أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


تلـ «خراف»

بقلم : احمد حسن الزعبي
24-04-2013 02:02 AM
ما زلت أصحو في تمام الثامنة، أغسل وجهي «سادة» بدون صابون، أمشط شعري بمشط اقتنيه منذ 6 سنوات، أمارس جولتي اليومية، آخذ خبزاتي من مخبز صديقي غازي وأناكف أبو هيثم وهو يصافح بيت النار بيده العنيدة، واستنجد بـ»أنور» اذا احتدم التحدي بيننا،نحلل على عجل مباريات الدوري الممتاز، ثم اهمس بإذنه ان يصنع لي منقوشة زعتر لـ»الحجة»،آخذ خبزاتي ثم أتوجه لأخذ النصف الثاني من إفطاري صحن الحمص وكيس الفلافل، وأكمل دورتي نحو الشيخ نصر أتناول دلو رايب من ثلاجته العريضة، وعلبة لبنة، وأعود الى بيتي....
بعد الإفطار، أفتح «كمبيوتري» المحاذي لركبة أمي، أطالع الصحف والمواقع، أقوم بالردّ على رسائل الواردة على بريدي الاليكتروني، وأكتب ما يمليه على ضميري ولواقط حدسي ..باختصار ما زلت على قيد الحياة، اكتب مقالات في السياسة فترمى في سلال المهملات..أكتب مقالات في «المهملات» فتنشر مع مقالات السياسة..فأحتار بماذا اكتب؟؟؟..لكل الذين اعتقدوا اني مسافر او مريض او معتقل في الأيام الأخيرة أقول لهم:
أنا «مليح»، ما زلت على قيد مواطنتي..لكن كيف لي أن أخبركم أنني ما زلت أتنفس وأقاوم وآكل وأشرب وامشي على قدمي وكل الوسائل أمامي مغلقة ..
قبل ربع قرن كانت الراحلة كوثر النشاشيبي تقدم برنامج اسمه «رسائل شوق» تربط فيه الأقارب بالانسباء بالجيران بالحبايب من خلال بث يومي في ساعة محددة...رحلت كوثر النشاشيبي،وانتهى «موديل» هذه البرامج..حتى برنامج ما يطلبه المستمعون الذي كان يطرب رُبع مليار عربي بالأغاني والأشواق والمحبة انقرض وبرز مكانه برامج حوراية «شوارعية»!!...
كيف أطمئنكم إنني ما زلت على قيد الحياة والحياء، وكل السبل مقطوعة وكل الصفحات محجوزة للمناكفة حتى إشعار آخر ..لم أجد أمامي سوى ان اكتب لكم مقالاً « دايت» كهذا، أوصل من خلاله عدة رسائل وتوضيحات:
اولاً : ان كتبت لكم عن الزنجبيل وإكليل الجبل و «لسان الثور» لا تلوموني ...فأنا أكتب في حدود المسموح والمخفي أعظم..
ثانياً: أحياناً تداهمني قشعريرة الكتابة فارتجف خوفاً على وطني واكتب مقالاً عن تفاصيله ومفاصله لكن للأسف يمنع ...مما يضطرني ان اكتب مقالا في اليوم التالي عن «الهريسة» و»أصابع زينب»..و»ام علي»..وغيرها من موزموزيلات»ألحلويات»..فالكتابة عن الجرح يدمي أما عن الحلويات فيغني..
ثالثاً: لم أجد وسيلة أمرر فيها سلامي لكم دفعة واحدة،وأحلل فيها قرشي مرة واحدة، وأمرر مقالي من بين أصابع التحرير الا من خلال سرد اليوميات التي لا تسمن ولا تغني عن وطن..
رابعاً : حاولت أن أرسل إليكم مقالاتي مربوطة بأرجل الحمام الزاجل كما كان يفعل السابقون في مراسلاتهم ..فاكتشفت ان نصف الحمام في بلدي «قليل خواص» والنصف الآخر «مدوبل» فلم أعد أتمن أحداً على كلامي حتى لساني..
أخيراً، شكراً لساعي البريد..على تحمله لهذا التلـ»خراف»(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-04-2013 02:14 AM

بالفعل يااحمد شعبك خراف.

2) تعليق بواسطة :
24-04-2013 06:52 AM

اسعد الله صباحك
طفل باالعاشرة من عمرة يعرف ماذا يحصل
وطنا صغير الحجم ولكلمة دوارة على الحارات والازقة وكلنا فضوليين وكلنا لساننا طويل . اذكر مسلسل صاحب الظل الطويل . واستبدلة يا صاحب القلم الحر نسمعك من دون ما تحكي ونقرأ لك من دون ما تكتب . لك الله يا وطني وحفظك من كل شر وفتن فهذا وقتها . لعن الله من ايقظها . لك كل الحب والتقدير والاحترام والشمس ما بتتغطى بغربال

3) تعليق بواسطة :
24-04-2013 08:17 AM

عزيزي الكاتب المحترم أحمد حسن الزعبي.
سلام الله عليك ورحمةه وبركاته.
أما بخصوص الحمام الزاجل, فهذا الحمام كان يستخدم في زمن خلت من مباني الخابرات التي تلتقط أي نوع من الحمام (المسالم), لهذا أقترح عليك وعلى أبناء الشعب عامه أن يستخدمو الصقر أو العقاب (كلاهما مجربين - يصل إلى الهدف ويوصل الأمانه بقوه ولا أحد يستطيع أن يوقفه لا مباني ولا دواوين), وهذا للجادين ولكي تضمن وصول صوتك ورسالتك.

