أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


نحن بحاجة إلى نوع آخر من الرسائل

بقلم : د. رحيّل غرايبة
21-04-2013 11:22 PM
المجتمع الأردني بحاجة الى رسائل أخرى مختلفة مضموناً وقيماً وأهدافاً، وأكثر احتراماً للعقل، وأقدر على تحقيق الكسب الجماهيري، وأحسن أداءً، وتترفع عن مستوى الأداء 'البلطجي'، وتبتعد عن المظاهر القشورية والسلوكات السطحية والالعاب البهلوانية.
نحن بحاجة الى رسائل ذات مضمون حضاري راق ٍ، تحمل أفكاراً مدروسة، وتقدم حلولاً معقولة، وتسدي نصائح مخلصة، وتصوغ تصورات واقعية منطقية، تحظى بالقبول العام، وتطرح بدائل ذكية ومقنعة، تُشعر المواطنين بالثقة والطمأنينة والأمن المستقبلي، على وطنهم ومقدراتهم ومستقبل أبنائهم.
الجمهور الأردني أحوج ما يكون الى جهود وبرامج عملية واضحة، تعالج نوازع الفرقة بين مكونات المجتمع، وتطفئ نار الفتنة، وتشعل الحماسة في نفوس الشباب نحو خدمة الوطن، والانخراط في مشاريع البناء والتنمية، في أغلب الأحياء والقرى، وفي مختلف المناطق المهمشة، واقتراح المبادرات الطوعية التي تسهم في حل المشكلات الكثيرة والعديدة والمتفاقمة، على كل الأصعدة وفي المجالات المختلفة.
نشعر بالحاجة الجماعية الملحة نحو التغير والاصلاح الوطني الشامل، وفي الوقت نفسه نشعر بالحاجة الأشد نحو امتلاك أدوات التغير وامتلاك أوراق القوة الجمعية، الملتزمة بالنهج السلمي العقلاني، الذي يتميز بالعمق الفكري وقوة الطرح وبعد النظر، والترفع فوق السفاسف، والبعد عن تسطيح المسائل.
ينبغي أن نعلم أن المجتمع الأردني مجتمع واع ٍ، ومثقف ويختزن كفاءات كثيرة، وعقول ناضجة، وعزائم متوقدة، وفي الوقت نفسه لديه انتماء عميق لتراثه الحضاري وهويته الثقافية الاسلامية، ولديه حس قومي عروبي متقدم، يحتاج الى احترام وتفهم وحسن تعامل، ويحتاج الى طرح المفهوم الواسع للإسلام والفكر السمح المعتدل، الذي يحارب التعصب المقيت، والطرح الضيق المتزمت، ويبتعد عن الغلو والفظاظة والغلظة التي تنفر الناس وترعبهم وتملأ نفوسهم توجساً وقلقاً.
ينبغي الحرص على ذلك السلوك السياسي الذي يصنع المشاركة ويحقق التعاون المثمر بين أفراد المجتمع ومكوناته من أجل صياغة قوة مجتمعية موّحدة على رؤية اصلاحيَّة توافقية، قادرة على الانتقال بالأردن نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، المزدهرة، القادرة على تحقيق العدالة والأمن والرفاه واقتصاد الكفاية من خلال الاستثمار في الانسان الأردني المتميز.
بعد مرور ما يزيد على عامين من التفاعل والحراك المجتمعي الواسع، نحن جميعاً بحاجة ماسة الى وقفة تقويمية جادة، تتناول كل الأساليب والطرق التقليدية السابقة التي تم استعمالها والتي تفتقر الى الفعالية المؤثرة المطلوبة، بطرق علمية منهجية مدروسة، تبتعد عن أساليب الاستعراض وتخلو من السطحية.
الاصلاح الحقيقي بحاجة الى جهد متواصل وعمل دؤوب وتدريب وتأهيل مستمر من أجل توضيح الرؤية وانضاج الطروحات النظرية، وتقديم المشاريع العملية والانخراط في المبادرات الطوعية التي ترفع من سوية الفهم وتكسب الأفراد المهارات المطلوبة والقدرات العملية التي تتبنى منهج إشعال الشموع وتتخلى عن أسلوب لعن الظلام.
لقد هالني منظر الطلبة الماليزيين الذين استيقظوا باكراً وبدأوا بعد صلاة الفجر بالقيام بحملة تنظيف شارع جامعة اليرموك في أربد، بطريقة منظمة، بعيداً عن الضجيج الاعلامي والعمل الاستعراضي، ليعلّموا أبناءنا وشبابنا معنى الانتماء والولاء الحقيقي، وكيفية التعبير عن حب الأوطان بطرق عمليّة، بعيداً عن الزيف والتملق والنفاق والرياء، وأعتقد أن هذه الحملة التي قام بها الطلبة الماليزيون المغتربون تساوي (100) مسيرة وألف استعراض.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-04-2013 05:49 AM

كلام رائع جدا وتحية شكروتقدير الى الطلبة الماليزيين وكم تمنيت على التلفزيون الاردني اواي محطة فضائية ان تجري معهم لقاء وان تقوم بلدية اربد وجامعة اليرموك بتكريمهم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012