|
|
|
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
قيادة الإخوان ومبادرة زمزم
بقلم : إبراهيم غرايبة 16-01-2013 11:45 PM ما تزال قيادة الإخوان المسلمين تسلك وتفكر وتقرر معتبرة نفسها جماعة سرية، تعني لها النصوص والأفكار الدينية خطابا يخصها دون غيرها، مستخدمة فتاوى وفهما دينيا غريبا لم يعد متقبلا. فالمراقب العام للجماعة يطلب البيعة من أعضائها، معتبرا أن هذه البيعة تمنحه سلطة دينية وفكرية وروحية على كل سلوك ومواقف وأفكار أعضاء الجماعة، بل وعقولهم وضمائرهم. وتستخدم الجماعة نصوصا وآيات قرآنية موجهة إلى جميع المسلمين وكأنها تخص المراقب العام وقيادة الجماعة؛ فخطاب: 'وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم' يعني أن أولي الأمر هم قائد الجماعة وأمراؤها دون غيرهم، فلا ينطبق هذا الفهم إلا على أولي الأمر في جماعة الإخوان المسلمين! بل وأكثر غرابة أن الآيات المتعلقة بحق الرسول وطاعته تنسحب أيضا على قائد الجماعة؛ فقوله تعالى: 'وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم'، أو قوله تعالى: 'يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض'، يشمل الخطاب فيهما أيضا قائد الجماعة وشيوخها، ولا يعني بالتأكيد مسؤولي الدولة أو عميد كلية الشريعة أو مفتي الدولة.. أو وزير المياه والطاقة..اليوم، تستخدم هذه الأمور الخطيرة للحجر على أعضاء الجماعة وإرهابهم، بل وفي تعميمات وقرارات بالغة الغرابة: عدم الاتصال أو الاستماع للقائمين على المبادرة الوطنية للإصلاح 'زمزم'، في الوقت الذي يسمح 'الدين الإخواني' بالاستماع والتنسيق والحوار مع آخرين ليسوا متدينين ولا يصلون ولا يصومون. بل إن الإخوان حملوا في الانتخابات النقابية ولمنصب النقيب أشخاصا ليسوا ملتزمين حتى بأبسط ما يلتزم به المسلمون من أداء الفرائض واجتناب الكبائر، وتعالت أصوات التكبير في مجمع النقابات المهنية تهليلا واستبشارا بـ'نصر الله'، لينسحب النقيب المؤيد بملائكة السماء يحتفل مع أصدقائه الآخرين على قرع الكؤوس! لا بأس في ذلك بالطبع، وهو من سعة الأفق، ولكن على أساس تسمية الأشياء باسمها وليس بلبسها بالدين!البيعة المتبعة في جماعة الإخوان المسلمين، والطلب على أساسها من أعضاء الجماعة وتكليفهم بسلوك فكري أو تنظيمي، أو مظنة أنها تمنح سلطة على عقول الأعضاء ومشاعرهم، هذه البيعة لا أساس لها في الدين، ولا حقّ لقائد في الجماعة أن يطلبها من أحد. ولنتخيل (ولماذا لا يحدث مثل ذلك) أن تطلب كل الجماعات والأحزاب والجمعيات والشركات والعشائر والوزارات والدوائر والهيئات المستقلة والنقابات البيعة من أعضائها، وتخاطبهم بناء على ذلك مستخدمة حقا دينيا عليهم! لماذا منح الله حق البيعة للإخوان المسلمين ولم يمنحها لحزب آخر؟ وما الفرق عند الله وفي دينه بين جماعة الإخوان المسلمين وبين عشائر بني مرة؟وهي (البيعة) انتهاك صارخ وبشع للقوانين والمواطنة، ولماذا لا تكون المواطنة عقدا أو بيعة ملزمة لكل من يحمل جنسية الدولة والمواطنة؟ كيف سنثق بجماعة سرية ونستأمنها على البلاد والعباد؟ibrahim.gharaibeh@alghad.jo (الغد)
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
17-01-2013 08:30 PM
 فكر متنور وكلام تقدمي لك كل الاحترام
2) تعليق بواسطة :
17-01-2013 09:20 PM
مشكلتنا ليست مع هؤلاء يا صديقي إبراهيم
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق