أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


وقف الكارثة في سورية

بقلم : د. رحيّل غرايبة
26-04-2013 12:43 AM
ما يحدث في سورية كارثة إنسانية مروّعة، والشعب السوري والدولة السورية هما الضحيّة، وليس هناك بوادر لوقف المجزرة الدموية الرهيبة ووقف عملية التدمير التي تطال الإنسان والمنازل السكنية والمؤسسات والمساجد والآثار، ويتضاءل الأمل في إطفاء النار الملتهبة التي تأكل الأخضر واليابس.
المطلوب من العرب أولاً، ومن كل دول العالم الإسلامي شعوباً وأنظمة ومؤسسات بالتعاون مع الدول المحايدة أن تهب لإيجاد مبادرة جادة تسهم في وقف الكارثة الإنسانية وحماية الشعب السوري ووقف شلال الدم، وعمليات التقتيل والتشريد التي فاقت كل التوقعات المتشائمة، وأن تضع حداً للمجازر الدموية، عبر وسطاء نزيهين غير متهمين بالانحياز لأي طرف.
وفي هذا الصدد ينبغي تأكيد مجموعة ثوابت تصب في مصلحة الشعب السوري والدولة السورية ابتداءً وانتهاءً، كما ينبغي الابتعاد عن لغة الشتم والردح التي لا تخلق واقعاً إيجابياً يصب في المصلحة العامة للشعب السوري، ومن هذه الثوابت:
- رفض التدخل العسكري الأجنبي في حل المشكلة السورية، رفضاً قاطعاً، من جميع الدول بلا استثناء، سواء كان من أمريكا أم فرنسا أم الدول الغربية من جهة، مو من جانب روسيا وإيران وكل الدول الأخرى في هذا الحلف من جهة أخرى، فلّيس معقولاً أو يتم استنكار التدخل من طرف دون طرف، أو من جهة محددة وغض الطرف عن جهة أخرى، فهذا يمثل نظرة مختلة وسقيمة وغير عادلة.
- يجب وقف دخول العناصر والأفراد والمنظمات المختلفة إلى الساحة السورية، وفي هذا السياق، ينبغي أن يكون المنع عاماً وشاملاً، ولا يقتصر على جهة دون جهة أخرى، بمعنى آخر أكثر وضوحاً يجب الحيلولة دون دخول أفراد القاعدة بنفس الدرجة التي يمنع فيها دخول عناصر حزب الله من لبنان، أو بعض المليشيات من العراق أو من إيران، فليس من المنطق ولا من العدل تسليط الأضواء على المنظمات الجهادية وأتباع القاعدة، بينما تكون الحدود مفتوحة لجيش حزب الله، والمليشيات المقاتلة والمدربّة والمسلحة من العراق وإيران، واستقدام الخبراء والقناصة من كوريا ومن بعض الدول الشرقية.
وفي هذا السياق، إذا كان النظام السوري غير قادر على حماية حدوده، وغير قادر على ضبطها، وغير قادر على دخول العناصر المقاتلة من كل حَدَب وصوب ومن كل الجهات ومن كل الأطراف، وغير قادر على حماية المدنيين من الشعب السوري، وفقد السيطرة على الساحة السورية، وإذا كان النظام يدعي بأن كل ما يحدث من تدمير للمساجد وقتل وتشريد للمدنيين، وكل المقابر الجماعية وكل حوادث التعذيب ليست من صنع يده، ولا من فعل عناصره، ولا من 'الشبيحة' التابعين له، رغم استخدام هذه القوة المفرطة، ورغم استعمال كل ما لديه من أسلحة ثقيلة وجيوش وطائرات مقاتلة وطائرات مروحيّة ودبابات وراجمات صواريخ وأسلحة كيماوية على مدار عامين ونيف، لقد فقد مبررات وجوده، وإذا لم يعد قادراً على حماية شعبه وبلده، فيجب أن يستقيل من باب الاعتراف بالعجز على إيجاد الحل، كما ينبغي أن يفعل كل من يتحمل المسؤولية برجولة.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الاتهامات التي تطلقها المعارضة بحق النظام ومن خلال ما يجري على الأرض، يجب أن يصار إذن إلى لجان تحقيق محايدة ونزيهة بإشراف مؤسسة الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة مؤتمر العاالم الإسلامي، من أجل الوقوف على الحقيقة وكشفها.
وهنا يجب التأكيد أن أمريكا وحلفاءها من جهة وأن روسيا وحلفاءها ومن جهة أخرى ليسوا معنيين بمصلحة سورية الحقيقية ولا مصلحة الشعب السوري، وإنما كل طرف معنى بمصلحته الخاصة وتنفيذ أجندته، ولو أدى ذلك لموت مئات الآلاف من الشعب السوري وتم تشريد الملايين.
النظام السوري يتحمل القسط الأعظم من المسؤولية في وضع حد لعملية تدمير الدولة السورية ووقف المذبحة، من خلال إعلان مبادرة تنازل عن كرسي الحكم، وإرجاع المسؤولية إلى الشعب السوري ليختار بحرية وإرادة مطلقة حاكمه الفعلي، بعد تهيئة الظروف المناسبة لذلك؛ وألا يجعل من بلده ساحة صراع دولي.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-04-2013 01:15 AM

