أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


اقتل خالد

بقلم : فهد الخيطان
30-03-2013 02:03 AM
صدر الكتاب قبل أربع سنوات تقريبا، لمؤلفه الصحفي الأسترالي بول ماغوو، وباللغتين العربية والإنجليزية. وهو يروي فيه التفاصيل الدقيقة والخفية لمحاولة جهاز الموساد الإسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في عمان، العام 1997. السياسيون والمهتمون على نطاق واسع طالعوا الكتاب، وذهلوا من حجم المعلومات التي تمكّن الصحفي من الحصول عليها من مصادر أردنية وأميركية وإسرائيلية، ومن قادة حماس بالطبع. لكن هذا ليس موضوعي اليوم؛ فالكتاب كما ذكرت صدر قبل سنوات، ويحوي شروحات واسعة عن الظروف الملتبسة لنشأة 'حماس' في غزة، ونشاطاتها في الخليج العربي وأميركا والأردن.في الكتاب عدة فصول تصلح، وبامتياز، لأن تكون مساقا أكاديميا لطلبة السياسة في الجامعات الأردنية، وللطامحين إلى وظائف دبلوماسية في وزارة الخارجية، ودخول عالم السياسة وتبوؤ المناصب الرفيعة.في بضع صفحات، يسرد المؤلف محاولة الاغتيال الفاشلة. لكنه يخصص عشرات الصفحات للطريقة التي أدار بها الملك الراحل الحسين الأزمة الأصعب مع إسرائيل. إنها بحق درس في السياسة، وفي علم إدارة الأزمات.طاقم القيادة مع الملك لم يكن كبيرا؛ مدير المخابرات في ذلك الوقت سميح البطيخي، ومدير مكتبه الخاص علي شكري. وفي وقت لاحق، كان للأمير الحسن دور فعال في إدارة المفاوضات مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي.بدا الحسين مثل قائد الأوركسترا المجرب، يستعرض مهاراته وخبرات السنين الطويلة مع الأزمات؛ يتلاعب بالإسرائيليين، ويحرص على إذلالهم قبل أن يضع شروطه على الطاولة.لم يكن القادة الإسرائيليون في مواجهة الحسين بأشخاص عاديين؛ بنيامين نتنياهو الماكر، وآرييل شارون المتعجرف والصلف، وداني ياتوم صاحب الخبرة العسكرية الطويلة، ومن خلفه جهاز الموساد بطاقاته المعروفة. كلهم في لحظة كانوا يزحفون لإرضاء الملك الحسين.خلال سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع أرفع القادة الإسرائيليين الذين تقاطروا إلى عمان، كانت ايماءة من الملك للبطيخي أو شكري كافية لينفجر أحدهم كالبركان في وجه شارون أو داني ياتوم، بكلام لم يسمعوه في حياتهم. وبحركة أخرى منه أيضا، يعود الهدوء للجلسة.إصرار الملك على وضع الرئيس الأميركي في ذلك الوقت بيل كلينتون، في صورة العملية، كان تكتيكا غاية في الذكاء. فقد نجح في اجتذاب الإدارة الأميركية إلى جانبه، والتي ضغطت بدورها على نتنياهو وطاقمه الوزاري للقبول بشروط الحسين.لم يكن الحسين يناور على الجبهة الإسرائيلية فقط، كان عليه أن يدير وبذكاء المفاوضات مع قادة 'حماس' لإقناعهم بالصفقة؛ رهائن الموساد مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وعشرات الأسرى الفلسطينيين والأردنيين من سجون الاحتلال. تكفل البطيخي بذلك، وحين يصل إلى طريق مسدودة مع موسى أبو مرزوق، كان اتصال هاتفي من الملك يكفي لتحقيق الانفراج.ياسر عرفات، غريم 'حماس'، كان في ذهن الملك وهو يقارب الأزمة؛ لم ينس حصته من الوليمة. وطوال المفاوضات، كان الرأي العام الأردني والعربي ضمن حساباته. وهكذا، كان رحمه الله يناور ويشتبك على خمس جبهات. في النهاية، فاز وخرج من الأزمة مرفوع الرأس.ساسة هذه الأيام يكاد بعضهم أن يغرق في أزمة محلية صغيرة. لو يعودون إلى الكتاب ليتعلموا فن إدارة الأزمات.fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-03-2013 02:47 AM

يا خوفي؟

بعد مدة تكون مقالاتك مثل صاحبك ناهض حتر مقدسة؟؟ ولا يجوز التعليق عليها
هل هناك من خوف على المسيحيين في الأردن من المسلمين أو من التيارات الاسلامية ومنهم الإخوان المسلمين؟
لا تتوجسوا كثيرا
وتخلطوا الأوراق والتطرف والتعصب
ثم تنادوا بالحرية--- تحرروا من أنفسكم----
اعطوا الآخرين حقوقهم قبل أن تحدث المواجهة التي تسعون إليها بكتاباتكم المستفزة للاسلام والمسلمين
تكلموا عن تياراتكم أفضل ولنا

2) تعليق بواسطة :
30-03-2013 03:28 AM

-- علي شكري ذاك العملاق الصامت البعيد عن الاضواء ملتصقا بالحسين ثمانيه عشر عاما كان يرتعد منه الجميع لصدق ولائه.

