أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


خصخصة البرلمان الأردني!

بقلم : باتر محمد علي وردم
01-02-2013 12:57 AM
مقارنة بانتخابات 2007 و 2010 لا يستطيع أحد أن ينكر أن الانتخابات الأخيرة حققت تقدما ملحوظا في عناصر النزاهة والإدارة المستقلة. إن التحول من نمط إدارة وزارة الداخلية وتدخلات سياسية أخرى في الانتخابات والذي كان سائدا طوال عمر الدولة، إلى نمط إدارة هيئة مستقلة تعتمد على كوادر بسيطة وعدد كبير من المتطوعين ما كان ليحدث بشكل ثوري في أول تجربة. كان واضحا أن هنالك أخطاء وجوانب خلل في الإدارة كشفت عنها الممارسة الأولى ومن المؤمل أن يتم تجاوزها في الانتخابات القادمة.

ما لم يتغير للأسف في الانتخابات الثلاث الماضية هو سيطرة المال، والذي من غير الصائب تسميته بمال سياسي بل هو مال استثماري يشبه إلى حد كبير عمليات “المناقصة” التي تتم على الحصول على عقود عطاءات، وفي واقع الأمر فإن السمة السائدة لمجلس النواب الأردني في السنوات الماضية ومنذ 2007 بالذات أنه أصبح خاضعا لخصخصة المال.

حتى لو افترضنا أقصى درجات النزاهة في الانتخابات، ومن أجل إحداث تغيير حقيقي في نوعية مجلس النواب لا يكفي لوم الناخبين أو قانون الانتخابات بل يجب أن يتحرك النشطاء السياسيون والمثقفون والمتعلمون لخوض تجربة الترشيح للانتخاب. مشكلة القانون الحالي المفصل على الدوائر الصغيرة أنه يدعم اصحاب الأموال. لقد اصبح الحصول على مقعد نيابي هو بمثابة “استثمار” للمرشح الذي لديه مبلغ قد يصل إلى 50 ألف دينار كحد أدنى لانفاقه في الانتخابات، وأحيانا يصل الأمر إلى ما يتجاوز المليون دينار. هذا يجعل فئة المرشحين محدودة جدا حيث لا يمكن لأي شخص نشيط سياسيا ومثقف من ابناء الطبقة الوسطى أن يستغني عن مدخراته وحقوق أسرته في الصحة والتعليم والسكن والغذاء من أجل خوض انتخابات كهذه.

لا مجال أمام النشطاء المسيسين وابناء الطبقة الوسطى لدخول البرلمان والمشاركة في صناعة التغيير في الأردن إلا من خلال عضوية الأحزاب ومن خلال قانون انتخاب يخصص حوالي 50% من المقاعد للقوائم الحزبية والسياسية والتي لا تحتاج إلى إنفاق مالي مشابه للترشح الفردي. في هذه الحالة فقط يمكن توقع صعود نخب سياسية جديدة وشابة تستبدل رجال الأعمال والزعماء المحليين في مجلس النواب.

خصخصة مجلس النواب تشكل عائقا كبيرا أمام الحياة السياسية لأن كل “مستثمر” اشترى مقعده في المجلس سيعمل على استعادة جزء من هذا الاستثمار أو كله عن طريق مزايا ومكتسبات شخصية (تقاعد، سيارات، سفر وترحال) أو عن طريق بزنس العطاءات والمقاولات والشراكات التجارية أو عن طريق التعيينات والواسطات وغيرها من أدوات الحصول على حقوق الآخرين بطريقة غير نزيهة. هذه المواقف الشخصية ربما تلعب أدورا حاسمة أيضا في قرارات سياسية مثل قرارات الدعم والرفض لقرارات الحكومات وتفتح المجال أمام الصفقات الشخصية. ومع وجود خيارات الحكومة البرلمانية فإن الصراع سيكون كبيرا وشرسا لحصول النواب على كراسي الوزارة والتي تعتبر أفضل عائد ممكن للاستثمار.

نريد أن نتقدم إلى الأمام وأن تكون أغلبية النواب من اصحاب المواقف والتوجهات السياسية ومن النشطاء في العمل العام والحريصين على مصالح البلاد والعباد، وهذا يتطلب تخفيضا كبيرا للصعوبات التي يواجهها المرشحون خاصة في السياق المالي. نسبة أكبر للقوائم الحزبية ووضع سقف للانفاق الانتخابي سيعطي المرشحين المزيد من فرص المساواة ولا يؤدي إلى انطلاق بعضهم من مواقع أكثر تقدما نتيجة ثراء حساباتهم البنكية...ليس إلا! (الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-02-2013 01:26 PM

مستفيدين من تجربة بعض النواب ,,,, في ضوء قانون الانتخاب الجديد ,,,, اصبح من السهل ضمان انتخاب نائب معين ,,, وتسجيل قائمة برئاسة قريبه ,,, وحصول الاثنين على مقعد مريح في البرلمانالاردني

بدأ بعض اصجاب المال , في شركات مساهمة مشهورة ,,, بالتحضير لانتخابات الدورة الجديدة ,,, حيث جمعوا كبار الموظفين في الجامعة ...... وتحدث اليهم ( الولد المدلل - ابن رئيس مجلس الادارة .... ه ع خ ) وطلب منهم احضار بطاقات اكبر عدد ممكن ,,, وانه لا يقبل اقل من مائة بطاقة من كل واحد ,,, وان هذا سيعود بالمنفعة الاقتصادية على الجامعة والشركة ؟؟؟؟؟؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
01-02-2013 08:47 PM

إنها جدلية العلاقة بين السلطة والثروة فالوصول إلى إحداهما يعني الوصول إلى الأخرى. أصحاب الملايين يبحثون عن السلطة بدخولهم البرلمان، ومن أجلسهم الشعب تحت القبة يستغلون سلطتهم هذه للحصول على الثروة، بينما يظل معظم الناس متفرجين على مشهد لا يملكون إزاءه إلا الحسرة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012