4) تعليق بواسطة :
24-04-2013 09:20 AM

جولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة تحياتي الى الكاتب

5) تعليق بواسطة :
24-04-2013 11:05 AM

يا الهي استاذ زعبي جملتك ""أحياناً تداهمني قشعريرة الكتابة فارتجف خوفاً على وطني"" ألهبت مشاعري بحب الاردن بينما من حولك استاذ زعبي تلونت الاقلام ومالت مع ميلان الفساد والرشوة والمحسوبيه أنا انصحك بزيارة طبيب وتنسى ما قاله أخونا و حبيبنا جان جاك روسو بأن الحرية صفة أساسية للإنسان، وحق غير قابل للتفويت، فإذا تخلى الإنسان عن حريته فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقوقه كإنسان.وحض راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس و نادي على كرمه العلي تغطيك وتناولك حبة البنادول عشان تروح القشعريره. ونوما هانئا هادئا ابعد الله عن احلامك وجوه الفساد والفاسدين لانهم وحوش كاسره من الصعب عليك محاربتهم لانك الوحيد الذي يصاب بالقشعريره..

6) تعليق بواسطة :
24-04-2013 02:01 PM

والله يا زعبي لو تكتب عن البرسيم والبقر البلدي لاقراء مقالتك .لو تكتب عن الاعراس بالرمثا او الهوشات بالحارات فان كتابتك تطرد كابتي وتفرفحني شويه .عارفين يا زعبي شو يواجهك ويجابهك وكيف .ما هي حارتنا (الاردن )قد ..... العقربه ولك خالص محبتي .

7) تعليق بواسطة :
24-04-2013 06:20 PM

لا تجهد بالك ولا تغلب حالك يا زعبي فالمكتوب معروف من عنوانه لكن بحب اطمنك انه نسبة المرتجع من الجرايد بتزيد يوم عن يوم وشوف رايح تسمع والله اعلم انه اكبر جريده من جرايد البلد ما انباع منها الا عشرين او ثلاثين وحده بالاضافة الى الجرايد الى بتروح لمكاتب المسؤولين الى بتعرفهم مشان يشوفوا شو كتب الزعبي وامثاله لذلك وعلى ضوء ما تقدم اكتب ولزق على الحيطان او حط مقالاتك في اقرب مول بوزع نشراته حول التنزيلات لبضاعته الى قربت تنتهي مدتها ولك كمشة سلامات .

8) تعليق بواسطة :
24-04-2013 09:45 PM

تحياتي لك من أرض الأنباط ، لقد عبرت بكلمات قليلة عن مشاعر كل الغيورين المنتمين إلى رائحة الشيح والقيصوم والثرى المجبول بدم الشهداء ، عبارتك هذه تعكس حال الكثيرين ولكنهم لايكتبون للأسف لأسباب ملونه ، يكفي قولك : "أحياناً تداهمني قشعريرة الكتابة فارتجف خوفاً على وطني" و أنا أقول : إنني أرتجف كعصفور بلله القطر خوفا على المواطن وقد سرق رغيفه ومنع من الأحلام الممتعه . شكرا أستاذ زعبي وزادك الله حياة طيبة وحياء كونه شعبة من شعب الإيمان .

9) تعليق بواسطة :
25-04-2013 12:39 AM

لقد صفّوا بلادي افلسوها **** وصبّوها بأرصدة المصفي

وقد صرفوا دماء الشعب نقداً *** وما حفلوا بنحوي أو بصرفي

وأنت قريحتي والارض روحي *** أعيذكِ بالثرى من أن تجفي

ألا فلتغرفي من نزفِ قلبي *** معينكِ لا يضيقُ بكل غرفِ

فحب الحق أسرج لي جوادي *** وانت التُرسُ ولأشعار سيفي

أرد به الخنا عما تبقى **** من الاردن في العصر المسفِ

فخصخصةٌ ولصلصةُ وعهرُ **** وثرثرةُ مغطاةُ بزيفي

وقبحُ ظل يتركنا لقبحٍ *** وسخفٌ راح يسلمنا لسخفِ

أخاف على بلادي من بلادي *** كأن قصورها شيدت لنسفي
فقد شدت على قططُ سروجها *** وأين رؤوسهم من نعل وصفي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012