أرفع قبعتي تحية لهذا المقال وبالتأكيد لكاتب المقال , وأرجو أنْ يقرأه بتمعن جهابذة الحراكات وتلامذته الأغرار على حدِّ سواء .
ولكنني أود التعليق على المقال بدءاً من الأخيرة الفقرة التالية :-
"" كأننا اليوم أمام جماهير تريد ان تلعب دور مستبديها السابقين وهي تسعى بالعنف لفرض إملاءاتها على حكامها الجدد، سواء كانت مطالبها عادلة أم غير معقولة لقد حرر الربيع العربي الجماهير من الخوف من الأنظمة المستبدة والأمنية، كما حررها من عادات الذل والخضوع، لكنه لم يولد بين صفوفها قيماً جديدة عن الحرية لبناء مجتمعات حرة وثقافةديموقراطية""
أمـّا تعليقي أخي الكاتب على الفقرة أعلاه فهو التالي :-
إنّ السبب في وصولنا لتلك النتيجة كمخرجات , هي أنّ المدخلات كانت خاطئة من جهة ولأنّ هناك من سطا على صدقية الحراك وركب موجتها في لحظات قطف الثمار وحولها من حركة تحرر للعقل والثقافة والسلوك المجتمعي الجديد الى حركة البحث من خلال المؤامرة على الكراسي وهذا هو الذي حصل في تونس ومصر وليبيـا وهربت اليمن بجلدها من تلك النتيجة لوجود إهتمامات واعتبارات أُخرى منها الص2راع على العودة لليمنين بدل اليمن الواجدة ومنها كذلك مسألة الحوثيين ومنها المسائل الشائكة المتعلقة بسطوة وقوة شيوخ القبائل ,,,
باختصار سأقول كلمتي بعد التوكل على الله :-
لقد تحول الربيع الذي لم اراه يوماً ومنذ بداية ربيعاً الى خريف دامٍ وقاتل بسبب شهوة الوصول الى الكرسي بعد أحلامِ أمتدت لنحو 80 عاماً من أؤلئك الذين طال انتظارهم فلمـّا أن أتت الفرصة حتى ركبوا الموجة في آخر اللحظات ,,,,
كانت تلك النتيجة !!!! نعم ,,,, ولكن هل كانت تلك النتيجة بمحض الصدفة أمْ أنها كانت هي المطلوبة من قٍبلٍ صُنـّاع المؤامرة منذ البدايات الأولى ؟؟؟
ما يجري في سوريا الآن كشف كل الأوراق وسيبكي الناس قهراً من الآتي وندماً من ضياع الذي كان , مع إقراري المسبق بأنّ الذي كان لا يقِلُّ سوءاً وهتكاً للأفكار والحريات والأعراض
ما يجري في سوريا أمر رهيب بكل معنى الكلمة
سوريا الآن ليست إلاّ (( جهنم الحمراء )) التي ستأكل في طريقها الأخضر واليابس , وعلى افتراض خطأ رأيي فسيبقى في ذهني السؤال التالي :-
من الذي سيضمن تجميع السلاح الذي أصبح داشراً ومتاحاً ومباحاً لكل شُذاذ الآفاق ومن كل حدب وصوب فوق الآرض السورية ,,,, كلاّ لن يكون الأمر سهلاً ونحن أمام المشهد الليبي اليومي من عدم سيطرة الدولة الليبية ومهما تبجّحت على الأمور في كل المناطق حتى ولا في العاصمة !!!!
وأخيراً أقول :-
نعم أخي الكاتب لقد وضعت إصبعك على الجرح بقولك التالي :-
"" كمواطنين عرب يبدو أننا نعيش عالما من التخيلات عن الحياة الديموقراطية، وإذا تطلعنا إلى العالم العربي بعد سنتين من ربيعه بفصوله، المزهرة والرمادية والدامية. نجد ان المسافة بين ما نحلم وبين الواقع كالتي بين الأجرام في السماء. فأين هو التغيير من اجل الحرية والكرامة ومكافحة الفساد وأخيرا من اجل حكومة ديموقراطية؟ بل اين هو التغيير المفترض ان يحدث على صعيد العلاقات البينية، الاقتصادية والسياسية، بين الدول العربية؟
لا شئ ملموس لقد تغيرت حكومات في الشكل والأشخاص لكن آليات العمل والاساليب السابقة في إدارة الدولة والمجتمع بقيت على حالها ان لم تكن الأحوال قد أصبحت أكثر قسوة وسط ثورات لم نر من معالمها الواضحة غير هذه الفوضى التي تنتشر بين صفوف المجتمعات ومؤسسات الدول.""
وشخصياً أرى أنّ السبب يكمن في عقول المخططين الحقيقيون وجيوب المنفذين الفعليون , و لكن يا ليتهم لم يحشروا الإسلام الطاهر العفيف البريء النقي المسالم في أتون هذه المعمعة والمحرقة تحت شعارات "" التوحيد "" وصيحات "" التكبير ""
شكراً ايها المفكر الوطني على التحليل العلمي والعملي لما يدور بالحراكات ومن يتحكم بها. نعم فُقدت البوصلة لمصالح شخصية بدل حماية الأوطان من الفساد والفاسدين. عُززت التفرقة بدل الوحدة، أُوجدت الطائفية النتنه بدل التسامح، بدأت الاموال تحكم المشهد بدل خدمة المجتمع والأمة.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .