أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


هل أنت مع الحراك؟

بقلم : حسين الرواشدة
13-04-2013 12:36 AM
قيل أن أحد الاطفال في الزرقاء سأل رئيس الوزراء خلال زيارته للمدينة: هل أنت مع الحراك؟ فأجابه الرئيس: نعم مع الحراك وحراكي أيضاً.

لا أدري - بالطبع - اذا كان الدكتور النسور قد توقف امام هذا السؤال “الطفولي” كما توقف امام الشباب الذين ناشدوه ان يضع “نموذج” وصفي التل امام عينيه لكي يشعروا بالاطمئنان.. لكن ما يهمني - هنا - هو هذا “الوعي” الجديد الذي دفع “الطفل” الى التركيز على “الحراك” ومحاولة معرفة موقف الرئيس منه، فيما كان - يفترض - ان لديه عشرات الاسئلة حول قضايا تهم “اطفال” المنطقة هناك ابتداء من “احوال” المدرسة الى العنف الى الفقر والبطالة..الخ.

ما شهدناه في اربد، امس، ربما يجيب على “سر” تغلغل “وعي” الحراكات في ذاكرة الناس، حتى الاطفال منهم، فبعد اكثر من عامين على الاحتجاجات في الشارع، نكتشف بأننا امام “مجتمع” قد تغير حقاً، ومهما حاول البعض ان “ينكر” ما حدث، فان أعين “الناس” اصبحت مفتوحة على “حدث” جديد، عنوانه: الاحتجاج والمطالبة وعدم السكوت على الخطأ والاصرار على “التغيير”، وبالتالي فنحن امام “جيل” مختلف، ووعي لم يسبق لنا ان عرفناه، وهذا ما يستدعي “الانتباه” الى حركة الشارع، وحالة “التمدد” والتصاعد في شعاراته ومواقفه، ولنا ان نسأل أنفسنا هنا: لماذا لم “يطوِ” الناس الصفحة بعدما قدم لهم من “وصفات” اصلاحية، ولماذا لا يزالون يخرجون للشارع؟

قبل نحو أسبوعين، ذكر لي أحد الناشطين في اربد، ان الحراكات تستعد لمسيرة ضخمة يوم الجمعة (امس بالطبع)، سألته عن الاسباب التي جعلت حراكات المدينة مختلفة عن غيرها، فقدم لي أسبابا عديدة لذلك، قال: ثمة انسجام واضح في “خارطة” الحراك في اربد، فالجميع يشاركون فيه من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية، وثمة “روح” جديدة دبت في المدينة بعد وصول “اللاجئين” السوريين اليها، وثمة غياب واضح “للوسائط” الاجتماعية التي يمكن ان تتدخل لمنع الشباب من الخروج في الاحتجاجات، وثمة احساس لدى كثير من الشباب بأن التغيير تأخر، وبأن احوالهم تسوء.

الصورة في الطفيلة ومعان امس، كانت ايضا مشابهة نسبياً، فاحتجاجات المدينتين حافظت على “ايقاعها” المعتاد، وحالة “الناس” التي عبروا عنها تشير الى الاحساس ذاته، والمخاوف ذاتها، ومهما قيل ان “المسيرات” اصبحت مسألة اعتيادية، ومفهومة في سياقات السياسة ومناخاتها الداخلية وفي ظروف الاقليم وتحولاته، فان هذه “الاعتيادية” بعد عامين واكثر لا تكفي لفهم ما يحدث، ولا “لتقدير” الموقف الذي اصبحنا فيه، مما يضطرنا مرة اخرى للتنبيه بأننا نحتاج الى منطق آخر للتعامل مع “مطالب الناس” منطق يقوم على ضرورة “تغيير الصورة” ودفع استحقاقات الاصلاح، والتوقف عن المراهنة على “تراجع” اصوات الناس، وعلى “ضعف” الحراكات وانحسارها.

افضل اجابة يمكن ان نبدأ فيها للرد على “الحراكات” هي العبارة التي قالها الدكتور النسور بعد زيارته للزرقاء: “لا يوجد رأس فساد عصيّ على الكسر”، لكن هذا الكلام الجريء - بالطبع - يحتاج الى تفعيل لكي يراه الناس على الارض، أو ان يلمسوه بحضور تلك الرؤوس امام “منصة” العدالة، وأكاد اجزم ان أمام الدكتور فرصة لكي يفعل ذلك، على الاقل، ليرد على سؤال “الطفل” الذي التقاه في الزرقاء، أو لكي يستعيد جزءاً من ذاكرتنا التي ما تزال تحتفظ لوصفي التل بالتقدير والاحترام.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-04-2013 12:55 AM

صحيح ان هناك نقاط عديده في ما كتبت حضرة الكاتب ولكن ايضا اسئله اخرى تدور في ذهن اي مواطن وانا واحد منهم .

اذا كان ما تقول ان رئيس الحكومه قال ما قال حول روؤس الفساد .السؤال لماذا لا يعطى الفرصه وهو لم يشكل حكومته كحق له وليس تاييدا لمشروعه وعليه نتسائل لماذا نامت الحراكات المتاسلمه وعادت اليوم .

اما السؤال الثاني فما المقصود بما ضمنت في مقالك
"وثمة “روح” جديدة دبت في المدينة بعد وصول “اللاجئين” السوريين اليها.
هل يا حضرة الكاتب تريد ان تقول ان السوريين لهم القدره على اثارة الاردنيين في الاصرار على الاصلاح ام نقل التجربه السوريه وهل ترى ان تجربتهم مثاليه لتعليمنا ؟ام ان هؤلاء قد يكونو من بين من يمكن استخدامهم لزيادة عدد المشاركيين في الاعتصامات بحيث يمكن ان تصبح مليونيات الجزيره والعربيه في اربد وبنكهه سوريه .

حسنا فعلت انك اشرت الى ذلك فكلامك في صميم الموضوع وقد يكون من حسن حظ الاردنيين ان بينهم اصحاب خبره في الثورات ويمكن التعلم من تجربتها الدمويه .
كما كتبت في تعليقات اخرى اتوقع واكاد اجزم ان الاخوان المسلميين استثمروا ويستثمرون في ارواحنا شانهم شان النظام ولذلك سيجدون داعمون جدد من الاخوان السوريين اصدقاء القاعده وجبهة النصره وقد يستطيع الاخوان من حصد ما قدموه لثوار سوريا بحيث يرد السوريين الجميل لحركتهم القادمه في الاردن وهذا ما لن يحدث لان هذه الحركات اصبحت في العنايه الحثيثه وما قيامتها الا قيامة الميت وخاصة في الاردن .

2) تعليق بواسطة :
13-04-2013 06:36 PM

صدقت يا رواشده الوعى الحراكى ينتشر ويتوسع -والفرج قريب بعون الله-

3) تعليق بواسطة :
13-04-2013 07:38 PM

ماتسميه وعي حراكي هو تضليل جديد . استمرارا للتضليل القديم بوجه اخر . وكله في النهاية تضليل .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012