أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


وين ما انت قاعد!!

بقلم : احمد حسن الزعبي
29-04-2013 01:02 AM
من خلال خبرتنا «التكويعية» الطويلة في «المجالس» و»القعدات» التي تعمر المضايف المتواضعة، ومن خلال رصدنا لما يدور فوق كراسي القشّ المزروعة أمام الدكاكين، و»قطع الحصير» المفرودة أمام البيوت وعلى مفارق الحارات.. تعلّمنا أن «النبرة» أهم بكثير من الكلام نفسه، وان النَّفّس الذي يفرش طريق الحروف هو الذي يوصل المعنى ..فطريقة لفظ الكلمة أو العبارة، تفهم من خلال طريقة نطقها، لا من خلال تراتيب حروفها او دوزنة كلماتها...فمثلاً الكلمة التي تُمطّ في السؤال يختلف معناها عن تلك الكلمة التي تلفظ بسرعة وشدّة واقتضاب...
على سبيل المثال: عندما يشارك الرجال بالكلام و»الهرجة» وسرد الحكاوي وتفنيد الأنساب.. عندما يبقى أحدهم صامتاً ساعات طوال في مضافة المعزّب، يضع يده على خدّه أو يقضم «شواربه» بين أسنانه دون ان يدلي بدلوه في أي موضوع او يقدّم رأيه في أي حديث..وعند انتهاء السهرة يغادر الضيوف، ويبقى هو وحيداً يدخن من سكاير «الهيشي» ويلوك صمته الممل، ينتصف الليل، والضيف ما زال يجلس قبالة المعزّب دون ان يقّدم ادنى مقومات التسلية او المتعة، فيتثاءب الأخير نعساً ويبدأ عسل النوم يقطر من جفنيه..وعندما يشعر الضيف ان زيت السهرة قد نفد تماماً من سراج الوقت...كان يستأذن في الذهاب ..فيرد المعزّب المقهور بعبارة قصيرة تفضح نبرتها مكامن السخرية فيها: « ويييين ما انت قاعد يا رجل..والله ما بنشبع من هرجتك !!»..فيلوح الآخر بيده مودّعاً دون ان يتكلم..طبعاً عبارة « وين ما انت قاعد هنا!!» تعني الآن فقط تذكّرت ان تستأذن ؟؟..
بالمقابل..من يقحم نفسه في جلسة خاصة..فيسكت الجميع لحضوره..ويبدأ يتكلم ويتلكم ويتكلم،بحوادث غير واقعية وبطولات وهمية، واستعراض مبالغ فيه، ومدح للنفس، حتى يضجر الحاضرون من قدومه ويملّوا حديثه المعلوك..وعندما يشعر ان الصمت اطبق على الجلسة بسبب وجوده.. يستأذن بعد وقت قصير بالمغادرة..فيبادره الحاضرون « وين ما انت قاعد!»..»هذه العبارة تعني هنا...مشان الله حلّ عنا»!!.
***
يقال ان تعديلاً وزارياً سيجرى في اليومين القادمين...وهنا لا يسعني إلا أن أقول للوزراء الخارجين في التعديل..»وين ما انتو قاعدين.. «!!.
***
تشكيل الحكومة أخذ من الوقت أكثر من ثلاثة أسابيع..ثم جرى تعديل بعد أقل من شهر على التشكيل..عليّ الجيرة لو حطيناهم: «بالميكرويف « ما مداهم يسخنوا»؟؟ (الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012