أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


طنجرة «بوسطن»

بقلم : احمد حسن الزعبي
25-04-2013 01:25 AM
رغم كل المجاملات الرسمية التي يقولها بحقنا قادة الغرب وأميركا عند زيارتهم لدولنا ، ورغم كل الحملات الإعلامية والإعلانية التي تنفقها الدول العربية والإسلامية لتبييض صورة شعوبها أمام المجتمع الغربي، بأن المواطن العربي هو إنسان يحب السلام ويكره العنف وينبذ الكراهية، إلا أنه في حادثة ما، كانفجار بالون في احتفال مدرسي أو كسر لوح زجاجي في بناية، فأول ما يفكرون فيه هو الاشتباه في العرب والمسلمين، ثم تبدأ محطات التلفزة العالمية بالحديث عن مشاهدة مشتبه فيه يحمل ملامح «شرق أوسطية».
ترى كيف نتخلّص من ملامحنا الشرق أوسطية حتى لا نبقى محط اتهّام ومطاردة وتقصّ، ومن ثم جرّ الويلات على دول بأكلمها كما فعلوا في أفغانستان والعراق دون ذنب يذكر.. هل نجري عمليات تجميل جماعية وعلى نفقة الأمم المتّحدة حتى نتخلص من ملامحنا (موضع الاشتباه)، ولكي يستطيع طلابنا أن يدرسوا في تلك الدول، ومرضانا أن يُعالجوا، وسياحنا أن يتنزّهوا دون تحقيق أو احتجاز أو مراقبة أو مضايقة أو «تسفير» إلى غوانتنامو الصامدة؟
بصراحة بعد أحداث سبتمبر، وأنفاق مترو لندن، وطنجرة ضغط «بوسطن»، وقطار كندا خطر لي.. بضرورة تغريب النكاح العربي من الآن فصاعداً، ولا أقصد تغريبه الأخذ من الغرب فحسب، بل و«فلبننته» و«صيننته» و«أسينته» و«أفرقته» ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. من خلال تشجيع الزواج من الفلبينيات والصينيات والإفريقيات علّ «الملامح» العربية أو الشرق أوسطية - على حد تعبيرهم - تتبدد وتختفي في غياهب التمويه.. وبالتالي نستطيع السفر والحركة والتجارة بحرية إلى أميركا دون أن تطاردنا عناصر من الـ«إف بي آي»، أو غيرها، ودون أن تشك فينا عاملة النظافة في الفندق، أو يشي بنا حامل الحقائب في المطارات.
منذ أن قالوا إن انفجاراً حدث في بوسطن،وإحباط عملية إرهابية في كندا، ورغم معرفتهم بهوية الفاعلين، إلا أنني أتلمّس خريطة الوطن العربي صباح مساء وأتفقد الدول العربية دولة دولة، كما أتفقد أصابع يد طفلي الصغير، خوفاً وقلقاً مما هو آت، فإذا انفجرت «طنجرة ضغط» في بوسطن، فهذا يعني أننا سنسمع صفير سيارات الإسعاف عندنا.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-04-2013 05:48 AM

لن تتغير وجهة نظرهم بأننا مذيلين وبقتراحك فقط سيتغير مقاس الذيل ولونه عند تغريب النكاح بدون تغيير لحن الصافرة

2) تعليق بواسطة :
25-04-2013 06:49 AM

أخي أحمد،

المشكلة أعمق وأكثر تشعبا من أن تعالج في مقال ساخر.

علينا أن نبحث في داخلنا عن الأسباب التي قادت الغرب إلى التوجس خيفة منا. علينا أن نعترف أننا قوم نخشى القوي ونستهتر بالضعيف، ونؤمن بالعنف وسيلة لحل المشكلات بصرف النظر عن طبيعتها. ثقافة العنف بكل أسف متجذرة لدينا، قابعة في أعماق وجداننا، نستحضرها في كل المناسبات. نحن "نربي" أبناءنا بضربهم، ونرضخ نساءنا بضربهن، وأول ما نتعلمه في المدارس الخوف من العصا.