-- ابو عامر الذي تآمروا عليه مره تلو الاخرى عندما مرض الحسين فأبعدوه عن جواره ليمضوا في مخطط التغيير و يحرموا الحسين من واحد من اخلص رجاله و احبهم إليه.

-- و عندما استلم الاتصالات الاردنيه قبل الخصخصه إكتشف علي شكري التبخيس المبرمج بتقدير الحقوق و الموجودات و حارب لإلغاء البيع و رفض السعر المعروض و طالب ""بعشره اضعافه"" فإرتفع المزاد قليلا ثم حورب و دفع لترك الشركه من قبل الوزير المختص يدعمه رئيس الوزراء لغايه لا يعلمها الا الله و ضاعت الاتصالات بثمن بخس و شروط إذعان للفرنسيين و معها ملياري دينار فرق سعر و دخل حتى الآن..!!

-- و الآن عاد رئيس الوزراء الاسبق ليصبح المنظِّر السياسي لمطبخ القرار واعاد بنفوذ من يدعمه الوزير ذاته لموقع حساس لدور جديد الله اعلم به..!!

3) تعليق بواسطة :
30-03-2013 04:08 AM

أحسنت يا أخي الكاتب فلك الشكر ,,,
ولكن علينا أن لا ننسى أن أبا الحسين هو إبن الحسين

4) تعليق بواسطة :
30-03-2013 06:35 AM

هل قرأت الكتاب للتو لتعلق عليه؟! على الرغم من ذلك الكتاب قيّم بالفعل ويوثق لتاريخ لا يعرف كتّابنا للأسف كيفية كتابته!

5) تعليق بواسطة :
30-03-2013 07:28 AM

" ساسة هذه الأيام يكاد بعضهم أن يغرق في أزمة محلية صغيرة."
أبدعت !لكن ساستنا يغرقون فعلاً ، لأن عقولهم هشّة لاتتحمل الأزمات لذا فهم مفلسون من كافة الجوانب .

6) تعليق بواسطة :
30-03-2013 10:10 AM

اعد قراءة المقال لتصل الفكرة

7) تعليق بواسطة :
30-03-2013 11:26 AM

المغفور له جلالة الملك الحسين الراحل كتب عنه الكثير الكثير واحبه شعبه وشعوب العالم وان دل هذا فانه يدل لما كان يتمتع به رحمه الله من حكمة وانسانية وشجاعة والله نسال ان يحفظ ابو الحسين ملكا وقائدا مظفرا

8) تعليق بواسطة :
30-03-2013 11:56 AM

عنوان غير موفق، لا تقل اقتل، ولا يصلح ذلك حتى عنوان لمقال، هكذا يقول أهل العلم. ومهما كانت الفكره. لا ، لا تقتل.

9) تعليق بواسطة :
30-03-2013 12:53 PM

أعتقد أن وصف "المناورة" لم يكن موفقا . الأطراف الدوليه كانت تعرف جديه الحسين في الغاء اتفاقيه السلام ببساطه لأنه كان جاداُ , ونفس الموقف هو حول اقتحام السفارة الأسرائيليه الذي كان مقرراَ الساعه الساعه الثانيه عشرة ليلاً وقد اقسم الملك حسين على اعدام الأسرائيليين أن مات مشعل , الأحداث في ذلك اليوم لم تكن مناورات والشخصيه الوطنيه علي شكري كان يعلم مقدار غضب الحسين ذلك اليوم .

10) تعليق بواسطة :
30-03-2013 12:58 PM

المحرر: نعتذر

11) تعليق بواسطة :
30-03-2013 02:16 PM

محاولة الاغتيال ادت الى احراج النظام وهو حليف للامريكان والاسرائيليين في ظل معاهدة سلام !! ما تم هو مخرج لرفع الحرج ليس اكثر يا خيطان.

12) تعليق بواسطة :
30-03-2013 07:55 PM

سيدي, عذرا فإتفاقيه وادي عربه اتت لتعطيل مخرجات اوسلو الاستسلاميه التي فرضتها امريكا غلى الفلسطينيين و منها تسريع اقامه الوطن"الفلسطيني" البديل في الاردن ..

-- نتانياهو هو رجل امريكا و سعى بإيحاء منها لنسف وادي عربه فكان رد الحسين الصاعق .

-- الدول الصغيره بحاجه لمظله دوليه, و مظله الاردن كانت حينها بريطانيا و هي مظله الإخوان و حماس ايضاو هذا ما يفسر تغير التحالفات بعد إنتقالنا لإعتماد المظله الامريكيه بعد وفاه الحسين العظيم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012