أن من المهم التنظير الفكري للثورات العربيه كما يطرح هذا المقال , فالواقع أن أصعب المعارك وأشدها طولا هي المعركه الثقافيه مع الموروث والأجابه على أسئله هامه مثل ,هل تريد الشعوب العربيه الأنتقال للحقبه الديمقراطيه بما فيها من قبول منظومه قيًميًه متكامله من أحترام الحريات الفرديه والحريات الشخصيه وحقوق المرأة وحريات الأداب والفن والأبداع ومدنيه الدوله وأزاله كافه التابوهات (الدين,الجنس,السياسه) كما يتم ممارستها في ديمقراطيات العالم ؟؟؟ أم سوف يسلك العالم العربي نموذجا خاصا يراعي خصوصيته الثقافيه كما خلصت الثورة الأيرانيه الى ثيوقراطيه بنكهه تدوال السلطه ؟؟
أن من عيوب الثورات العربيه أنها أتخذت اهدافا متعددة تختلف بأختلاف الثائرين الذين كانت قضيتهم جميعا تغيير الأنظمه دون وجود قيادات تنويريه للثورات كما في مختلف الثورات التاريخيه سواء الفرنسيه أو البلشفيه أو ربيع أوروبا الشرقيه او جنوب افريقيا كان هناك وضوح في الأهداف والقيادات في الثورات جميعها . ولهذا نجد تباين شديد في ألرؤى في الثورات العربيه بين السلفيين مثلا الذين يريدون الدوله الدينيه والليبراليين الذين يريدون الدوله المدنيه مما يعرض الثورات العربيه للأنزلالق في نزاعات تصل للحروب الأهليه .
بالإضافه لما تفضل به الاستاذ الدكتور محمد ابو رمان و التعليق القيم من الاستاذ عبد الله فإنني اود ان اضيف ان السلفيه الحديثه بالغه الخطوره لأنها مخترقه من ثلاثه محاور.
-- الاول هو التوجيه الإعلامي المكثف للجماهير بتمويل ممن يفترض انهم خصومها وهم قيادات الدول البتروليه العربيه مما جعل رسالتها الإعلاميه المؤثره بيد من تختارهم تلك الجهات المموله .
-- ثانيا الفكر الصحراوي الذي يخشى التطور المدني و يريد ان يخضع الحضارات المستنيره الثلاث في العراق و مصر و سوريا عملا بمبدأ أطفئ النور لديهم قبل ان يشعلوا النور لديك.
-- و بلجأ الفكر السلفي الى ترويج فكره ان الإسلام اتى من الصحراء لحكمه لذلك هي المناره و في ذلك فهم سطحي يربط الإسلام الاممي بالصحراء مكانا و زمانا و مظهرا و سلوكا .
-- لذلك تزدهر السلفيه في المناطق الصحراويه العشائريه لأنها تمثل فرصه لأهلها لغزو المدينه و الريف بقيمهم الإجتماعيه و حتى نمط لباسهم مغلفه ذلك بغطاء ديني.
-- ثالثا إستقطابها للمهمشين في المدينه و الريف و توظيف حقدهم على ما اصابهم لخدمه اهداف سياسيه و يشتد الامر خطوره بتدريبهم و تسليحهم و تمويلهم .
-- إن الإنضباطيه الصارمه لجميع السلفيين في تجنب تام لأيه اهداف إسرائيليه او اي من امراء البترول يشي بأن هنالك من يضبط المشهد السلفي و يحسن توجيهة..!!
-- إن السلفيه الحديثه هي تحالف قوى الصحراء مالا و فكرا و نمط حياه ضد الحضاره المدنيه ممثله بالمدينه و الريف لذلك تجدها تنظر بإعجاب إلى الامويين إبتداء بمعاويه فهو القائد البرغماتي النموذج الآتي من الصحراء و أخضع المدنيه و اسس مملكه لأولاده من بعده تشمل الإثنتين و ذلك حلم يراود قاده دول البترول .
-- ان إمكانيات السلفيه الحديثه هائله و لكن سيغلبها دهاء المدنيه بالإستيعاب فما جرى مع ابن تيميه قبل تسعمائه عام بإستعمال فكره كجسر ثم سجنه لحين وفاته تلاها تشييعه بجنازه مهيبه سيجري مع اتباع فكره اليوم.
-- السلفيه الحديثه هي إنتفاضه الصحراء المسلحه.
