أضف إلى المفضلة
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 16 كانون الثاني/يناير 2025


ثوار الأمس ... طغاة اليوم والمستقبل!

بقلم : باتر محمد علي وردم
09-02-2013 12:52 AM
بعد حوالي سنتين على بداية ما يسمى بـ”الربيع العربي” ما الذي بقي من الأحلام والآمال والطموحات والمشاعر الإيجابية للتغيير؟

نعم، لقد اقتنعنا ان الشعب العربي تحرك ورفض بقاء الأمور على ما هي عليه، وخرج من دائرة الإحباط واللامبالاة ليعمل على إسقاط انظمة قمعية وعلى إجبار أخرى على تحقيق خطوات متقدمة في الإصلاح السياسي.

نعم لقد خرج الشباب العربي من معزل الصمت وأعلنوا عن مواقفهم وآرائهم ودفعوا ثمنا باهظا في بعض الحالات ولكن ما الذي تحقق فعلا خلال سنتين، وهل ستمر عملية “التحول الديمقراطي” بمراحل طويلة حتى تصل إلى حالة مستقرة؟

ربما باستثناء ليبيا التي خرجت من طغيان أكثر أنظمة الحكم العربي تخلفا في التاريخ، فأنني لا استطيع أن أجرؤ على القول إن الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي في اية دولة عربية مرت في مسار الربيع العربي هو أفضل الآن مما كان عليه منذ سنتين.

حتى في ليبيا فإن هنالك خوفا كامنا في النفوس، فالسلطة المركزية الطاغية تفككت لتحل مكانها ميليشيات وسلطات محلية في المدن الكبرى ولكن دون شك أن ما حدث أفضل من بقاء الوضع على ما كان عليه في عهد القذافي البائد.

في مصر تحولت السلطة من دولة بوليسية تروع مواطنيها بالأمن والشرطة ويعتريها الفساد إلى دولة مضطربة، ذات سلطة دينية تستند إلى فتاوى تقسم الناس وتزرع الناس ومدعومة بسلطة أمنية لم تتوقف يوما عن انتهاك حقوق الناس في الشوارع ومراكز الأمن.

في عهد مبارك كان الفساد والقمع مسيطرين ولكن مصر كانت دولة ذات حضور إقليمي مؤثر. الآن مصر تحت حكم الإخوان يعتريها الطغيان باسم الدين ويتعرض فيها المعارضون لخطر حقيقي على حياتهم نتيجة فتاوى التكفير المستمرة ويخشى فيها المصريون من اليوم التالي.

في تونس كان الأمل كبيرا بأن الشعب التونسي الذي مارس منظومة فكرية وتعليمية متطورة سيتمكن من تجاوز أزمة الانتقال من السلطة البوليسية إلى السلطة الدينية ولكن ذلك -للأسف- لم يحدث إلى أن وصل الأمر إلى اغتيال المعارض السياسي اليساري شكري بلعيد في جريمة من الواضح ان من يستفيد منها هم الجماعات ذات التفكير المنغلق والمتطرف.

تونس الآن على شفير هاوية اقتصادية وازمة اجتماعية وفقدان للأمن والتنافسية الاقتصادية بعد أن كانت دولة تضرب بها الأمثال في المنطقة، على الأقل على مستويات التعليم والاقتصاد والمجتمع.

لا جديد في اليمن باستثناء رحيل الرئيس صالح، ولكن مشاكل الفقر والجهل والعنف والإرهاب والفساد ونهب الموارد الطبيعية والتدخلات الخارجية ما زالت قائمة، ولا يبدو أن اليمن الذي يتمتع بخصائص ومزايا طبيعية تتفوق على معظم البلدان العربية قادر على الخروج من أزمته المزمنة قريبا لا في ظل الربيع ولا الخريف العربي.

في سوريا الوضع بائس إلى درجة لا يمكن تصورها. الشعب السوري بعد أن فقد 60 ألفا من المواطنين وربما البلايين من الممتلكات والموارد وتهجير حوالي 700 ألف يبدو الآن في حالة خيار ما بين استمرار السلطة الوحشية الحالية وما بين انتقال سوريا إلى حالة فوضى عارمة بفضل تشتت القوى المعارضة المسلحة وطغيان الفكر التكفيري الإقصائي على أكثر فئات المعارضة والثوار تأثيرا.

ماذا سيستفيد المواطن العربي والدول بشكل عام من الربيع العربي عندما يتحول ثوار الأمس الذين كانوا يرفعون شعارات الإصلاح وحرية الرأي إلى طغاة اليوم والمستقبل بعد امتلاكهم للسلطة والتي يبدو أنها الهدف النهائي للجميع؟

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-02-2013 12:56 AM

اصلاح ايه وهباب ايه دنا غلبااااان
على راي عادل امام

2) تعليق بواسطة :
09-02-2013 01:43 AM

وللحرية الحمراء باب

............مضرجة بكل يد تدق

يا استاذي لكل شي ثمن الحرية والعدالة الاجتماعية مطلوبه مش معقول ابنك يدرس بارقى المدارس والجامعات وابني لم يجد اجرة المواصلات مع انه حصل على معدل اكثر من ابنك!!

مش معقول ابني يصاب بفقر الدم وابنك يصاب يداء النقرس!

مش معقول ابني يلتحف من قصوة البرد على بطنن خاو وابنك لابس للبكسر داخل المنزل!!

