أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025


تنكيد لا أكثر

بقلم : احمد حسن الزعبي
12-02-2013 12:14 AM
حدث أن رجلاً وأولاده كانوا يعملون بانهماك لتجميل باب بيتهم، الأولاد يحضرون الماء ويعتلون أكياس الاسمنت على ظهورهم بفرح وطيب خاطر ، آخر العنقود «يتسحسل» على قلاب البودرة الجديد كمشاركة «كرنفالية».. الزوجة تطلّ من شق الباب لتقيس نسبة انجاز «الحجي»، وبالتالي تكافئ زوجها بإبريق شاي بين الحين والآخر..
بينما يأخذ الرجل وقتاً مستقطعاً من رد العوافي على المارين:-
يعطيك العافية خالي!!.
أهلين الله يعافيك..تفضّلوا!...
عشت!!..بالأفراح.
الله ريتها مبروكة !!
الله يبارك فيكو..تفضل عمي..
عشت..بفرحتك بالشباب...
ثم يعود الى تسوية طبقة الباطون الطري ب»المالج» بعد ان فرده أمامه على اتساع ذراعيه ، يعادل «الصبّة» بالنظر تارة ، وبالخبرة تارة أخرى لتصبح جميعها ذات شكل مستطيل منتظم ، مستوية وناعمة لا تحتوي على تعرّجات او نتوءات..يأتي الابن البكر بحمولة «عرباية» جديدة يفرغها عند نهاية الخط السابق من الباطون، ثم «يقرمز» الوالد ويبدأ بمدّ الباطون الأخضر بما يناسب ما سبقه من سماكة ونعومة وانتظام ، ثم ينبه ابنه – رئيس قسم الجبلة- العرباية الجاية «طرّيها» يابا شوي..في هذه الأثناء يأتيه تعزيز من الداخل عبارة عن دلة قهوة وباكيت دخان...
يأخذ الجميع قسط من الراحة ، يتخلل شرب القهوة إبداء الإعجاب في سرعة الانجاز ..ثم بعد دقائق قليلة يعاودن العمل..وما أن يصلوا إلى خط النهاية حتى يقوم الختيار بعملية «ترويب» الصبة الطرية برشّ الاسمنت الناعم على وجهها الجديد، ومن ثم «تلحيسه» بمسطرين رقيق..حتى تصبح ملساء لامعة .
عند الغروب ، يخرج جميع أفراد العائلة لمشاهد صبّة «الحجي»، بينما يقوم الأخير بغسل العدة ؛ الكريك والمالج والعرباية من البرميل القريب «صنعة المعلمين»..فعلاً الصبة مثالية ، شكلها منتظم، خضراء شهية ، وناعمة كلوح زجاج..فيتركها الأولاد حتى تنشف ، ويدخلون الدار فرحين بهذا الانجاز التاريخي..
في هذه الأثناء ..يأتي طفل «جاهل» وقد ترك الشارع العريض ، والرصيف الواسع ، وفضّل إن «يطا بالصبّة» من باب التنكيد لا أكثر..لتبقى آثار قدميه تشوه مدخل الدار مدى الحياة...ويذهب تعب الحجي وأولاده طيلة النهار بعطسة نسر..مفسداً فرحة الانجاز على الجميع..
**
ان اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد... تماماً «زي اللي وطي بالصبة»..جهله لم يرشده لأنه يفعل شيئاً مفيداً، كل ما قام به ان «شوّه» منظر الثورة التونسية الخضراء إلى الأبد.. سرق زهو القابضين على حريتهم للتو..وأفسد فرحة الانجاز على الجميع...