تحيه لأستاذنا المغترب . أن من الواضح أن المعركه هي داخل العالم العربي فهي معركه" الحداثه مع الموروث" , ومن المؤسف كما طرح الأستاذ المغترب أن البترودولار قد عزز التيارات السلفيه واصبحنا ننضر "ولبالغ الأسف "لحضارتنا الأنسانيه العميقه من منظور التيارات السلفيه المتشددة , وأنا أعتقد أن هناك تقصيرا كبيرا وأنسحابا لعقود طويله للمفكرين والتنويرين العرب مما أدى الى غياب القاعدة الفكريه ألتي تحتضن التغيير وتجعل له اسس ثقافيه وحضاريه مستمدة من حضارتنا وتأخذ بالمشارب التاريخيه المستمدة من التجارب المضيئه في تاريخنا مثل الفترات الأندلسيه والعباسيه والتي احتوت على كافه عناصر الحياة المتحضرة من العلم والأدب والفن والطرب والترجمه والطب , ولذلك فان احتكار تفسير تاريخنا من قبل أدوات البترودولار (مشايخ سلفيين , محطات اعلاميه , مال ) أعطى صورة قاتمه لهذا التاريخ وكذلك المستقبل . كذلك فان من المؤسف أن الحقبه التي نعيشها هي حقبه الأستهلاك والكسل الفكري مما جعل الجمهور مهيئاَ للوجبه الجاهزة المقدمه من قبل الشيخ السلفي أو الأغنيه الخليعه , ولا يوجد أعمال للعقل لفهم تاريخنا وحضارتنا وماذا نريد أن نكون في هذا العالم .
.كذلك فان أنعدام وجود انظمه متنورة في المنطقه العربيه تؤسس للديمقراطيه , وهذا الأنظمه لجأت دائما للحل السهل وهو الحل الأمني وأسكات المعارض والمخالف مما خنق كل البراعم الفكريه وأوجد جوأ خانقا لا يساعد على تطور الفكر الحر .
-- سيدي, تشرفت بلقاء العالم المستنير الشهيد عبد المجيد الخوئي قبل طعنه بالسكانين لدي زيارته للعتبات المقدسه بالعراق بيد شيعيه ولم تشفع له قدسيه الموقع و لا مكانته ولا كونه إبن ايه الله العظمى ابو القاسم الخوئي اهم مرجعيه شيعيه في العصر الحديث .
-- و مما قاله لي وكأنما كان يتنبأ بمقتله على يد التطرف الشيعي المبرمج ايضا ان خطأ القيادات العربيه التحرريه و التقليديه كان في تصفيه و سجن و ملاحقه القيادات الإسلاميه ذات الثقل الشعبي.
-- و لم تفطن تلك القيادات ان الفراغ سيعبئ من قبل قيادات جديده قدرتها على المناوره تفوق قدرتها على التوجيه فتغير وجه الخطاب الإسلامي و اصبح يستقطب الاقدر على المقاومه فحلت القوه في المقام الاول وتراجع الفكر للمقام الثاني.
-- و قال ان الحسين رحمه الله ادرك ذلك فلم يتصدى للإخوان المسلمين و لا للصوفيه فكانوا صمام الامان الإجتماعي في ضبط التطرف .
-- لقد شكل الامير الحسن اخطر تحد للتطرف الديني المسيس بإدراكه المبكر ان ""الدور الاهم لآل البيت هو قياده الامه لا حكمها ""فكانت دعواته المستمره للتجسير بين المفكرين الإسلاميين يستقطبهم من كل مكان,
-- لكن ضعف الإمكانيات و خلق العراقيل لنهج الحسن قابله موارد غير محدوده لدعم خطاب ونهج التطرف المسيس في العالم الإسلامي مما اضاع الكثير من الجهد المبذول.
وللأستاذ عبدالله إحترامي
أتفق معك سيدي مئه بالمئه , فغياب القيادات الدينيه المتنورة سمح فقط لمن يعتبر السجن شهادة في الظهور , وتم أختطاف الخطاب الديني المتسامح للأمه , وأفتقد الناس الرؤيه والهدف فيما نريد من الحياة , فتلك التيارات المتشددة لا تقدم رؤيه أيجابيه في وجود الأنسان وتقديمه لبًنه جديدة في بناء هذا العالم وتشَرعن النهج العنيف في التعامل مع المختلف في الرؤيه . أما دور آل البيت فأتمنى أن يكون الطرح الذي تتفضل به , وأعتقد أن دور آل البيت يشبه دور الجيش في تركيا والباكستان والجزائر وهذا ما يسير عليه المخزن المغربي , فهشاشه المجتمعات العربيه السياسيه تسمح للتيارات المتشددة باختطاف المشهد السياسي وعدم التسامح مع الآخر .