أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025


سيارة عمومي

بقلم : احمد حسن الزعبي
14-02-2013 01:03 AM
لأنها مصدر دخلهم الوحيد، وما يأتي منها بالكاد «يمشّي» الحال ويدفع المصاريف، بالتالي فان اي إصلاح بسيط في السيارة سيدفعون تكلفته من غلّة «يومياتهم» .
لذا يحاول «سائقو العمومي» دائماً الاستفادة من القطعة الراكبة على السيارة حتى آخر رمق، فإذا سقطت زجاج المرآة قاموا بربطها بمطاطة «سراويل»، وإذا خلعت المرآة والزجاجة معاً لفّ حولها «لزّيق» شفاف وسلك تربيط..وإذا وقع «الشبر» الجانبي قاموا بنزعه ووضعه في «الطبّون»، اما اذا تعرّضت سيارتهم لــ»دعمةٍ» بسيطة او «طبقة» باب فستظل على حالها لحين موعد الترخيص...
لكن أكثر سلوك لفت انتباهي ووجدته متداولاً بين سائقي العمومي حتى وصل لدرجة «العرف»..هو المناقلة..!! كيف؟؟ عند اهتراء وجه الإطارين الأماميين ومسحمها تماما من كثرة السير بهما وضرب الــ»بريكات» وصعود المطبات والسقوط في الحفر، يقوم السائق العمومي بفك زوج «الكاوشوك» الأمامي وتركيبه مكان»الخلفي» وفك زوج الكاوشوك الخلفي «الجديد نسبيا»..وتركيبه مكان الأمامي..هذه الحركة تسلّك السائق العمومي ثلاثة إلى أربعة أشهر تقريباً...بعد ذلك وأثناء التفقد الروتيني لهواء الإطارات، يكتشف الشوفير أن الزوج الأمامي»الخلفي سابقاً» قد أصبح ممسوحاً ومهترئاً ومستهلكاً أكثر من سابقه..فيضطر الى إعادة تركيب الخلفي ليصبح أمامياً «كما كان» ثم يعيد الأمامي ليعود إلى مكانه الأصلي في «الخلف»...هذه العملية تستطيع ان «تمشّيه» شهرين آخرين ....بعدها سيكتشتف ان الممسوح صار ممسوحا أكثر ومهترئاً وأسلاكه ظاهرة للعيان...فيبدل الزوج الخلفي بالأمامي ..والأمامي بالخلفي من جديد..وهكذا حتى «تضرب» فردة بشكل مفاجئ أو تنام الإطارات النومة الأبدية...
وضع السياسة.. كالسيارة العمومي...لأن التصليح مكلف فإننا نفضل استخدام نفس «القطع»..ولكي يتم «تسليك» الدولة .. تتم المناقلة –كما في السيارة العمومي- فبعد ان يُستَهلكوا ويُهترئوا وتمسح شعبيتهم تماماً من كثرة «البريكات» الفجائية،و صعود المطبات السياسية،والسقوط في القرارات الاقتصادية...نضع الوجوه السياسية التي في الإمام ..مكان تلك التي في الخلف ، ونضع التي في الخلف مكان تلك التي في الأمام..
هذه الحركة تمشّينا ثلاثة أو أربعة شهور ..ثم نحضر ثانية من كانوا بمناصب خلفية «الامامية سابقا» إلى المناصب الأمامية ثانية ليمشوا الوضع شهرين آخرين ..ولأن الطريق «مطبّش» وتأهيله يحتاج الى سياقة هادئة ومتزنة «والبدائل مثل بعضها «، فانهم يستهلكون ويهترئون وتمسح شعبيتهم تماماً في أقل مما كان يتوقع الشوفير..في هذه الأثناء نأتي بالزوج الخلفي مرة ثالثة، لنضعه مكان الزوج الأمامي...عله يسلك الدولة شهراً آخر..
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-02-2013 04:16 AM

ما اروع تشبيهاتك وبالامس اعجبتني قصة الحجي الذي صبّ الاسمنت في مدخل بيته لتصل الى بيت القصيد وهو هنا ما يقومبه السائق فعلا وما تقوم بهالدولة .انك تجيد الربط بين الاثنين ليسهل الفهم . مع اعجابي