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-02-2013 01:34 AM

التشبيه جيد ويبدو ان كاتبنا له خبرة جيدة في الصبّة الاسمنتية لانه كان دقيقا وتخيلت العملية تحدث امامي ومتفرجا على الحجّي وهو يقوم بعمله والسيجارة في فمه وكاسة الشاي ملوّثةبالاسمنت . نقول للكاتب وليس للحجي ط عالعافية ". وبعد مروره في الطريق سيقول هذا الرجل الذي مرّ بالحجي في نفسه الله لا يعطيه العافية ليش ما جاب واحد معلم يشتغل الصبة له بدلا ما يشقي اولاده خايف ما يدفع فلوس . ويبدو انه اصابه بالعين فجاء الولد ليدوس على الصبة. كاتبنا واع لكل تراثنا الشعبي . ولك التحية.

2) تعليق بواسطة :
12-02-2013 08:40 AM

بعطسة نسر............
وما اكثرها هنا! وهناااااااااك!

3) تعليق بواسطة :
12-02-2013 08:51 AM

حلو التوصيف يا زعبي كثير وسالفتك ذكرتني باحد الكبار وكان الرجل قائدا محنكا وواسع الاطلاع والثقافه كان عندما ينصحنا او يصدر امر يقول :لا تخلوا جهدكوا يذهب سدى مثل فسوة النسر مع احترامي للتعبير وليس عطسة نسر يا زعبي العرب كثير ما عملوا شغلات حلوه وفيها ابداع لكن بالتالي يجيك واحد ملعون حرسي منحوس ويشوه كل اشي .يا حبذا لو كانت الصبه عندنا اللي صبيناها قبل ايام مثل صبة الحجي كنا فرحنا بيها كثير ولو كان بها شوية تشوه لكن مصيبة صبتنا انها رخوه وبدون اي ترويب وكلها مشوهه وسلامتك .

4) تعليق بواسطة :
12-02-2013 09:10 AM

القصه رائعه لكن يا صديقي لا تأخذها بحروفها وانما اسقطها على وضع بلدنا بطريقتك الخاصه وبالشكل الذي تراه مناسبا.

لأنه وبسسب سقف الحريه المرتفع لدينا نلجأ الى التوريه والتمويه والكنايه .

بالامس في برنامج فاشل في محطة فاشله لمذيع افشل من كليهما انهى المذيع الحلقه بين ضيف ناشط سياسي ووزير اعلام سابق لان الضيف قال (ايها الاخوه لا استطيع التعليق بسبب عدم وجود سقف للحريه)

ثارت ثائرة المذيع الفاشل في المحطة الفاشله للبرنامج الفاشل وقطع البرنامج!!!!!!!!!

المشكله اننا ندعي عكس ما نفعل تماما

اسم المحطه له دخل بالسباعيات او السبعات او النجوم شيء من هذا القبيل والله اعلم.

(لاتلزونا عالطور )لا يرجع الزعبي يكتب وصفات الطبخ

5) تعليق بواسطة :
12-02-2013 06:11 PM

ارجوك ان تنتقل فورا. لكتابة القصه اﻻردنيه..نحن بحاجه ﻻدباء مبدعون في رسم الصوره اﻻردنيه..واني ارى فيك كاتبا اردنيا مبدعا ومجليا..تستطيع توصيف الحياة الشعبيه اﻻردنيه..وتملك مخزونا رائعا من المفردات اﻻردنيه..ولك حس اديب وشلعر كلمات..نحن بحاجة لك يا احمد لترسم لنا بقلمك مﻻمح هويتنا اﻻردنيه التي قضت عليها هلأ..بدل هساع
بئولك..بجل اقولك..والخ
نحن بحاجة لك للقصه اﻻردنيه..والمسلسل اﻻردني..والروايه اﻻردنيه يا احمد..وتقبل تحياتي علي الطهراوي

6) تعليق بواسطة :
13-02-2013 08:15 AM

يا استاذ أحمد إن من قام (بالوطي بالصبه) وتشويه شكلها ومضمونها ليس الولد الصغير انما الرجل الذي (وزه مشان مرته ماتعايروش )بشجاعة ونشاط هذا الرجل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012