المقال أكثر من جيد .
وزبدة المقال برأيي تكمن في هذه الفقرة :-
" وما حفز على بذل هذا الجهد، ما لمسه مسؤولون من قلق تركي متنام من تحول سورية الموحدة إلى 'كانتونات' طائفية وإثنية متصارعة، وتداعيات مثل هذا السيناريو المرعب على أمن تركيا ومصالحها الحيوية.بيد أن فرص الحل السياسي وانتقال السلطة في سورية، تبدو بعيدة المنال في ضوء مواقف الدول الكبرى، وإصرار الأطراف المتصارعة على الحسم العسكري "
كما أنه علينا أنْ لا نُقلل من معنى ومغزى الفقرة التالية :-
" وكلما طال أمد الأزمة، سيتجه السوريون إلى التطرف أكثر فأكثر، وهو ما توظفه (((( جبهة النصرة لمصلحتها على خير وجه.)))
وعليه , فلا يمكن لنا تصديق من يدّعي أو سيدّعي بأنه يعرف ما هي نهاية الوضع في سوريا .
يقول الكاتب: "ولاعتبارات إنسانية وقانونية، لا يستطيع الأردن إغلاق حدوده في وجه بشر عزّل يعانون من الجوع والمرض، ويلاحقهم رصاص الشبيحة إلى آخر نقطة حدودية". انتهى الاقتباس. وأقول لكن هل تجبرنا هذه الاعتبارات على السماح لهؤلاء بالسكن في مدننا وبلداتنا وقرانا ومزاحمتنا في قوت عيالنا ووظائف أبنائنا ومشاركتنا مواردنا الشحيحة وبنيتنا التحتية الهشة؟ هل كل اللاجئين مساكين وادعين أم فيهم المجرم والمندس والجاسوس وضعيف النفس ومشروع الإرهابي؟ نقبل بمنطق الاغاثة ولكن داخل أسوار المخيمات فقط.
تعليقي الأول يتعلق باللاجئين فحسب أما هذا فيحاول تفنيد منطق أعوج ساقه الفهد لتبرير تدخلنا السافر في الصراع.
ابتداء أقول إنه لا مصلحة لنا أبدا في التدخل بشكل مباشر في الصراع لنصبح طرفا في أزمة لا ناقة لنا فيها ولا بعير. مجرد دعمنا لطرف دون آخر من أطراف الصراع نصبح طرفا فيه، وكلما طال الصراع كلما ازداد تورطنا وكلما ازدادت الكلفة المالية والبشرية والسياسية علينا. نحن نراهن على كسر شوكة "جبهة النصرة" وكل التنظيمات ذات الخلفية الإسلامية في سوريا التي تشكل غالبية الكتائب المقاتلة والتي تحرز أهم الانتصارات فأي مصلحة لنا في التحالف مع الطرف الأضعف؟ الكتائب الإسلامية المسلحة وفي مقدمتها جبهة النصرة باتت تتمتع باحترام المواطن العادي في سوريا لأنها بحسب التقارير لا تقتل طمعا ولا تسفك دما إلى لمن يقاتلها ولا تسرق بنكا ولا مصنعا ولا مؤسسة وإن وقعت أيديها على مخزن تموين شاركت الناس البسطاء الخبز والماء والغاز والحطب وبالتالي فرص كسر شوكة النصرة محدودة فكأنما نراهن نحن على فرس خاسرة! ثم إن جبهة النصرة والتنظيمات الإسلامية تتمتع بعلاقات ممتازة مع من يشاركونها عقيدتها السلفية عندنا وبالتالي لا نأمن انتقام هؤلاء منا ونقل المعركة من سوريا إلى شوارع الزرقاء وعمان وإربد بسبب قصر نظر نظامنا الذي يصر على تنفيذ الأجندة الأميركية في كل أصقاع الأرض بما فيها أفغانستان وما حادثة خوست عنا ببعيد!
خلاصة القول استراتيجيتنا تجاه الأزمة محكومة بالفشل ولا حل مثاليا لها عندنا أنسب من اتباع سياسة "النأي بالنفس" من باب القاعدة التي تقول: "درء المفاسد أولى من جلب المصالح.
من محاسن الصدف أنني تصفحت "القدس العربي" بعد كتابة تعليقي الثاني أعلاه حول دعمنا للطرف الأضعف من أعداء النظام ومناصبتنا للأقوى ممثلا بجبهة النصرة ومن لف لفها العداء فإذا بي أقع على مقتطفات مترجمة لمقال نشر في صحيفة "إنديبندنت" اللندنية للكاتب "باتريك كوكبيرن" جاء فيه بالحرف:
"وحتى مدينة الرقة التي سقطت في 4 من الشهر الحالي، فقد سيطر عليها مقاتلو جبهة النصرة وليس الجيش الحر. ومن التداعيات المهمة لسقوط هذه المدينة في يد النصرة انها فتحت الحدود مع العراق، حيث يمكن للقاعدة الدخول والخروج بحرية، فيما تراجعت فيه سلطة الجيش العراقي في مناطق الانبار السنية ومحافظة نينوى وعاصمتها الموصل. ومن هنا يقول ان المنطقة التي تمتد من الفلوجة الى الفرات وحلب وحتى البحر المتوسط تعني ان تمرير الاسلحة وبكميات كبيرة الى الجماعات المعتدلة من المعارضة لن يؤدي الى حرف ميزان المعركة واضعاف الجهاديين. ان حكومة الاسد لن تسقط كما يأمل الغرب مثل اوراق 'الشدة' ومن هنا فالمفاوضات هي الحل، والاسلحة للمعارضة تعطي رسالة خاطئة للمقاتلين ان الغرب سيدعمهم وعلى قاعدة اوسع بالسلاح".
وأترك للقراء الحكم.
علينا انشاء منطقة عازلة في كل من محافظتي درعا والسويداء بعد الاعلان الرسمي عن ذلك وبعد الذهاب الى مجلس الامن والطلب اليه الى اتخاذ قرار بوقف التهجير وتحمل مسؤلياته تجاه المهجرين من الاشقاء السوريين وبان الاردن لايمكنه استيعاب عدد اضافي من الاخوان والاشقاء السوريين وذلك لعدم توفر البنية التحتية والخدمات اللازمة لهم والافضل ايجاد مناطق امنة داخل الاراضي السورية
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .