أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025


إزالة التناقض المصطنع

بقلم : د. رحيّل غرايبة
10-02-2013 11:07 PM
هناك تناقض مصطنع وموهوم، يعشعش في أذهان كثير من البسطاء وبادي الرأي، وأولئك الذين يعيشون على المتناقضات ويستثمرون فيها، الذين يبنون أفكارهم في أغلب الأحيان على مجمل الانطباعات التي تخلقها بعض وسائل الإعلام الموجهة والمسيّرة بحرفية وتقنية عالية، التي أتقنت مهارة خلق هذه الانطباعات المرسومة بعناية والتي تستعصي على المعالجة أو الإزالة.
لقد تمّ زرع التناقض الوهمي بين مشروع الإصلاح الوطني، ومشروع تحرير الأرض المغتصبة، فقد حاولت بعض الأطراف أن تخلق انطباعاً في ذهن الطبقة السياسية، ومن ثمّ العامّة بأنّ أي انشغال بالهمّ الوطني الداخلي والانشغال بمواضيع الإصلاح الوطني سواء كان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو العلمي والتربوي، إنّما يكون على حساب الإعداد لمشروع التحرير، وهذا في الحقيقة من باب الوهم، إذ لا يعقل أنّ إهمال الشأن المحلّي، وإفساح المجال للفساد للانتشار والتعمّق والتمدد في كل مؤسسات الدولة، والسيطرة على مواقع النفوذ ومراكز التأثير في القرار، أن يشكّل ذلك خدمة لمشروع التحرير مع الاتفاق على أنّه يمثل القضية المركزية للأمّة العربية والإسلامية، لأنّ مصطلح المركزية لا يعني بأيّ حال من الأحوال أن تكون الأقطار ضعيفة وغارقة في وحل الاستبداد، وغارقة في الديون، وغارقة في التخلف والفقر، وتعاني التفرق والنزاع المفضي إلى الفشل وذهاب الريح.
وبناءً على هذه المقدمّة، فإنّ الانخراط الجمعي في مشروع الإصلاح الوطني يصبح ضرورة ملحة وأولوية أولى تتقدم على سائر الأولويات ويمثل الطريق الصحيح لدعم مشروع التحرير ومساندته، ولا يشكل ذلك تهمة بالنكوص أو التخاذل عن نصرة مشروع الجهاد والمقاومة، مع ضرورة الالتفات إلى مبدأ توزيع الأدوار الذي ينبغي أن يتمّ بذكاء، وأن يكون وفقاً لقواعد التعاون والمشاركة المرسومة بعناية.
التناقض الوهمي الثاني بين مشروع الإصلاح الوطني ومشروع الوحدة العربية الكبرى، والوحدة الإسلامية العظمى، فمن المعلوم بداهة أنّ الانشغال بمشروع الإصلاح الداخلي وعلى الصعيد المحلي يجب أن يكون قائماً على معنى التكامل والتعاون مع البلاد العربية كافة، والإصلاح الحقيقي يقتضي أن يكون متجهاً نحو القوة، والقوة تقتضي الوحدة وإزالة كل العوائق والمشاكل التي تحول دون التكامل الاقتصادي والتعاون السياسي والعسكري والأمني بين الأقطار العربية والإسلامية، هذا ما يفرضه العقل والمنطق، وكلّ من يحاول إيجاد التناقض بين الإصلاح الداخلي ومشروع الوحدة العربية فهذا لا يريد الإصلاح الحقيقي، وإنّما يسعى لإصلاح شكلي مصطنع يقوم على الضعف والفرقة وخدمة العدوّ المتربص.
التناقض الوهمي الثالث الذي جرى تسويغه، وما زالت بعض الأطراف تسعى لتعميقه بطريقة مصطنعة ومتكلفة بين العروبة والإسلام، وهذا محض مؤامرة وقع في حبائلها بعض المغرضين من جهة، وبعض الجهلة من جهة أخرى، لأنّ العرب مادة الإسلام، والعرب هم حملة هذه الرسالة الحضارية إلى البشرية لأنّ الله عزّ وجل قدّر اختيار الرسول محمد ليكون من العرب، وقدّر أن تكون لغة القرآن هي اللغة العربية، وقدّر أن يكون مهبط الوحي في أرض العرب وقّدر أن يكون العرب قادة الفتح والهداية، وتمّ تكليفهم بحمل مشعل الضياء والرحمة والتسامح، والعدل والتعاون على البرّ إلى كلّ البشرية، وإلى كلّ الإنسانية، وإلى كلّ موجودات الكون.
إزالة هذه التناقضات نقطة البدء في مشروع النهوض الحضاري، ونقطة البدء في مشروع الإصلاح الوطني، يحتاج إلى توافق جمعي لا مراء فيه يدعمه تحالف قوي يتشكل من المثقفين والمفكرين والسياسيين والكتّاب والأدباء والفنّانين وأساتذة الجامعات، والمعلمين والمنخرطين في العمل النقابي والعمل الوطني، وأهل الصحافة، ومراكز الدراسات والأبحاث؛ من أجل توحيد المجتمع وتقويته ومقاومة عوامل النزاع والفرقة والضعف المفضية إلى الزوال .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-02-2013 11:25 PM