2) تعليق بواسطة :
14-02-2013 07:26 AM

لا اعتقد بأن احمد حسن الزعبي سوف يطلع على ما اكتب لكني كنت اتمنى عليه الا يضيف الفقره الاخيره التي كتبها ويتركها لخيالنا نرسمها كيف نشاء.
يكفيه هذه التشبيهات الذكيه التي يمتلكها والملكه الرائعه ويرسم لنا الخطوط العريضه ويتركنا نعبث فيها كيف نشاء.
بالمناسبه لو كان احمد الزعبي في لبنان او مصر او الامارات او جنوب افريقيا لصنع له تمثال ولكان من المشاهير ولكنه قدره ان يكون من ملح الارض ولا يحبه الا المساكين امثالنا.

3) تعليق بواسطة :
14-02-2013 07:33 AM

يا خوفي ينفجر العجل وتنقلب السياره ونروح دهس الله يسامحك يا سايق السياره ليش ما تسمع كلام الزعبي

4) تعليق بواسطة :
14-02-2013 08:38 AM

عجال السياره قابله للتدوير

طيّب .. واذا الماتور مكشنت ؟!

5) تعليق بواسطة :
14-02-2013 10:36 AM

زوجه السائق مطالبها كثيره جداً.لذلك لا بد من التوفير .ويقول لامثل الجاعد اللي مو اللك جرو على الشوك.انا اعرف سائق من هذا النوع

6) تعليق بواسطة :
14-02-2013 10:41 AM

طيب..، و اذا السايق سكران مطفي؟!!

7) تعليق بواسطة :
14-02-2013 01:22 PM

رائع ...نريد المزيد ...وفقك الله

8) تعليق بواسطة :
14-02-2013 01:53 PM

الإبداع دائما يولد من رحم المعاناة-نحن أبناء الكأبة وهم أبناء السعادة والكأبة لاتعيش الاّ بجوار القلوب الشريرة-مع كل الحب والتقدير أيها المبدع المعطاء كعطاء سهول حوران.

9) تعليق بواسطة :
14-02-2013 02:34 PM

أحمد.. أخشى أن يأتي يوم نضطر فيه لتبديل السيارة بالكامل بعد ثبات عطبها وإستحالة إصلاحها!

10) تعليق بواسطة :
14-02-2013 03:05 PM

يااخي السائق جاهل لابل هو مستهتر لايقدر العواقب التي قد تودي به وبسيارته ، لذلك لابد من تدخل احد العقلاء ذوي الخبرة الكافية والواسعة لينبهه الى ما قد يحدث .

11) تعليق بواسطة :
14-02-2013 09:31 PM

انه القدر وقصر النظر فقد عميت القلوب ولن يحسبوا حسابا للشعب

12) تعليق بواسطة :
14-02-2013 09:31 PM

اتمنى لك التوفيق واشكرك على هذة المقالات التي تعبر عن ما في داخلنا لكن انا ارى ان السائق يعتقد انة لا يوجد اطارات سوا التي على السيارة ليس من قلة المال كما هوا واقع سائق العمومي بل من قلة بعد النضر لا يعلم انة يوجد اطارات تريح المركبة وتوصلها الى بر الامان رغم ضروف الجو السيئة وربما تكون اقل كلفة من المهترئة البالية

13) تعليق بواسطة :
15-02-2013 12:33 AM

قبل ما كان حدى يقدر يتنفس لانه الجون جاهزه والجلادين جاهزين والمواطن كان يخاف على عيش اولاده !!
اما اليوم صار المواطن يركض وراء الحرامية بلكي قدر يوخذ كسرة من الرغيف الي سرقوه منه!!

حاجز الخوف طار وما فيه عيش يخاف عليه المواطن وخبزه وخبز اولاده بينسرق عينك عينه!!

بعين يا سيد احمد الله يرحم ابوك تروح تتفرج مع ام عبدالله على مسلسل حريم السلطان مشان تعرف كيف الامور بتندار!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012