف الصورة ثم ينتزع براويز الخشب على مهل، يضعها مع الوجه «البلاستيكي» في عربته الصدئة جنباً الى جنب مع الجالونات الفارغة والكراسي المكسورة..
كان يبوح لنفسه قائلا:... من أول زخة مطر تهاوت الشعارات واستقرت فوق الأرصفة وتحت الجزر الوسطية... مسح أنفه بردن «كبوته» ثم دفع عربته على طول الطريق الرئيس...في عربة الصبي جمع «التاجر» مع «الغاسل»مع «المستقل» مع «اليساري» مع «العشائري..ومضى تحت رعاية العتمة، بينما أحد من المارين لم ينكر عليه فعلته..
دخل الى البيت بفرح غامر... بدأ يفرغ حمولة العربة الى داخل غرفة الصفيح...حمل بين يديه الصور والخشب ولافتات القماش وبراويز «الفليكس» وبدأ بوضعها الواحدة تلو الأخرى،والشعار خلف الآخر في فم المدفأة الشره..بينما بخار الماء يتصاعد من جسده المبلل بماء المطر .. طلب من أمه ان تطهو لهم طنجرة «عدس» ابتهاجاً بهذا الصيد الثمين..قالت له بالحرف الواحد وهي تنشف شعره بيديها : يا بني ان الشعارات وعود، والوعود لا تنضج حساءً أو تشبع جائعاً...صدقني حتى نارهم باردة...
تراجع صاحب العربة الى الخلف قليلاً..تمدد في فراشه..ونار «الصوبة» تتثاءب من فتحتها الجانبية قبالته..
قال لأمه وأسنانه تصطك من برد الطريق وبلل الموقف : اذن تستطيعين ان توفــّري كسوة إخوتي للمنخفض القادم، فقد جمعت من «الكلام» ما يكفينا يومين كاملين..
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-01-2013 12:46 PM

والله أبكيتني يا أستاذ أحمد ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012