أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


خطة الأردن الغائبة

بقلم : ماهر ابو طير
02-05-2013 12:43 AM
يواجه الأردن حرباً دموية في سورية، تضغط بشدة على خاصرته الشمالية، والأرجح اننا سنشهد حرباً دموية قريباً في مناطق غرب العراق، ومؤشرات هذه الحرب تتصاعد، ما يجعل الأردن محصوراً بين حربين.

هي الحرب السياسية التي يتم توليدها ضد المعسكر الإيراني وتوابعه في المنطقة التي تبدأ بالعراق وتصل سورية، وتمر بحزب الله، وتصطحب معها كل الامتدادات في مناطق الخليج وفلسطين ودول أخرى.

الحرب ذات دوافع سياسية وعسكرية، غير انه يتم تلوينها بلون ديني مذهبي لاستثارة شعوب المنطقة ضد بعضها البعض، تحت شعارات دينية، تغذيها عمائم في كل مكان، وتباركها فتاوى دينية تحت الطلب، تجد مخرجاً ضميرياً لكل فتوى.

ما أسعد اسرائيل هذه الأيام وهي ترقب انتحار المنطقة وابنائها تحت عناوين مختلفة، وتحت شعار تتبناه كل الأطراف، حول مآلات الجنة وملكيتها، ولمن ستؤول في نهاية المطاف بين ابناء القبائل المتحاربة، فلا ردتهم عروبة، ولا أخجلهم دين ولا نسب؟!.

الأردن يديرموقفه من الأزمة السورية بطريقة صعبة، وهو حتى الآن لا يقول انه وكيل السنة في سورية، ويحاول ان يأخذ موقفا بأقل الكلف، لكنه سيجد نفسه بعد قليل امام نسخة مطورة من الحرب في سورية، بطبعتها العراقية وتحت ذات العنوان، اي اضطهاد السنة غرب العراق على يد بغداد الشيعية، فيما الملاذ الآمن هنا هو الأردن.

المؤسف ايضاً اننا نجد شعوباً لا تحلل المشهد بعمق، بل يتم جرها الى الحرب الدينية والمذهبية، بين ابناء منطقة واحدة، وهي منطقة استوعبت تاريخياً اصحاب ديانات اخرى، لكنها اليوم تريد ان تتطهرمذهبياً، فيقتتل الناس، وُيصدقون انهم يرضون الله في افعالهم.

إذا انفجرت الأجواء غرب العراق، فلن يكون غريباً، ان تحدث موجات هجرة جديدة من العراق الى الاردن براً، على ذات الطريقة السورية، لأن ما يجري في العراق سيقودنا في الأغلب الى حرب مذهبية واسعة تؤدي الى فرار سنة العراق الى المناطق الأقرب اليهم، أي الأردن، لأن المجال الحيوي السوري مغلق بسبب ذات عنوان الحرب المذهبية الذي تم توليدها سياسياً واقتصادياً واعلامياً.

لعل السؤال المطروح: ما الذي سيفعله الإردن اذا انفجرت مناطق غرب العراق، وهل هو قادرعلى اغلاق حدوده البرية الطويلة، وماهي إمكانات الأردن العسكرية واللوجستية والمالية لمواجهة هكذا ظرف مقبل على الطريق؟!.

هذا يفرض على الأردن والذي له علاقات نافذة في غرب العراق، ان يسعى لتهدئة هذه المناطق، عبر الاتصال السياسي مع شيوخ العشائر والنواب والأمنيين والأثرياء والسياسيين، واغلبهم له اقامات هنا في الاردن، وله علاقات تنسيقية مختلفة، ويمكن التأثيرعليهم، صيانة لمستقبل العراق والاردن ايضا، حتى لا يجد الأردن نفسه وسط حرب تمد السن نيرانها من كل الجهات.

إذا بقي الاردن حيادياً بشأن الملف العراقي، فإن كلفة الانفجار غرب العراق سترتد اردنياً، على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وستأخذنا الى مشاكل كثيرة لا تقف عند نشوء تنظيمات جديدة، ولا عند تهريب السلاح، ولا عند مد المواجهات من العراق الى سورية، ولاعند موجات الهجرة الجديدة، والآفاق مفتوحة لكل التصورات.

مصلحة عمان الاستراتيجية، إطفاء النار غرب العراق، هذا إذا كان لدينا خطة اصلا للتعامل مع مستجدات غرب العراق، وهذا ملف مقبل على الطريق، ولن يحتاج الا لبضعة اسابيع، حتى ينفجر باتجاهنا، في ظل اصرار عواصم اقليمية على مد الحريق بالحطب.

لعلنا ننجو من مصائب الإقليم، فوق ما فينا من تعب وضيق وشدة وقلق.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-05-2013 04:46 AM

ماهر،

مقال ممتاز! لا شك أننا في عين العاصفة ولكننا بلا ربّان!

2) تعليق بواسطة :
02-05-2013 05:00 AM

والله عجبه !! زميلك حتر يقول مفاتيح الكرملين موجودة في دمشق !!؟؟
وانت تقول : على الأردن والذي له علاقات نافذة في غرب العراق، ان يسعى لتهدئة ، عبر الاتصال السياسي مع شيوخ العشائر والنواب والأمنيين والأثرياء والسياسيين ،واغلبهم له اقامات هنا في الاردن !!؟؟ يعني قصدك يلغوا الاقامات اذا رفضوا ؟؟ ومنهم من دفع الشىء الفلاني للمسؤول فلاني ثمنا لها ، انتم قمه وندرة في التحليل ايجاد الحلول .

3) تعليق بواسطة :
02-05-2013 11:23 AM

تمنيت ان تذكر ما يجري في غرب نهر الاردن وما يتربص بنا كذلك في مقالتك ولو بكلمة او اشارة لتكتمل الصورة

4) تعليق بواسطة :
02-05-2013 12:42 PM

للاسف هذا تقدمة لما يسمى " الاردن الكبير" او " المملكة العربية المتحدة" والتي تشمل الاردن وما تبقى من فلسطين وجنوب سوريا وغرب العراق بشعب تعداده 20 مليون نسمة يضم اهل السنة في هذه المناطق ويتم من خلالها حل القضية الفلسطينية بخلق الوطن البديل لكل الفلسطينيين في الداخل والخارخ للوصول الى يهودية دولة بني اسرائيل

5) تعليق بواسطة :
02-05-2013 10:11 PM

إلى المعلق عين تربيع ما تقوله صحيح!.
إلى المعلق عمر الأردن كلامك على الوجع وعلمك يقين!.
إلى المعلق ف الحلاحشة أوافقك الرأي تماما!.
إلى المعلق محمد المجالي هنالك مخطط لمثل هذا الأمر ولكنه غير منطقي وليس قابل للتطبيق حتى من وجهة نظرهم كون المطلوب ان تبقى الأردن واقي ذكري يمنح الصهاينة الحماية من أمراض الجوار وليس المطلوب ان يصبح الأردن مملكة متحدة كبيرة متضخمة كما يوهموا أصحاب القرار ويدفعونهم في إتجاه العمل والعزف على قيتارة أمريا وإسرائل وحالهم كمثل من حمل النعجة و قال هاتوا ابنها فوقيها، المطلوب جر الأردن إلى المستنقع العراقي والسوري لعيون تل أبيب.
أما قولي للكاتب المحترم فإنه أبدع وأيما إبداع!... لقد نطق دررا ثمينه ولكنه غفل عن شيء مهم أنه إفترض جدلا ان قرار الأردن في عمان!؟!.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012