ثم إن عقد النقص لدينا كبيرة ذلك لأن واقعنا يصطدم بما نقرأه في كتب التاريخ، ولأننا نرضع نظريات المؤامرة من صدور أمهاتنا ونلقي بأسباب خراب أوطاننا صغرت أو كبرت على عاتق الغرب وإسرائيل والصهيونية واليهود والاستعمار وكل شعوب الأرض إلا نحن.

علينا يا أحمد أن نقر بامراضنا قبل أن نبحث لها عن علاج. أقول هذا لا لابرأ "أعداءنا" مما نحن فيه بل لأن الله "لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". صدق الله العظيم.

3) تعليق بواسطة :
25-04-2013 07:33 AM

الى الاستاذ الزعبي تحية،وبعد:تتساءل يا استاذنا المحترم""هل نجري عمليات تجميل جماعية وعلى نفقة الأمم المتّحدة حتى نتخلص من ملامحنا (موضع الاشتباه""... أقول بكل بساطة:بل نجري عمليات تجميل جماعية لاسلوب تفكيرنا وعقليتنا,,فما الذي جعل الشرق والغرب يشك فينا،أليس الافعال وردود الافعال غير المدروسة،وعقلية أعدائنا العلمية المبنية على الدراسة ومنطق الأمور؟؟دائما نوجه الاتهام ولا نسأل أنفسنا لماذا نتهم من قبل الآخرين...أعطيك مثال يا أستاذ أحمد: أذكر في اواسط التسعينات قام شاب عربي متحمس بملاحقة باص طلاب يهود على جسر (بروكلين) في نيويورك وأطلق عليهم النار من مسدس، فقتل أحد الطلبة"وهو طفل"،ماذا كانت النتيجة، عمل نصب تذكاري على جسر بروكلين،مازال لغاية الآن يذكر بقتل هذا الطفل على يد (الفلسطيني المسلم)،ماذا سيحدث هذا عند كل من يقرأ هذا النصب التذكاري،،ولا تقل هذه دعاية صهيونية،لأننا كنا هناك والنصب التذكاري موجود...كل منا ينصب من نفسه عارفا ومطلعا على الامور،وهو لا يعرف إلا القشور،ويتصرف بإيحاءات الذين يخططون لدمارنا،وهو يحسب أنه يحسن صنعا،فيخدم الأعداء أكثر مما يخدمون أنفسهم...وما زلت أذكر حادثة المتفجرات المزعومة في الـ ( ثيرد أفنيو) في نيويورك،وكيف استغلت لتشويه صورة العرب المسلمين في 3 ولايات أمريكية،والعرب يتحدثون عن بطولات منفذيها...تماما كما أقرأ في بعض مقالاتك التي تشكك بالجكومة دونما تبصر بحقائق قد لا تعلن للجميع...تحياتي واحترامي للأخ الفاضل أحمد الزعبي

4) تعليق بواسطة :
25-04-2013 01:43 PM

عمليات التجميل للعقل والمعتقد المتخلفان لا للوجة فقط, وانا معك في تغريب النكاح عالرايح والجاي اي الاردني يتزوج من سرلنكية والاردنية تتزوج من سقلنكي على سبيل المثال لعل الله يغير مابهذه الامه العالة على الانسانية في الكرة الارضية. ويقال ان محاولات ناسا الامريكية بمعظمها تهدف الى ايجاد حياة لشعوب الغرب في تلك الكواكب وترك الارض من "ضيمنا" اي ترك الارض لنا وللشعوب الضالة امثالنا بمشاكلها وقرفها وتلوثها وتخلفها. ولعنة الله علينا.

5) تعليق بواسطة :
25-04-2013 07:31 PM

اخي العزيز احمد..

المشكلة ليست بالمظهر العربي...ابدا..ليست المشكلة بهذا..

6) تعليق بواسطة :
25-04-2013 08:16 PM

والله قد اثلجت صدري و أراحت بالي تلك التعليقات, و أرتني انه ما زالت هنالك بارقة أمل في هذا المجتمع. مع احترامي الشديد للأخ أحمد إلا إن هذا المقال يعبر عن وجهة نظر ساذج و سطحية لا تعبر إلا عن السياسة المعهودة بلوم الاخر و استعماله كشماعة نعلق عليها أغلاطنا .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012