أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


.. ﺑﻞ أﻳﺎم ﺳﻮداء!

بقلم : د.محمد ابو رمان
05-04-2013 12:37 AM
وﺻﻔﺖ ﺣﺮﻛﺔ 'ذﺑﺤﺘﻮﻧﺎ' ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺆﺗﺔ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﺟﺮة ﻛﺒﯿﺮة، وأﺣﺪاث آﻟﺖ إﻟﻰ إﺻﺎﺑﺎت وﻣﺂس، ووﻓﺎة اﻟﻄﺎﻟﺐ أﺳﺎﻣﺔ دھﯿﺴﺎت (ﺳﻨﺔ راﺑﻌﺔ ھﻨﺪﺳﺔ)، ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﻮم أﺳﻮد ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷردﻧﻲ، ودﻋﺖ إﻟﻰ اﻟﺤﺪاد ﻋﻠﻰ روح اﻟﻔﻘﯿﺪ رﺣﻤﻪ ﷲ.
ﻣﺎ ﻧﻘﻠﺘﻪ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﯿﺔ ﻋﻦ ﺻﻮر أﺳﺎﻣﺔ وﺣﯿﺎﺗﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ، زاد ﻣﻦ ﻓﺠﯿﻌﺔ اﻷردﻧﯿﯿﻦ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﺎب وﺗﻌﺎطﻔﻨﺎ ﺟﻤﯿﻌﺎً ﻣﻊ أﺳﺮﺗﻪ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻛﺎن أﺷّﺪ إﻳﻼﻣﺎً ﻟﻨﺎ، ھﻲ اﻟﺼﻮر وﻣﻘﺎطﻊ اﻟﻔﯿﺪﻳﻮ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﻤﻮاﻗﻊ ﻟﻤﺸﺎﺟﺮة ﻣﺆﺗﺔ اﻷﺧﯿﺮة، واﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ؛ ﻛﻤﺎ ﻟﻠﻤﺸﺎﺟﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. وھﻲ ظﺎھﺮة ﺗﻜﺮّﺳﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، وﺗﻌﻜﺲ ﻓﻲ ﺟﻮھﺮھﺎ اﻧﮫﯿﺎراً ﻛﺎﻣﻼً ﻓﻲ ﻣﻔﮫﻮم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ وﻣﮫﻤﺘﮫﺎ ودورھﺎ، وﺗﻨﺬر ﺑﺄﻧّﻨﺎ أﻣﺎم أﺟﯿﺎل ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗّﻢ ﺗﺤﻄﯿﻤﮫﺎ ﻣﻌﺮﻓﯿﺎً وﺛﻘﺎﻓﯿﺎً وأﺧﻼﻗﯿﺎً، وﺟﺎﻣﻌﺎت وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺣﺎﻓّﺔ اﻟﮫﺎوﻳﺔ، وأﺻﺒﺢ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮا ﻋﻠﻰ إﺻﻼﺣﮫﺎ وﺗﺼﺤﯿﺢ أوﺿﺎﻋﮫﺎ!
ھﻮ ﻟﯿﺲ ﻳﻮﻣﺎً أﺳﻮد ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ أﻳّﺎم ﺳﻮداء ﻳﻌﯿﺸﮫﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻷردن، وﺣﺎﻟﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺴﻜﻮت ﻋﻠﯿﮫﺎ ﻣﻤﻜﻨﺎً؛ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻘﺎﻣﺮ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﺟﯿﺎل ﺟﺪﻳﺪة، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻓﯿﻪ ﺗﻮﺻﯿﻒ اﻟﻤﺮض ﻣﻌﺮوﻓﺎً ﻟﻠﺠﻤﯿﻊ، وﺟﺬور اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ واﺿﺤﺔ، واﺟﺘﺮار وﺗﻜﺮار اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ إﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ واﻟﺠﮫﺪ. إذُوﺿﻌﺖ اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺎت ووﺛﺎﺋﻖ،وﻋﻘﺪت ﺧﻠﻮات وﻧﺪوات، وأﺳﯿﻞ ﺣﺒﺮ ﻛﺜﯿﺮ ﻓﻲ ﻧﻘﺎش اﻷزﻣﺔ واﻟﺤﻞ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﺎ ﻧﺰال ﻧﺴﯿﺮ إﻟﻰ وراء واﻟﻤﺸﻜﻠﺔ
ﺗﺘﺠّﺬر، واﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺒﺪو ﻋﺎﺟﺰة ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻦ اﺗﺨﺎذ ﺧﻄﻮات ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻤﻌﺎﻛﺲ ﻟﺬﻟﻚ!
اﻟﺴﺆال، اﻵن، ﺑﺮﺳﻢ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء د. ﻋﺒﺪﷲ اﻟﻨﺴﻮر، ووزﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ د. أﻣﯿﻦ ﻣﺤﻤﻮد، ھﻮ:
ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﻧﺒﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻌﻠﯿﺎً ﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺘﻮﺻﯿﺎت اﻟﻮاﺿﺤﺔ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ، ورﺳﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ طﺮﻳﻖ ﺻﺎرﻣﺔ؟
