01-02-2013 08:52 PM
كل الاردن -
شهدت الأعوام القليلة الماضية سلسلة من الهجمات والاستفزازات الإسرائيلية الموجهة ضد سوريا التي لم ترد على أي منها رغم التهديدات بالرد في الزمان والمكان المناسبين، علما بأن إسرائيل لم تعترف رسميا بالهجمات المنسوبة إليها وفقا لتقارير أجنبية مختلفة لكنها ألمحت في مرات عدة عن هذه المسؤولية وتفاخر قادتها في بعضها مثل مهاجمة المفاعل النووي السوري.
واستنادا للتقارير الأجنبية، فقد عملت الطائرات الإسرائيلية في سماء سوريا منذ عام 2000 أكثر من مرة كان أبرزها عام 2007 حين شنت طائرات إسرائيلية غارات مدمرة على ما قيل بأنه مفاعل نووي سوري قرب مدينة دير الزور وحينها حافظت إسرائيل على ضبابية معينة وقالت بأن قواتها هاجمت هدفا داخل الأراضي السورية دون أن تؤكد بأنه مفاعلا نوويا.
وأعلنت وكالة الإنباء السورية الرسمية 'سانا' يوم 6 أيلول عام 2007 بأن طائرات إسرائيلية اخترقت المجال الجوي السوري من ناحية البحر وحلّقت شمال البلاد باتجاه الشمال الشرقي واخترقت حاجز الصوت محدثة دويا كبيرا وبعد وقت قصير عادت الوكالة وأكدت أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مركزا للدراسات النووية قرب دير الزور وبعد عدة أسابيع من الغارة زار مراسل صحيفة 'يديعوت احرونوت' العبرية 'رون بن يشاي' الموقع والتقط صورا قرب المفاعل وأرسل تقريرا موسعا عن الهجوم.
في حزيران عام 2006 حلّقت أربع طائرات إسرائيلية مقاتلة من طراز اف 16 فوق القصر الجمهوري بالقرب من اللاذقية وأعلنت إسرائيل حينها بأن التحليق تم في إطار عمليات الجيش الروتينية خاصة وإنها ترصد تصرفات سورية تتعلق بمنحها الحماية لرؤساء المنظمات 'الإرهابية' وفي مقدمتهم حماس.
ووفقا للمصادر الإسرائيلية، فقد حلّقت الطائرات فوق القصر الجمهوري حيث تواجد بشار الاسد داخله الأمر الذي لم تعلق عليه سوريا فورا لكنها وبعد فترة بسيطة من الإعلان الإسرائيلي الرسمي اعترفت سوريا بتحليق الطائرات مؤكدة إطلاق نيران المضادات الأرضية باتجاهها.
وفي أكتوبر عام 2003 وبعد عملية تفجيرية في مدينة حيفا شن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت معسكرا تستخدمه القيادة العامة لتدريب عناصرها قرب دمشق لكن مصادر في بيروت قالت بأن الحديث يدور عن معسكر قديم استخدمته الجبهة فيما مضى للتدريب، فيما امتنعت سوريا الرسمية عن الرد على الغارة التي عرفت فيما بعد بغارة 'عين الصاحب' نسبة لاسم المعسكر الذي تم تدميره.
وهاجمت الطائرات الإسرائيلية في تموز من عام 2001 موقعا للرادار السوري داخل الأراضي اللبنانية وذلك ردا على هجوم شنه حزب الله ضد مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا تسبب بتبادل عنيف للنار الثقيلة بين الحزب والجيش الإسرائيلي.
وأخيرا قصفت المدفعية والدبابات الإسرائيلية مواقعا للجيش السوري ردا على ما قالت بأنه سقوط لقذائف هاون داخل الجولان المحتل أُطلقت في سياق المعارك الدائرة بين الجيش السوري والحر وكان ذلك في نوفمبر 2011.
وردت سوريا على جميع هذه الغارات والاستفزازات بعبارة واحدة تقريبا 'سنرد في الوقت والزمان المناسبين' لكنها عمليا لم ترد على أي منها حتى تاريخ الغارة الأخيرة التي وقعت قبل يومين واستهدفت ما قيل بأنه شحنة أسلحة سورية في طريقها للبنان وموقعا للبحوث العسكرية في ريف دمشق معا.