اذا كنت خايف على سوريا انا عندي اقتراح يا دكتور ارحيل لماذا لا تذهب انت الى سوريا مع مرسي والمراقب العام وبمشاركة ايران وتركيا وخاصة ان علي ابو السكر صاحبك هناك ممكن تتلاقو بالطريق .انا لا ادري كيف يمكن لدكتور مثلك اخي العزيز ان تثق بالجامعه العربيه ومنظمة الدول اليهوديه والامم المتحده ولا تثق بالسوريين وبنظامهم .انتم كذابون وافاقون ولا تريدون الا ان تبنوا دولا على الكذب والجثث .والله لو كان الاخوان الملمون صادقون لساعه واحده اليوم لتم حل الازمه السوريه لان من يدير الازمه هو القطري والقرضاوي والخطيب وبديع ونتنياهو وكل الاخوان المجرمون في العالم

2) تعليق بواسطة :
26-04-2013 10:44 AM

من الذين يتحملون قسطا وافرا في تشريد الشعب السوري وقتله واللعب به كما حصل للشعب الفلسطيني، هم أيضا الذين زجوا أنفسهم بالأحداث بدون معرفة وفقدان للرؤية الاستراتيجية للحدث ومدلولاته.

بغض النظر عن التفصيلات، كان الأولى بكل مطلع ومثقف ومؤمن ومسلم وعربي أن يتيقن من البداية أن طبخة تطبخها أمريكا هي مشبوهة والأولى أن نفهم الإصطفاف الدولي بشكل صحيح، وأن شعار تغيير النظام في سوريا كان مجرد وسيلة لتثبيت اسرائيل والقضاء على أشكال المقاومة الاسلامية في المنطقة وتوسيع نطاق الهيمنة الاسرائيلية التي تغلغلت في كردستان شرق سوريا، وليس بعيد تحجيم الدعم الايراني لحزب الله، وعودة عربان الخليج لملاهيم الليلية في شوارع بيروت.

نعم للشعوب نعم للاسلام، نعم لحرية الناس وكرامتها، نعم للاصلاح، نعم للتغيير، لكن يجب أن نكون ناس فهمانين عارفين الطبخة كيف بتنطبخ، مش خرابيط كل يوم برأي، وكل ساعة بسولافة، مثل سوالف همام سعيد.

لمن لا يعرف ولا يفهم بالسياسة، عليه أن يسير وفق معايير محدده لفهم مجريات الأمور الحاليه، وهي:

1. رفض كل شيء أمريكي جملة وتفصيلا، ورفض كل شيء تركي وقطري وسعودي، لأنهم ليسوا أكثر من وحدات عسكرية أمريكية متقدمة داخل أوطاننا باسم العرب والاسلام، مع الإحترام الثابت للشعوب.

2. رفض كل تعاون وكل من يتعاون مع الدول الغربية، وعدم التنسيق معه

3. رفض كل حلول خارج ثوابتنا العربية الاسلامية وديننا الحنيف

4. رفض كل التوجهات الطائفية والعنصرية والأقاليمية الضيقة التي هدفها تفتيت الناس وقتلهم بأسلحتهم أنفسهم

5. عدم التدخل بشؤون الشعوب الأخرى الا بالاحترام والتعاون على البر والتقوى

6. رفض كل من يسير بمشروع الوطن البديل سواء باسم الاسلام أو باسم الوحدة الوطنية، ومقاطعته وعدم مشاركته بأي عمل سياسي

7. رفض التوجهات الحزبية الدينية وغير الدينية، شعوبنا لا تناسبها الحزبية جملة وتفصيلا، وخاصة في الأردن، نحن عشائريين، وسنبقى كذلك ومن يريد غير هذا فهو كمن يريد إلغاء وجود شعب وخلق شعبا آخر مكانه.

8. الميل فكريا وسياسيا دائما نحو القضايا المتفق عليها بين كل العرب والمسلمين، وتجميد كل قضية عليها خلاف شديد، لحين آخر.

9. أخذ رأي العلماء الأفاضل والخبراء ورأي المعلقين وخاصة علماء الدين الذين هم بمنأى عن أبواب السلاطين، وبعيدين عن الحماية الأمريكية.

إذا التزمنا بهذه الثوابت وربما غيرها من التفصيلات سنكون بكل تأكيد بعيدين عن الوقوع في الأخطاء الاستراتيجية، فلو التزمنا مثل هذه الثوابت لما حصلت الحرب العراقية الايرانية، ولما حصلت أحداث العراق واليوم سوريا، ولما نسيت الناس فلسطين.

3) تعليق بواسطة :
26-04-2013 07:50 PM

يكفي عهر سياسي , مش جماعات الإسلام السياسي وأعوانهم من المرتزقه والتكفيريين إلي بقتلوا وبذبحوا ويدمروا بسوريا !؟
الم تكن أنت ومازلت من المدافعين عنهم ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012