يا رجل حل عنا بلا اصلاح !!! اصلاح مين؟!! البلد خربانة واللي بيدهم القرار بقولوا بالعربي المشرمحي ما فيه اصلاح واعمل ما بخيلكم اركبوه ..............

2) تعليق بواسطة :
11-02-2013 12:50 AM

من المعلوم ان سبب ضعفنا امام اعدائنا وقله حيلتنا معهم وسيطرتهم على فراراتنا السياسيه والاقتصاديه هو ضعف ساداتنا وضعف من حولهم وفسادهم السياسي والاقتصادي وتبعيتهم العمياء لاعدائنا وتطبيق ما يملوه عليهم حرفيا وزياده
هذه التبعيه ادت الى اشراك بعض ابناء البلد بهذا الفساد وايهام الناس بانهم هم مصيرنا الاول والاخير واننا بدونهم سينهشنا الصغير والكبير وبقيت هذه الاكذوبه حتى جاء ربيعنا العربي ليعريهم اجمعين وتكتشف الشعوب بانهم اوهن من بيت العنكبوت وانهم هم مصدر البلاء للامه ومصدر تخلفها لذلك كان لزاما على كل شريف ان يقاوم فسادهم وان يكون من اولى اولياتهم محاربه الفساد والمفسدين حتى نعيد لانفسنا كرامتها ونصنع مستقبلنا بايدي ابنائنا لا بايدي اعدائنا عندها سنملك زمام امورنا ونملك قرارنا ونملك ثرواتنا وبعدها نفكر بان نلاقي اعدائنا ونتفرغ لقضيتنا الاولى وهي فلسطين
فالاولى تحرير بلدك من اتباع اعدائك لتتفرغ بعد ذلك وتواجه اعدائك فلن تستطيع ان تواجههم واذنابهم هم من يملكون قرارك
فهم من اضاعوا ارضنا وتاجروا بنا واستولوا حتى على عقولنا فخلاصنا منهم هو بدايه لغلاصنا من اعدائنا
فاين الرجل الرشيد الذي ياخذنا لبدايه الطريق ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
11-02-2013 08:02 AM

احسنت د ارحيل ما تفضلت به يجب ان يدرس في الجامعات والمدارس وروضات الاطفال حتى تعرف الاجيال واجباتها دون الانفصام في الشخصيه الذي نعاني منه والاجيال شكرا والى الامام انت وافكارك العميقه الصحيحه التي نبحث عنها واخيرا وجدناها نحن جميعا مع توجهاتك الوطنيه الجاده من اجل الاصلاح الحقيقي شكرا

4) تعليق بواسطة :
11-02-2013 09:08 AM

واخيرا استنتجت هذا الكلام . الحمد لله على السلامه.

لقد ادركنى هذه الحقائق مذ كنا اطفالا.

5) تعليق بواسطة :
11-02-2013 09:35 AM

لا يمكن لشعب مضطهد يعيش في نظام مستبد يعتاش على التخلف ان يحرر ارضاً مغتصبة. لا بد من التحرر من قيد الظلم و الاستبداد قبل ان نفكر في مواجهة عدو لا يستطيع الصمود لولا تواطؤ الانظمة العربية الحاكمة معه، و ضد شعوبها. نتحرر اولاً من قيد الاستبداد، و عندها ستحرر الاراضي العربية المغتصبة!

6) تعليق بواسطة :
11-02-2013 03:33 PM

ان كنت ادركت ذلك فلم لم تبح به قل خيرا أو اصمت

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012