اﻟﺠﻮاب ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺟﻮاﻧﺐ: اﻷول، ﻳﺘﻤﺜّﻞ ﻓﻲ ﻋﺪم ﺑﻠﻮغ اﻹدراك اﻟﺮﺳﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻄﻠﻮب ﻹدراك ﺣﺠﻢ اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت. واﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻋﺪم وﺟﻮد إرادة ﺻﺎرﻣﺔ وﻗﺮار ﺣﺎﺳﻢ ﺑﺒﺪء اﻻﺳﺘﺪارة وإﻧﻘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ، ﺑﺮﻏﻢ أّن اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻤﺮّ، واﻟﻌﻼج ﻳﺼﺒﺢ أﺻﻌﺐ وأﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﯿﺪاً. واﻟﺜﺎﻟﺚ، أّن اﻻﻧﮫﯿﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ھﻲ ﺟﺰء ﻣﻤّﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻟﯿﺴﺖ ﻧﺸﺎزاً ﻋﻨﻪ؛ ﻓﺼﻌﻮد اﻟﮫﻮﻳﺎت اﻟﻔﺮﻋﯿﺔ، واﻧﺘﺸﺎر اﻟﺒﻠﻄﺠﺔ واﻟﺴﻼح، واﻟﺘﻌّﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن، واﻻﺣﺘﻤﺎء ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎءات اﻟﺒﺪاﺋﯿﺔ، ﻛّﻞ ذﻟﻚ أﺻﺒﺢ ظﺎھﺮة ﻋﺎﻣﺔ، وﻣﻨﻄﻘﺎً ﺳﯿﺎﺳﯿﺎً ﺳﺎﺋﺪاً ﻟﻸﺳﻒ، ﻧﺠﺪه اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﺣﻈﻲ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ رﺳﻤﯿﺔ ﻣﺘﺨﻠّﻔﺔ وﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ إدراك ﻣﺎ ﺗﺴﺒّﺒﻪ ﻣﻦ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ وﻗﯿﻤﻨﺎ وإﻧﺴﺎﻧﻨﺎ!
اﻻﻗﺘﺮاح اﻟﺬي أﻗّﺪﻣﻪ ﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء واﻟﺪﻛﺘﻮر أﻣﯿﻦ ﻣﺤﻤﻮد، وأﺗﻤﻨّﻰ أن ﻳﺠﺪ أذﻧﺎً ﺻﺎﻏﯿﺔ وﺗﻔﻜﯿﺮاً وﺗﻄﻮﻳﺮاً، ھﻮ أّن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﺣﺎن ﻟﺘﺸﻜﯿﻞ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺎء ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ، أوﻻً ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ أﻋﺮاض اﻟﻤﺮض وأﺳﺒﺎﺑﻪ، ﺛﻢ ﺗﺮﺳﯿﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﺴﺎر، واﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ. وھﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﺧﻄﻮات ﺛﻮرﻳﺔ ﺻﺎرﻣﺔ، ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺮار ﻧﻔﺴﻪ.
أﻗﺘﺮح أن ﻳُﻤﻨﺢ اﻟﻤﺠﻠﺲ ﺻﻼﺣﯿﺎت ﻛﺒﯿﺮة وواﺳﻌﺔ، وﻓﻖ ﻗﺎﻧﻮن ﻳﺴّﻦ ﻟﺬﻟﻚ، وأن ﻳﻀﻢ اﻟﻘﯿﺎدات اﻟﺘﻲ أﺳﺴﺖاﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﻟﻌﺒﺖ دوراً ﺣﯿﻮﻳﺎً ﻓﯿﮫﺎ، أو اﻟﺘﻲ ﻟﮫﺎ ﺳﻤﻌﺔ وﻣﺼﺪاﻗﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻣﻦ أﻣﺜﺎل د. ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺪﻧﺎن اﻟﺒﺨﯿﺖ، ود. ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻌﺠﻠﻮﻧﻲ، ود. ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ ﻗﺪﻳﺲ، ود. وﻟﯿﺪ ﻋﺒﺪاﻟﺤّﻲ، ود. وﻟﯿﺪ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ود. ﻓﮫﻤﻲ ﺟﺪﻋﺎن، ود. إﺳﺤﻖ اﻟﻔﺮﺣﺎن وﻏﯿﺮھﻢ ﻣﻦ ﻗﯿﺎدات؛ ﻓُﺘﻌﮫﺪ إﻟﯿﮫﻢ ﻣﮫﻤﺔ اﺳﺘﺮﺟﺎع اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت وﻋﻼﺟﮫﺎ، ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ.
ﻧﺮﺟﻮ أﻻ ﺗﻜﻮن وﻓﺎة أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، ﻓﯿﻜﻮن ھﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﻔﻘﯿﺪ ھﻮ اﻷول وﻟﯿﺲ اﻷﺧﯿﺮ. وإذا ﻟﻢ ﻧﺒﺪأ اﻟﯿﻮم، ﻓﺄﺧﺸﻰ أﻧﻨﺎ ﻏﺪاً ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ذﻟﻚ!
m.aburumman@alghad.jo


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-04-2013 09:02 AM

الحقيقه ان من يقومون بمثل هذه الاعمال هم من ابناء العشائر الاردنيه وهي نبغير ذلك تيجه الطبطبه وعدم تطبيق القانون بشكل صارم والذي يتكلم غير ذلك هو كاذب يخادع نفسه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012