أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025


طوق الحماية

بقلم : ماهر ابو طير
18-02-2013 12:52 AM
عبرالأسبوعين الفائتين اقتحمت مجموعات إسرائيلية، المسجد الأقصى أكثر من مرة، والاقتحامات تتزايد، في الوقت الذي يختبر فيه الإسرائيليون ردود الفعل العربية والإسلامية تجاه تلك الممارسات.

سابقا كان اقتحام المسجد الاقصى يتسبب بثورة غضب في العالمين العربي والإسلامي، والمشهد اليوم يشي بموت العصب العام، لأن الاقتحامات وتغييرالوجه التراثي لمدينة القدس، وتهجير الناس، لم يعد يحرك أي رد فعل.

ما يجري في القدس مروع، لأن تدمير البنى الاجتماعية مخطط قائم، فأهل المدينة، إما غرقى تحت وطأة غرامات البيوت، واما تحت الضرائب، وفي حالات كثيرة هناك اغراق للمدينة واهلها بالمخدرات، والبقية الباقية تضطر للتعمل بأي مهنة لكسب العيش.

كل هذا يعني أن ما نراه في القدس ليس سهلا، فالحرب متدرجة ضد المقدسات من جهة، وضد الناس من جهة اخرى، واذا استمرالحال هكذا، فإن البنى الاجتماعية سيتم تحطيمها كليا، توطئة للتغييرات على المقدسات، وإضعافا لطوق الحماية الشعبي.

قيل الكثير في خذلان العرب والمسلمين للأقصى والقدس، وهناك ادلة ساطعة على ان هذا الخذلان متعمد، فالثري العربي يشتري بيتا في لندن بمائة مليون دولار، وليس مستعدا أن يدفع لمقدسي غرامة بيته البالغة خمسين ألفا من الدولارات، والدول العربية والإسلامية تترك الأقصى والقدس للتهويد، بشكل متعمد، ولا تحاول عرقلة العملية، أو ابطاءها على الاقل.

في المقابل فإن السلطة الوطنية الفلسطينية اضعف من أن تدير أي رد فعل تجاه ملف الاقصى والقدس، بغير التصريحات الإعلامية، على ذات الطريقة العربية، والنزاع الفصائلي لم تتراجع حدته أمام ملف من المفترض ان يوحد الجميع.

إحدى الخدع التي ابتلعها العرب، ترك كل قضية فلسطين وترميزها في القدس فقط، وكأننا نتعامى عما يحدث في كل مناطق فلسطين من تغييرات شاملة، ونركز على ملف واحد هو القدس، وهو تركيز لا يجلب سوى الانتباه الإعلامي في احسن الحالات.

بهذا المعنى نجد أنفسنا أمام مفرق تاريخي، فلا حرب ولا انتفاضة ولا سلام ولا مال، وتذويب هوية مدينة القدس يجري على قدم وساق، بكل الوسائل من الاستيطان الى التهجير الى سحب الهويات وفرض الغرامات والضرائب الى آخر المسلسل الذي نراه.

يبقى السؤال المحزن حقا: أين تبددت الروح العربية الثائرة والغاضبة، وهي الروح التي لا نراها حتى عند اقتحام المسجد الأقصى، وكأن القبلة الأولى لا تخص أحدا، وليس مطلوبة من أحد، وليست في عنق احد؟!. اقتحامات الأقصى توطئة لطعنة الظلام التي تنتظر المسجد العزيز، وتدمير طوق الحماية الشعبية، مقدمة لهدم الاقصى.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-02-2013 09:57 AM

شكراً أستاذ ماهر على المقال، زمان الحماية (إم الزوج) كانت اذا شافت ابنها خانع لمرتو بتقول أبصر شو مطعميتو، وإحنا ماكلين قاقا ومنجا .. والبقية عندكو

2) تعليق بواسطة :
18-02-2013 02:14 PM

استاذ ماهر نحن بانتظار ثمار الربيع العربي. فمصر مثلا غارقه بوحل الماضي حتى اخمص قدميها واذا ماتحدثت عن " الخصر" فهو رهين جماعة الاخوان المسلمين واما الرأس ففي الاجواء مايؤكد دخوله في " عش الدبابير القطري". السعوديه تعاني من المؤامرات والدسائس الايرانيه. الاردن يعيش حاله من عدم الاستقرار واضحى بمثابة "شقه مفروشه" اسبابها تعود الى ثبوت ان الاردنيون ليسو شعبا اصيلا في الوطن وانما مستاجرون والا ماذا تفسر حالة التخبط والمهزله التي نعيش من فساد واغتيال للرموز الوطنيه وصالونات السياسيين وغيرها من الكثير الذي يكبل ويعيق الخطى نحو الامام ونحو عمل عربي مشترك يعود بنا الى حالة الدفاع عن القضية الفلسطينيه ومفصليتها في حياة كل منا نحن العرب. انتظرنا نتاج الربيع فاذا كان هناك "رجال فوق رقعة شطرنج" فانني ارى شعوبا فوق رقعة شطرنج . لست ادري ان كان تعليقي اصاب ماترمي اليه او بعض مما ترمي اليه ولكني لاارى سوى فوضى عمت اجواء الامة العربيه من كان سببها ومن اشعلها ؟ سؤال اجابته افضت الى ترك القضية المفصليه التي طالما ناضل الجميع لابقاءها صراع وجود.نسال الله ان ان ان يكون القادم قادر على ترميم ما اصاب النفوس من تشققات وان يلنئم شمل الامة من جديد وان ينظر للاردن على انه بوابة للخير ان شاءالله للامة جمعاء حتى يصار الى النظر اليه بعين الاخوة والحنان من قبل اشقاءنا ويترجم القول الى عمل ودعم فمهندس السياسة والدبلوماسية الاردنيه عبدالله بن الحسين قادر على ان يمضي بالاردن والاردنيين من هذا النفق المظلم المفتعل والمنشأخصيصا لاخراج الاردن من فحوى القضية العربية المفصليه فلسطين وتصفية هذه القضيه على حسابه. اذا استاذنا الفاضل تعزيز القياده والرياده للاردن في القضيه واذكاء الدور الاردني كفيل بعودة القضية الفلسطينيه الى نقطة القوه .

3) تعليق بواسطة :
18-02-2013 07:20 PM

يا ماهر كثيرون مثلك يتباكون على القدس وفلسطين وحين يطالب الاردني بقوننة فك الارتباط تثور ثائرتكم ومن هم على شاكلتك يوجد مليون ونص مواطن فلسطيني على تراب الاردن يتراكضون وراء المكاسب والهبات الدولية باسم فلسطين والقدس ماذا ينتظرون نقول اقطعو الطريق على الصهاينة انهم يسعون لتفريغ فلسطين والقدس بشكل خاص تمهيدا لتهويدها!!

لماذ لا يذهب شباب فلسطين ليدافعوا عنها لماذا لم يمول تجار فلسطين واصحاب رؤس الاموال شباب فلسطين للدفاع عنه لماذا لا تنطلق انتفاضة لمقارعة الصهاينه!!

الم تسمعون بالمثل الشعبي الذي يقول ما بيحرث الارض غير فحولها!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012