أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 17 كانون الثاني/يناير 2025


حكاية الأغذية الفاسدة

بقلم : د. رحيّل غرايبة
19-02-2013 11:17 PM
لا تكاد تخلو الصحف المحليّة من نقل أخبار يومية عن إتلاف كميات كبيرة من الأغذية الفاسدة، أو التي فقدت صلاحيتها أو التي جرى التلاعب والعبث في مواصفات تصنيعها.
كما جرى إغلاق مجموعة من المحال المشهورة التي لا تلتزم بشروط السلامة الصحيّة. ففي صحف الأمس خبر عن أمانة العاصمة أنها قامت بإتلاف أطنانٍ من اللحوم الفاسدة في أحد المستودعات في 'ماركا'، وفي الصحيفة نفسها خبر آخر يفيد بأنّ مديرية صحة البلقاء أقدمت على إتلاف نصف طن من الدجاج المجمّد الفاسد في 'عين الباشا'، وقبل يوم واحد نقلت الصحف خبر العثور على أطنان من العصير الفاسد على قارعة الطريق في منطقة 'عراق الأمير'!!
إنّ تكرار الأخبار بشكلٍ يوميّ عن قيام الجهات المختصة بإتلاف الأغذية الفاسدة بكميات كبيرة يدلّ بشكلٍ مؤكد على أنّ الجهود المشكورة كبيرة وحثيثة التي تقوم بها الدوائر المعنيّة في هذا المجال، ولكن هناك دلالة مرعبة ومخيفة من جديّة هذه الأخبار، تتمثل بكونها ظاهرة واسعة ومنتشرة في معظم ربوع المملكة، وإنّ مجرد العثور على بعضها يدل بشكلٍ مؤكد أنّ كثيراً من الحالات لم يتمّ كشفها، وقد تمّ بيعها للمواطنين وتمّ استهلاكها!!.
إنّ إقدام بعض التجار أو أصحاب المطاعم على بيع أغذية فاسدة، أو استعمال مواد غير صالحة للاستهلاك البشري وتقديمها في وجبات غذائية للمواطنين يشكّل جريمة كبيرة وبشعة بحق الوطن والمواطن، وهي تمثل اعتداءً سافراً على الحياة الإنسانية، وتقع في خانة التهديد للسلامة العامّة، وهي تعادل جرم 'الخيانة العظمى' وتوازي جرائم 'الإرهاب' التي جرى تضخيمها ووضع التشريعات القاسية التي استطاعت الحدّ منها بشكلٍ كبيرٍ وناجح.
إنّ تكرار هذه الجرائم على هذا النحو الواسع يدل دلالة واضحة على خلل كبير في طريقة المعالجة وفي التشريعات العقابية التي تعالج هذا المستوى المرعب من الخيانات الخطرة التي تهدد مستقبل عائلاتنا وأطفالنا، وتهدد مستقبل الأوطان.
وأمّا الأمر الآخر الذي يجب البحث عنه في وجود شخصية متنفذة عادة وراء هذا الإقدام الجريء على ارتكاب مثل هذه الجريمة، وهناك رشاوى ودسائس وسوق سوداء، وعصابات تشترك في حبك هذه المؤامرات.
إنّ مجرد الاكتفاء بعقوبة 'الإتلاف' أو ترتيب بعض الغرامات المالية مع اتباع سياسة التستر على المجرم لا يمثل عقوبة رادعة قادرة على معالجة هذه الظاهرة المرعبة، وينبغي التوجه نحو ايجاد تشريعات جديدة تعالج موضوع الاتجّار بالغذاء الفاسد، والإقدام على العبث بقوت المواطنين على هذا النحو، عن طريق النص على عقوبات قاسية ورادعة، تجعل هذا الجرم بموازاة جرائم الإرهاب والخيانة العظمى؛ لأنّها لا تقلّ من حيث آثارها ونتائجها على الحياة الإنسانية والسلامة العامّة.
إنّ الذي يقدم على هذه الجريمة التي تمس قوت المواطن والغذاء العامّ وهو يعلم فإنّما يدل على وجود شخصية خالية من الضمير وفاقدة الإحساس بالمواطنة، فضلاً عن تدنّي مستوى الأخلاق والتديّن المفضي إلى البلادة النفسية التي تستحق العلاج والايداع في مستشفى الأمراض النفسية.
هذا الصنف من الجرائم، يستحق التشهير، وعدم التستر بالإضافة إلى ايقاع العقوبة الصارمة، لأنّ جرائم الاعتداء على الحياة العامّة تستحق التحذير العام للمواطنين من التعامل مع هذا المستوى الخطر من البشر، وخاصة عند تكرار الجريمة أكثر من مرة، فهؤلاء يستحقون أن تنشر أسماؤهم في قوائم سوداء معلنة تعلّق في الأسواق وعلى قارعة الطريق من أجل القضاء على هذه الآفة، واقتلاع جذورها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-02-2013 05:49 PM

تتكلم يا دكتور عن الغذاء وفساده ومفسديه وما ذا عن مافيات الدواء الذين اهلكو المواطن واقتصاده اسرد اليك بعض الحقائق التالية والتي اباحت بها احدى الخبيرات بالداء والدواء الاردنية الاصيلة التي تخشى الله وضميرها:-

الفساد في السياسات الدوائية
ملف الدواء، هذا الملف القديم الجديد، والذي ما يزال عالقاً منذ عدة سنوات بسبب التدخل المباشر من قبل أصحاب المصالح في رسم السياسات الدوائية، الهادفة فقط لخدمة مصالحهم الذاتية، وعلى حساب قوت الأغلبية الساحقة من المستهلكين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه القضية ظهرت بشكل صارخ منذ عشر سنوات، عندما اعتلى أعلى الهرم الوظيفي في وزارة الصحة أصحاب المصالح من المتنفذين، الذين جندوا الإدارات المتعاقبة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء لرسم سياسات دوائية تخدم مصالحهم الخاصة بعيدة عن مصلحة المستهلك. وبشكل عام يمكن إيراد الانتهاكات في مجال تسجيل وتسعير والرقابة على مأمونية وفعالية الدواء كما يلي:
تسجيل الادوية
هنالك خلل واضح في عمليات التسجيل للأدوية، الأمر الذي يظهر الحاجة والضرورة لتحديث الأسس، والتعليمات، والأطر المتعلقة بالرقابة المنظمة لعملية التسجيل، ذلك أن ما هو متبع حالياً عبارة عن ممارسات هدفها تحقيق المصالح الشخصية، بعيداً عن تطبيق معايير موضوعية تساوي بين حقوق كافة الأطراف ذات الصلة بالدواء وتجذر الاحتكار!!


الدواء المنتج محليا يحظى بامتيازات عديدة، حيث أن المواد الخام الداخلة بالصناعة معفاة من الضريبة، وكذلك لا تفرض الحكومة أية ضرائب على الأدوية المصنعة محليا لدى تصديرها، وبالتالي لا يدخل خزينة الدولة أية مبالغ من وراء هذه الصناعة رغم أن هذه الصناعة تعود على أصحابها بأرباح طائلة، حيث أن المنتجات المحلية حققت أرباحا تقدر ب 443 مليون دينار من قيمة الصادرات من المنتجات الأردنية للدواء لعام 2006_2007 حسب تقرير مؤسسة تشجيع الاستثمار، فلو فرض عليها ضريبة تصدير كالسلع الأخرى، والتي قد تصل إلى 25% ولكن لتكن 16% أخدين بعين الاعتبار بأن هذه الصناعات المحلية تؤمن خمسة ألاف وثلاثمائة فرصة عمل، بالتالي كان سيدخل خزينة الدولة آنذاك مبالغ كبيرة جدا، أما حاليا ومع نمو التصدير لهذه الأدوية، نجد أن أحد المنتجين الكبار للدواء المحلي حسب ما نشر بالجريدة أن مجموع إيراداته لعام 2010 كان 669 مليون دينار بينما الأرباح 500 مليون دينار، علما أنه لدينا بالأردن 17 شركة دوائية، لذا يمكن في حال فرض ضريبة على ما يتم تصديره أن ترفد الخزينة بمبالغ طائلة.

*نستنتج مما تقدم أن عمليات التسعير الحالية للأدوية تخدم جيوب القلة القليلة من محتكري الدواء، من خلال تحقيق أرباح خيالية وعلى حساب المواطن، وتساهم بشكل كبير في رفع الإنفاق الصحي، ولا تساهم برفد خزينة الدولة بأية مبالغ تذكر، علماً بأن قيمة المبالغ التي ترفد الخزينة من جراء فرض الضريبة على الأدوية الجنيسة (المنتجة محلياً) قد تصل إلى ما لا يقل عن نصف مليار دينار سنوياً، كان من الممكن أن تخصص هذه الأموال الضائعة نتيجة الإعفاءات غير المبررة لرفع سوية شرائح المواطنين من ذوي الطبقة الوسطى وما دون، وكذلك لرفد صندوق تنمية المحافظات، ولا تنتظر الحكومة هذه الجهات من التبرع بهبات بمبالغ لا تسمن ولا تجدي.

***يتضح مما سلف ان هذا الملف من اكبر ملفات الفساد لصالح المتنفذي والذي يجد بمكافحة الفساد متابعة ملفاتهم ان استطاعت !!

2) تعليق بواسطة :
20-02-2013 06:17 PM

مع ان قيلولتكم طالت لم اجروء على التحول لموقع اخر لانني اعتبرها خيانه!!

تحياتي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012