أضف إلى المفضلة
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ما بعد الانتخابات.. خلافات عائلية ومعاتبات وحالات طلاق

01-02-2013 12:40 AM
كل الاردن -
ثمة عبارات مشهورة تتردد ما بعد الانتخابات النيابية تقول 'العروسة للعريس والجري للمتاعيس'، و'انفض السامر وبلشنا ببعض'.
هذا إذن بعض مما يقال في الجلسات العائلية والاجتماعات النسائية، وما يدور بين بعض الأقارب، حيث تفتح أبواب النقاش من عتاب وغضب وزعل على صعيد أبناء الأسرة الواحدة، وتمتد للزوجين، وبين الأقارب والجيران، كل ذلك بسبب نتائج الانتخابات التي قد تروق للبعض في حين تشكل صدمة لدى الآخرين.
الخلاف الرئيسي الذي يشعل فتيل 'الأزمة' يكمن بعدم انصياع البعض لرغبات المقربين بالتصويت لصالح هذا أو ذاك من المرشحين الذين 'حلق' بعضهم بأجنحته إلى المجلس، وعاد بعضهم الآخر أدراجه خائباً.
ما أكثر الحوارات التي تدور في الوقت الحالي داخل البيوت، وهي بمثابة 'جرْد إحصائي' للعملية الانتخابية: 'بيت أبو أحمد ما انتخبوا مرشحنا!'، 'بيت جيراننا أبو سيف انتخب منهم أبو سيف بس، أما أولادوه كانوا مع مرشح تاني...'، 'أم محمد عتبانة على سلفاتها، وبيت حماها ما صوتوا لخالها'... إلخ.
أم طارق تشعر بالاستياء والاستغراب في الوقت ذاته، من جارتها التي زارتها خلال الأيام الماضية، فقد ظنت أن الجارة جاءت لجلسة صباحية كالمعتاد، لتناول فنجان القهوة وتبادل الأحاديث. لكن الذي جاءت من أجله كان مختلفا تماما: 'لقد جاءت لتعاتبني وتخبرني بأنها لم تعد ترى بي الجارة الصديقة'. وهكذا تكتشف أم طارق أن السبب هو عدم انتخابها لصالح أحد المرشحين المقربين إلى جارتها.
وتؤكد أم طارق أنها، نزولاً عند قناعتها ورغبتها، اختارت أن تنتخب مرشحاً آخر، وهي لا تحمل أي نظرة سلبية تجاه الآخرين، ولا حتى لجارتها التي أمست علاقتها بها شبه مقطوعة منذ يوم الانتخابات. وتستاء أم طارق كثيرا من مدى تأثير الانتخابات والسياسة في البلاد على العلاقات الاجتماعية، وعلى العلاقة بين العائلات والجيران بشكل ملحوظ.
تقول نسرين إنها تفاجأت بإحدى 'سلفاتها'، المنزعجة الغاضبة، لأن أفراد عائلة زوجها لم ينتخبوا مرشحهم (الذي نجح في الانتخابات). وتؤكد أنها ما تزال غاضبة، لأن تصرّف 'سلفتها' ينم عن شخصية غير متوازنة، ولا تفصل بين الأمور العائلية والسياسية والاجتماعية الأخرى. فلكل شخص، في رأيها، وجهة نظره وتوجهاته، حتى بين أفراد العائلة الواحدة، وبين الزوج وزوجته.
وبعد الانتخابات مباشرة، ظهرت بالفعل مشكلة في العلاقة بين محمد وزوجته. لقد اتفقا منذ البداية أن لا تقوم الزوجة بانتخاب أي من المرشحين، إلا أنها لم تجد بدا من تنفيذ التزام عائلي بالتصويت لصالح مرشح بعينه، يعارضه زوجها. وقد صوّتت لصالح هذا المرشح، فكانت عاقبتها في النهاية هذا الخلاف بينها وبين زوجها الرافض لذلك المرشح، وبينها وبين عائلتها التي نصحتها بالتصويت لفائدته.
لكن ميساء التي اتفقت مع صديقتها في البداية على أن لا يصل الجدل الانتخابي بينهما إلى حد العتاب والزعل والمقاطعة، تواجه معاتبة شديدة من قبل صديقتها، لأنها لم تنتخب لفائدة الشخص الذي أشارت به إليها هذه الصديقة، وهو من أقربائها، لأنها -أي ميساء- لم تقتنع بهذا الشخص، ورغبت في انتخاب شخص صديق لوالدها. والحال أنها سمعت من صديقتها كلاما قاسيا، واستغربت أن تؤدي انتخابات نيابية إلى التأثير على علاقتهما التي استمرت بينهما سنوات طويلة.
اختصاصي علم الاجتماع السياسي، الدكتور حسن العوران، يؤكد أن الانتخابات النيابية، في معظم مناطق المملكة 'تأخذ بعداً عشائرياً، ولا توجد لدى المجتمع ثقافة انتخابية واضحة، وذلك بسبب ضعف التنمية السياسية لدى الأفراد، وقصور الجهات المعنية في هذا المجال'.
وحول وجود بعض العائلات التي حدث فيها شرخ عائلي، أو حالات طلاق كما حدث في بعض المناطق، يقول العوران إن المجتمع الذكوري ما يزال يسيطر على البيئة الأردنية، ويفرض سيطرته على الإناث، ناهيك عن أن المجتمع الأبوي ما يزال يعطي الذكر الأكبر الحق في تحديد توجهات أفراد الأسرة، وفي اتخاذ قرارات التصويت للمرشحين.
وفي هذا الشأن، يرى الاستشاري الأسري مفيد حسونة، أن من الآثار السلبية للانتخابات النيابية قانون الانتخابات؛ إذ أسهم في تعميق الخلافات بين أفراد المجتمع ككل، وبين أفراد الأسرة أو العشيرة الواحدة. ويضيف 'أن قانون الصوت الواحد كرس العشائرية والعائلية، وهو ما أدى إلى مشاكل تجلت في صور متعددة، منها تفتيت العشيرة، واقتسامها، وإثارة النعرات بعد الانتخابات'.
وكما هو الحال في المجتمع الكبير؛ أي القبيلة والعشيرة، فكذلك كان الأثر سلبيا على العائلة الواحدة، وعلى الزوج وزوجته. في هذا السياق، يؤكد حسونة حدوث بعض حالات الطلاق، في بعض الأسر، وانقطاع العلاقات بين الجيران والأقارب، نتيجة الاختلاف حول الانتخابات ونتائجها. ولذلك ينصح الاستشاري حسونة، الجهات المعنية، بالعمل على 'صياغة قانون انتخابي يعيد اللُّحمة بين أفراد العائلة الواحدة'، بالإضافة إلى ضرورة تنمية الوعي لدى المجتمع حول معايير الاختيار الصحيح للمرشحين.
ويوضح العوران أن صورة الانتخابات في الأردن تسير وفق وقوف العائلة إلى جانب أحد المرشحين من العائلة ذاتها، مبينا أن خروج أي شخص على إطار قرار العائلة يسهم في تقسيمها، وبالتالي فقد يتعرض الشخص المخالف لقرار العائلة للمساءلة الشخصية، والعتاب، وفي ذلك 'ما قد يتسبب في حدوث القطيعة في نسيج العائلية، إلا أن هذه المقاطعة، من حسن الحظ، لا تدوم لفترات طويلة، وهذا ما يميز العلاقات العائلية والمجتمعية في المجتمع الأردني'.
ولا يرى حسونة أي مانع في أن ينتخب أفراد الأسرة الواحدة، أو البيت الواحد، أو الزوجان، مرشحين مختلفين، لأن الاختيار الحقيقي قائم على قناعة كل فرد، وفقا لوعيه ودرايته بالشخص الذي يختاره، وليس للتعصب العائلي، أو الجهوي، أو الجنس، أو بدافع المصلحة المادية. ويدعو حسونة، العائلات لأن تقوم 'بالفصل بين العلاقات الشخصية والقناعات السياسية والاجتماعية'.(الغد)
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-02-2013 12:54 AM

