أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


المُحاضِر..

بقلم : احمد حسن الزعبي
11-04-2013 12:50 AM
وضع فنجان قهوته على الطاولة، أغلق عليه باب غرفته، قام بتشغيل جهاز الكمبيوتر ، ثم دفع «cd» الموسيقى الهادئة في قرص التشغيل.. فتح ملف «word» جديداً، وما إن بدأ يكتب التاريخ والعنوان حتى انطلق صوت المكنسة الكهربائية الخشن خارج الغرفة، نهض عن كرسيه غضبان فتح الباب بعنف، ثم صاح بزوجته: «اطفي المكنسة، مش شايفيتني بكتب، عندي محاضرة»! وبالفعل أطفأت الزوجة «الماكينة»، وسحبتها إلى الداخل، فعاد إلى مقعده يستأنف الكتابة، وما إن طبع العبارة التالية: «لم يعد خافياً على أحد أن عصر...»، حتى برز صوت خلاط الجزر من المطبخ، ترك لوحة المفاتيح ثم خرج من جديد لمعرفة قصة زوجته، التي لم تدع أداة مزعجة إلا واستخدمتها أثناء خلوته.. اقترب منها قائلاً بمزيد من عبارات ضبط النفس: «الله يعطيك ألف عافية، بعرف انك بتتعبي، وشغل الدار كثير، عشان هيك بقول لازم تنامي ثلاث ساعات على الأقل، حتى أكتب المحاضرة»، ففهمت الزوجة أن هذه الأمنيات اللطيفة تحمل في طياتها تهديداً مبطناً، فتركت المطبخ وقعدت في غرفة الجلوس، تتابع قناة «فتافيت»،
بعد دقائق خرج الرجل مهدداً أحد الأولاد بضرورة تخفيض صوت «البلاي ستيشن»، وعدم الإزعاج، متبعاً تهديده بعبارة «إن شاء الله بسمع نفس»، وبعد أقل من خمس دقائق قام وأسكت ابنه الأوسط بعد أن لوى «إذنه» 360 درجة بسبب صراخه المتواصل، وعندما تعالى صوت الضحك في الصالة، كان يخرج والنظارة بالكاد تجلس على حافة أنفه، يصفع كل من يضحك بمقدار الضحكة ويعود إلى الكتابة..
الأمر لم يكن يقتصر على أهل البيت فقط، أحياناً إذا صدر صوت في الحي، أو من بيت الجيران المقابل، كان يخرج رأسه من النافذة، ويصيح بأعلى صوته ويهدد بالطريقة نفسها: «هي أنت يا.. شوي شوي.. مش عارف أكتب.. عندي محاضرة»! بقي على هذه الحال حتى تحوّل البيت إلى مجموعة من التماثيل الصامتة كلّ يجلس في مكانه.. لا كلام، لا ضحك، لا حركة، لا نفس، فبدأ يحضّر لمحاضرة الغد التي اختار عنوانها «خطر تقييد الحريّات في العالم العربي»!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-04-2013 01:02 AM

لم نفهم ماذا تقصد. هل تقصدمنظرى الحكومات ,ام اساتذة الجامعات

2) تعليق بواسطة :
11-04-2013 01:11 AM

مبدع كالعادة استاذ احمد

3) تعليق بواسطة :
11-04-2013 09:39 AM

هناك قانون جديد بمصر للأجتماعات العامه
وهي فرصه لأحد الأحزاب ان يتظاهر ضد هذا القانون من عمان.على انه من نفس الفصيل
لكن لامشكله دعهم يخرجوا رؤوسهم ويقولوا صدتوا رؤوسنا.ايها الصنف الآخر بدنا نعرف انام بقصر الأتحاديه.

4) تعليق بواسطة :
11-04-2013 10:04 PM

المقصود يا جماعه ان الكاتب نفسة الذي يكتب عن قمع الحريات مارس القمع ضد زوجته و اولاده و اهل الحارة ...

5) تعليق بواسطة :
11-04-2013 11:05 PM

رائع ايها الزعبي الاصيل احب دائما اقراء مقالاتك لانها تذكرني بالهويه الاردنيه الاصيله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012