مش معقول ابني يستحم ببل البشكير ليمسح جسده بالشهر مرة وابنك يسبح ببركة مدفاة!!

مش معقول ابني يتامم من اجل ان يصلي وسيارة ابنك وزوجك تغسل بالبربيش والشامبو!!

مش
مش
الف مش معقول
والمهم مش معقول المواطن يبقى تحت قمع مادي ومعنوي طيلة حياته!!

فاما حياة تسر الصديق
...............واما ممات يغيض العدا

3) تعليق بواسطة :
09-02-2013 03:13 AM

السوءال المطروح عليك هل حقاّ انت جاد عندما تقول - استمرار السلطة الوحشية في سوريا فهل ترى الذين قاموا بالتفجيرات في المدن السورية وقتل الاطباء وحرق العيادات وحرق المدارس ونهب المصانع وخطف المواطنين وضرب محولات الكهرباءوقتل الطيارين وضرب قواعد الصواريخ فهل كل ذلك تراها باقات زهور من القتلة الى الشعب السوري - هذا سوءال برسم الاجابة يا وردم - كفانا استخفافاّ بعقولنا فقد هرمنا

4) تعليق بواسطة :
09-02-2013 10:09 AM

الى الأخ الطيب :
عيب هذا الشعور الطبقي ,,, فلو شاء الله سبحانه وتعالى لجعل كل عباده وخلقه أغنياء !!! ولكنه وبحكمته لم يشأ ذلك . ودليلي أنّ أيات القران الكريم تتحدث عن الفقر وابن السبيل والمحتاج وفي الرقاب والمؤتلفة قلوبهم وفوق ذلك وسنامه فقد أقر المشرّع الكريم الأعلى " الزكاة " وجعلها من أركان اإسلام الخمسة , فلقد اساءني مقارناتك الطبقية المؤلمة .

أما للأخ خالد ,,,
فلا أقول إلاّ عيب منك هذا التعليق الذي تشير به الى أصل الكاتب وجذوره ,,, وأنت تنسى أو تتناسى بأن المواطن الأردني هو أُردني بغض النظر عن أصل أجداده وآبـاء أجداده .... لا بل إنّ أجداد وأباء مثل الكاتب كانوا من أوائل الذين بنوا الأردن الحديث ,,, وما زالوا يساهمون في بناء وخدمة الأردن وربما بأكثر مني ومنك بمئات المرات . فمرة أُخرى أقول وبحسرة " عيب منك صدور مثل هذا التعليق "

5) تعليق بواسطة :
09-02-2013 12:30 PM

الحكم على نجاح الثورات من عدمه مبكر جدا. ما زالت بلدان الربيع العربي في مرحلة انتقالية تؤسس لمرحلة الاستقرار، وبقدر ما كانت المرحلة الانتقالية قصيرة تأتي النتائج أسرع. ليس أمامنا إلا الصبر فالتغيير آت ولو بعد حين.

6) تعليق بواسطة :
09-02-2013 12:42 PM

الى الاخ والكاتب المميز محمد المهند اشكرك تنبيهك لي حيث انني لم انوه بان المقصود هم الحرامية والكمسنجية الذي يتنعمون بخيرات الوطن وعلى مسمع وتحت بصر اصحاب القرار ولم اقصد من تنعم بنتاج تعبه وجهده وانا اقول لهؤلاء بارك الله لكم وعليكم بتعبكم ونتائجه!

7) تعليق بواسطة :
09-02-2013 03:03 PM

وللحية الحمراء ...الف باب يدق .
اؤيدك تماما اخى الطيب ... لا مجال للاصلاح . التفاحه العفنة لا ترجع صالحه للاكل , بل يجب التخلص منها حتى لا تفسد ما تبقى من تفاح صالح ,
لست ادرى على ماذا يراهن دعاة الاصلاح . الاصلاح فكره خياليه و غير قابله للتطبيق من تجارب الشعوب و الدول . الاصلاح الفردى ممكن و ملاحظ . قد ينقلب الفرد و يغير فى حياته ما شاء , لكن الاصلاح الجماعى لمنظومات اتفقت على نظام و قوانين معينه و عاشت فيها , هو من اعظم المستحيلات .

8) تعليق بواسطة :
09-02-2013 03:09 PM

المقال يراد به باطل و يروج ضد اى تغيير , لا احد ينكر الاوضاع الحاليه و الفوضى و هذا جزء و من تبعات الزلازل التى صابت هذه الانظمه .الاسباب كثيره لهذا الوضع الغير مستقر . لكن ليس من الحكمة و الصواب ان نقفز للحكم على هذه التغييرات و تجاوزا نسميها (ثورات ) , وهذا لتسويق التراخى و الرضا بالذل و الهوان خوفا من الفوضى .. بمعنى آخر هذه دعوة من دعوات الامن و الامان التى يروج لها الفساد و اركانه ...

كان الاجدر بالكاتب ان يبحث فى العوامل التى تحقق الاستقرار بعد حصول التغيير , و ليس الكلام المتشائم الداعى للاحباط و تخويف عامة الناس من التغيير .

9) تعليق بواسطة :
09-02-2013 10:47 PM

يا أخي العزيز ....
لقد أثبت أنك طيب وأنّ أصلك طيب , فألف شكر لك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012