أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025


"مشاورات بسمان"

بقلم : فهد الخيطان
11-02-2013 11:54 PM
يشهد قصر بسمان هذه الأيام حدثا غير مسبوق في الحياة السياسية الأردنية، يتمثل في المشاورات مع الكتل النيابية لترشيح رئيس الوزراء، يتولاها بتكليف من الملك، رئيس الديوان الملكي د. فايز الطراونة. والشخصية التي سيقع عليها الاختيار من طرف الأغلبية النيابية ستشرع بعد ذلك في اختيار فريقها الوزاري من بين الأسماء التي ترشحها الكتل النيابية.التقليد جديد كليا على الطبقة السياسية التي اعتادت في السابق انتظار نشرة أخبار الساعة الثامنة لمعرفة هوية رئيس الوزراء الجديد وتشكيلته الوزارية. وبالنسبة للنواب، فإن كل ما كان يجري في الماضي من مشاورات لم يكن سوى عملية شكلية؛ إذ يهبط الرئيس المكلف عليهم بـ'البرشوت'، ثم يقوم بزيارة مجاملة لمجلس النواب، يلتقي خلالها الكتل لعرض خطوط برنامجه، وفي معظم الأحيان تكون تشكيلة الحكومة جاهزة في جيبه. وفي حالات كثيرة، كان الرئيس المكلف يتسلم من الديوان الملكي قائمة معدة مسبقا بأسماء الوزراء، لا يتسنى له التعرف عليهم إلا عند أداء القسم. وتتكفل أجهزة الدولة بعد ذلك بتأمين الثقة للحكومة تحت القبة.الآلية المتبعة في تشكيل الحكومات في طريقها إلى التغيير. النواب يتحملون من الآن فصاعدا مسؤولية مباشرة في اختيار الرئيس والوزراء، وتحديد برنامج العمل للحكومات. يتجهون إلى الديوان الملكي لا لتلقي التوجيهات من رئيسه، بل ليضعوا على الطاولة خياراتهم، ويقرروا بأغلبيتهم اسم رئيس الوزراء المكلف. وذلك يعني أن الملك قد تخلى بإرادته عن حقه الدستوري في اختيار رئيس الوزراء، والتزم بما وعد به من قبل بتكليف رئيس وزراء تختاره الأغلبية النيابية.إن النجاح في اجتياز هذه التجربة سيجعل تحقيق المطلب بتعديل المادتين 34 و35 من الدستور أمرا ممكنا في المدى القريب.لم نعلم بعد بماذا يفكر النواب، وهل لدى الكتل النيابية أسماء جاهزة ترشحها لرئاسة الحكومة. والديوان الملكي اكتفى ببيان مقتضب عن 'مشاورات بسمان'. لكن هناك حاجة إلى وضع قواعد شفافة لإدارة المشاورات، تبدأ بالاتفاق سلفا على جدول زمني للاجتماعات، لا يزيد عن أربعة أيام مثلا، تخصص للقاءات الموسعة مع الكتل بكامل قوامها، إضافة إلى المستقلين. تتلوها اجتماعات مصغرة مع رؤساء الكتل لحصر الخيارات، واختيار الشخصية التي تحظى بقبول الأغلبية.بوسع الكتل أن تختصر الوقت، وذلك ببناء تحالف أغلبية يتبنى مرشحا واحدا يطرحه مباشرة على طاولة المشاورات، تاركا للكتل الأخرى حرية دعمه أو الجلوس في مقاعد المعارضة النيابية.وفي كل مراحل العملية التشاورية، ينبغي الالتزام بقاعدتين ذهبيتين:الأولى: التزام مؤسسات الدولة وأجهزتها بعدم ممارسة أي ضغوط على الكتل النيابية، أو التأثير بأي شكل من الأشكال على إرادة النواب الحرة في ترشيحاتهم، لأن ذلك إن حصل سيفسد التجربة برمتها.الثانية: المحافظة على أقصى درجات الشفافية الممكنة، ووضع الرأي العام بصورة المشاورات أولا بأول. وقد يتطلب ذلك من رئيس الديوان أو من ينوب عنه عقد مؤتمر صحفي يوميا. أما الكتل النيابية، فهي ملزمة بحكم صفتها التمثيلية بإطلاع قواعدها الشعبية على أفكارها بشأن مرشحيها للرئاسة، وخياراتها للتشكيلة الحكومية، والشروط والمطالب التي على أساسها قررت دعم هذا المرشح أو ذاك. وإذا ما اختارت كتل الوقوف في صف المعارضة، فهي ملزمة أيضا بشرح موقفها.نحن بصدد تجربة جديدة لا يملك أي طرف خبرة استثنائية فيها. ولا سبيل أمام المحسوبين على النخبة السياسية سوى التعلم من الممارسة التي تحتمل في العادة الخطأ والصواب.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-02-2013 01:21 AM

انت كاتب جرئ وعميق الرؤيا وتستحق ثناء الرئيس النسور حين اشاد بمقال لك قبل اكثر من شهر ونصف .

2) تعليق بواسطة :
12-02-2013 06:05 AM

على مين يضحك القصر علينا ولا نفسة ..

3) تعليق بواسطة :
12-02-2013 07:11 AM

وين الرؤية والتحليل في المقال؟؟؟

4) تعليق بواسطة :
12-02-2013 09:21 AM

واضح ان الكاتب المحترم يعمل في كادر الفاخوري مؤخراً و يكتب ما يملى عليه. اذا كان الكاتب حقاً مصدق "مسرح العرايس"، فليكتب لقناة كراميش. اما ان يمارس التضليل و التدليس، على خطى معلمه و معلم معلمه، ففي ذلك استهتار بعقول الناس التي كانت تتابع الكاتب و تحترمه، قبل ان يثبت انه زيه زي الباقي، كله بسعره..!!

5) تعليق بواسطة :
12-02-2013 10:21 AM

المواطن الاردني الحر الذي امتنع عن المشاركة في التسجيل والتصويت لرفضه قانون الانتخاب البرلمان السخيف
لو من الاساس كان اعضاء هذا المجلس منتخبين بحق من قبله ، لكانت اللجان متماسكة وشكلت تحت مسميات واهداف وطنيه حقيقية بحتة ، والاهم من هذا كله لكان خطاب الافتتاح المنفتح والعصري اخذ شكلا ونمطا وابعاد مغايرة . مكونات الشعب منذ عام 48 هي لعبة وتلاعب النظام متى يصحوا فطاحل اصحاب الاقلام لفضحها . كما نزل السرور النائب المستقل بالبرشوت لرئاسة البرلمان بعد ان تم فخفخة اللجان وفشلت بالامتحان على رأى زميلك الكاتب غيشان في مقالته لهذا اليوم ،
لذا من المؤكد سيهبط رئيس الوزراء على الدوار الرابع ايضا بالبرشوت بنفس الطريقة المعتادة ، تمهد له و تحميه خيطان مقالاتك انت وغيرك فعلا كما قال السيد العموش بتعليقه على مين بتضحكوا ؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
12-02-2013 09:28 PM

كم مره قلنالك بطل عالعاده !!! بس اللى انا شايفه انه نفسك مفتوحه عالكتابه و صايره مقالاتك مثل الرز يومياً , كانه الجماعه ما بيعطوك اجازه ولا يتشتغل اوفر تايم بعد الدوام.
ط.. + ز.. + سحج = مقالات ماجوره

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012