عاش بيان الاول من ايار المجيد

2) تعليق بواسطة :
01-02-2013 01:38 AM

هذا كلام صحيح ، متى يا ترى نقبل بالديمقراطية كل شخص ينتخب حسب قناعاته

3) تعليق بواسطة :
01-02-2013 02:24 AM

عاش نعمان الرباع رقم واحد

ليش غيرت اسمك من نعمان الرباع الى ابن جديتا... ايش يا رباعي ما هقيتك هيك..
بس نفسي اعرف شو بينك وبين تونس ومنظمة التحرير؟؟!!! سألتك قبل هيك وما جاوبت..

4) تعليق بواسطة :
01-02-2013 10:37 AM

الله لا يردها

5) تعليق بواسطة :
01-02-2013 10:45 AM

انا لا أعتقد ان ما نراه هو "تعميق للخلافات" وأنما نفض لبعض المعتقدات البالية والتي يجب التخلص منها.

الديموقراطية تبدأ في المنزل والعائلة والعشيرة وكل أنسان يجب ان يكون حر في أختيار المرشح الذي يراه مناسبا بدون ضغوطات وتدخلات عائلية او عشائرية.

يعني بأختصار خلينا نخلص من المجاملات الفارغة والوعودات الزائفة لأن حياتنا كلها أصبحت كذب ونفاق

6) تعليق بواسطة :
01-02-2013 02:59 PM

رحت عتونس ايام العز ولما كان في قبظ كثير بس الجماعه هناك ما اقتنعوا - وطلعوا بلعبوا شده حريفه فصار اللي صار وفهمك كفايه بس حيروحوا فين من ربنا - وربنا امر بالستر

7) تعليق بواسطة :
01-02-2013 03:00 PM

لقد وصلة لأمووووور الى المطالبه في عزل مخاتير ووجهاااااااااء بأمر من المرشح الناجح يجب على الحكومة أنهاء المهزله وصدار قانون يعاقب كل من يرتكب حماقه على خلفيت الأنتخابات

8) تعليق بواسطة :
01-02-2013 05:43 PM

وأنا كمان بدي أطلق .. بس مش مرتي بدي أطلق عشيرتي !

9) تعليق بواسطة :
02-02-2013 09:50 AM

بركات الصوت الواحد الذي مزق الاسرة الواحدة

10) تعليق بواسطة :
02-02-2013 05:47 PM

اليوم استقال عبد الهادي المجالي ..الباشا ..اليوم يحق لي ان افخر ان الباشا ...يرفض التزوير ..ومن زور ..اليوم يحق لي ان اقول ..تحياتي واحترامي لك ابو سهل ..اليوم خرجت من دائرة التزوير ..هكذا كنت وستبقى ..الديوان ..والمخابرات ..كانت وما زالت كما هي ..والانتخابات ..كما هي ...مزورة ...وستبقى ..؟

11) تعليق بواسطة :
03-02-2013 11:13 AM

بدنا فتاوي من الوسط الاسلامي الي اول مرة نسمع فيه بالانتخابات

12) تعليق بواسطة :
03-02-2013 02:47 PM

دلاله على مستوى التخلف وعدم فهمنا للحياة الديموقراطيه والحسد الذي يملىء نفوس البشر والامراض النفسيه المصاب بهابعض الاشخاص معدومين التفكير هي من العوامل الكبرى في حصول المشاكل العائليه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012