أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


العتيلي والزبيدي..كأنهما على موعد

بقلم : فهد الخيطان
02-02-2013 12:47 AM
كأنهما على موعد؛ تأخر مؤيد العتيلي بضعة أيام قبل أن يمضي على طريق سامي الزبيدي. وعلى نفس الطريقة أيضا؛ سامي قضى وأسرته في حادث سير بشع على طريق المفرق، ومؤيد توفي متأثرا بإصابات نجمت عن حادث سير على طريق العقبة.مؤيد وسامي أصدقاء، جمعتني بهما تجربة صحفية متواضعة في أوائل التسعينيات. الحبيب والرفيق مؤيد كان مشرفا على صحيفة الفجر الجديد التي أصدرها الحزب الديمقراطي الاشتراكي؛ وسامي وأنا كنا محررين للصحيفة، ونتابع العدد حتى صدوره.مؤيد، الشاعر المرهف والروائي المسكون بقضايا الناس، كان يكتب مقالاته بلغة الروح والقلب. سامي كان يوقع مقالاته باسم مستعار 'هندي أحمر'، واحتفظ بهذا التوقيع عندما انتقل إلى صحف أخرى.لم تكن العلاقة الحزبية والعمل الصحفي ما يجمعان مؤيد وسامي فقط؛ فبين الاثنين علاقة وثيقة بالحرف والكلمة. سامي ظل يميل إلى لغة الأدب وهو يكتب في السياسة، ومؤيد يكتب في السياسة من أجل الأدب.كان سامي طائرا بريا متمردا على القواعد الصارمة للعمل الحزبي، بينما مؤيد رمز للالتزام في كل شيء. لكنه وبرغم انخراطه الدائم في النشاط الحزبي والنقابي، فقد ظل يفاجئنا برواية جديدة أو ديوان شعر.مؤيد كان حالما على الدوام وشديد الانفعال في السياسة والشعر، ومثل سامي تماما؛ قريب إلى القلب. ولهذا لم يكن مستغربا أن يعاني سامي في وقت مبكر من حياته من أمراض القلب التي اضطرت الأطباء إلى فتح صدره مرتين. وللمصادفة أن الاثنين كانا يدخنان بشراهة.وفي حياتهما محطات مأساوية ألقت بظلال ثقيلة على سنوات عمرهما. سامي فقد إحدى ساقيه بحادث سير في أول شبابه، ومؤيد فقد أغلى الناس على قلبه المتعب؛ لينا ابنته البكر، صبية مرهفة الإحساس مثل أبيها. ما أزال أذكر ذلك اليوم؛ فقد جن جنون مؤيد، بكى بحرارة أياما طويلة. وكلما أتت سيرتها بعد أشهر على رحيلها، كان وجهه يتفجر فرحا، وعيونه دموعا، وهو يعدد مواهبها.لم يشعر سامي بالحرج من ساقه الصناعية، رغم الحسرة التي تبدو على وجهه حين يستذكر تلك الليلة السوداء. وفي لحظات توهج، كان يشبع تلك 'القطعة' البلاستيكية من جسده سخرية لاذعة.لم يأخذ مؤيد الشاعر والروائي حقه في الحياة. حمل هموم الناس وأوجاعهم، وكتبها قصائد وروايات. وبالمناسبة كان مؤيد صاحب صوت مسرحي مليء بالأوجاع. لا تقولوا نسمي شارعا باسم كل منهما! اللعنة على الشوارع التي خطفت سامي ومؤيد من بيننا.fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2013 04:21 PM

انا لله و انا اليه راجعون ... لم و لن يخطف احد قبل اجله الذى قدره الله سبحانه و تعالى . ادع لهما بالرحمه و المغفرة و كلنا بحاجة لها بدل اللعن و زخرفة الاحزان . ( كل نفس ذائقة الموت ).. عندما نفقد عزيزا او قريبا علينا ان نكون اول المعتبرين و المتاملين بهذه الحياة الدنيا . علنا نستفيد و نغير من انفسنا للاحسن . البكاء لا يرجع فقيدا و لا يمحو ذنوبا . (( و العصر ان الانسان لفى خسر .... ))

2) تعليق بواسطة :
02-02-2013 09:17 PM

حبيب من قبل وبعده سامي وؤيد يبدو ان القدر استكثرهم علينا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012