أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
%92 من الأردنيين يريدون من الحكومة التركيز على الوضع المعيشي والفقر والبطالة والرواتب قرارات لسلطة العقبة .. إفراز أراضي خاصة واستثمار مبنى الصيادين استكمال إرسال أكبر قافلة مساعدات إلى غزة اليوم الصناعة والتجارة: انخفاض أسعار الدجاج محلياً مرصد الزلازل الأردني يسجل 846 نشاطًا زلزاليًا منها 166 محليا في 2024 الصفدي ينقل رسالة من الملك الى الرئيس اللبناني الصفدي: في فلسطين شعب صاحب حق وقضية ولا بد من حل شامل 54.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الملك: نرحب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة والأردن مستمر بالوقوف مع الأهل في فلسطين قرار من البنك المركزي بخصوص (إي فواتيركم) المومني: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار لوقف العدوان والقتل في قطاع غزة والضفة الغربية أمن الدولة تمهل 45 متهما لتسليم أنفسهم - أسماء شواغر ومدعوون للمقابلات الشخصية والتعيين - أسماء 4 إصابات بحوادث تدهور وتصادم في عمان والصحراوي أجواء باردة نسبيًا خاصةً في المرتفعات الجبلية اليوم وفي كافة المناطق غدًا
بحث
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


العراق ثانيا؟

بقلم : ناهض حتر
13-01-2013 11:20 PM
هناك محفّزات عديدة (الفشل في الإعمار، وتدنّي الخدمات العامة، والبطالة... إلخ) للاحتجاجات الشعبية في العراق العربي كله. لكن ما عُرف بالمثلث السنّي في غرب العراق يعاني من مظلوميات خاصة به أيضاً، سواء على المستوى المطلبي أو على مستوى تصفية ملف الاعتقالات، أو على مستوى عملية اجتثاث البعث... إلخ. إنها ملفات نشأت عن الانتقال الدموي المعقّد، عبر الاحتلال الأميركي، من نظام صدام حسين، نظام الدكتاتورية الوطنية، إلى نظام نيابي يقوم على المحاصصة القومية والمذهبية والطائفية. ومن الواضح أن هذه الصيغة غير قابلة للحياة، من دون المصالحة الوطنية.
لم تحدث مصالحة عميقة في العراق؛ سيؤدي ذلك، باستمرار، إلى فصل الخلافات السياسية الممكنة في ظل نظام فدرالي ونيابي، على الانقسامات الهيكلية للعصبيات الإثنية والطائفية والمذهبية. النزعة الانفصالية في كردستان العراق لم توضع على جدول أعمال حوار وطني يستهدف تحويل الفدرالية إلى صيغة للاندماج الديموقراطي. بالعكس، تحولت صيغة لانفصال يتجذّر، وليس له، في النهاية، سوى قبول بغداد بانفصال كامل للإقليم الكردي أو تحجيم الفدرالية إلى حكم ذاتي في سياق الدولة الوطنية العراقية. وما دام هذان الخياران ممنوعين حتى الآن، فسيكون أكراد العراق في موضع الأقلية التي تضطهد الأكثرية،
ما يتيح للأكراد اللعب من موقع القدرة المختزنة الجاهزة للاستخدام تواً، هو تماسكهم على أساس قومي، في مواجهة أكثرية عربية منقسمة على أساس مذهبي (شيعي ـــ سنّي). سيمنح ذلك القيادات الكردية هامشاً واسعاً للانخراط في علاقات إقليمية ودولية، سياسية ونفطية واقتصادية، لا تكرّس الانفصال فحسب، بل تفتّ في عضد الحكومة المركزية في بغداد.
الاحتجاجات التي يعترف المالكي بشرعية مطالبها في المثلث السنّي أخرجت كل الشياطين معاً: النزعة الانفصالية، ونزعة الولاء المذهبي الخارجي على حساب الولاء الوطني للعراق ـــ وفي المخيال الجمعي السنّي تماثل هذه النزعة نظيرتها لدى الشيعة المتهمين بالولاء المذهبي لإيران على حساب الولاء للعراق والعراقيين.
بطبيعة الحال، لا يمكننا النظر إلى احتجاجات المثلث السنّي بوصفها حدثاً داخلياً معزولاً عن السياق الجيوسياسي الإقليمي، حيث نشهد صعود ما يمكن تسميته بـ المشروع التركي القطري المصري ـــ الإخواني ـــ المتنافس مع السلفية الجهادية المتخصصة في شن العمليات الانتحارية ضد الجماهير الشيعية، والتي تداخلت مع بقايا حزب البعث العراقي الذي تخلى عن منطلقاته القومية والعلمانية وانضم إلى الجبهة الطائفية.
احتجاجات المثلث السنّي العراقي تستكمل الانتفاضة السورية ذات الراية الدينية والتمرد الشبيه المضبوط في لبنان ، وتحوّل المزاج الفلسطيني عن العلمانية. ويحدث ذلك كله داخل كماشة تركية - مصرية ودعم سعودي وتفاهم واقعي مع اسرائيل بالوساطة القطرية ، فـ 'العدو' الإيراني المشترك يفرض التفاهمات بين الخصوم ، في السياسة وعلى الأرض معا.
علينا ألا نستصغر خطر التقسيم في العراق، لئلا نجد أنفسنا، عمّا قريب، وجهاً لوجه أمام استحقاقات صعبة للغاية، بما في ذلك الاضطرار إلى الحفاظ على وحدة العراق بالقوة. وفي رأيي أن المالكي يستطيع أن يبادر إلى مقاربة مختلفة نوعياً تشتمل ليس على الاستجابة الفورية للمطالب الشعبية فقط، بل الاستعداد الجدي لمراجعة كامل ملف اجتثاث البعث، صامّاً أذنيه عن صرخات الأحقاد من قوى شيعية.
ما يحتاج إليه العراق اليوم هو الكفّ عن الروح الانتقامية في إطار ميثاق للحقيقة والمصالحة ينهي متعلقات المرحلة السابقة بقضّها وقضيضها، وخصوصاً أن العراق يحتاج إلى مئات الآلاف من الكوادر المؤهلة التي هي اليوم خارج الخدمة بسبب الاجتثاث وروح الانتقام.

التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012