أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


إجراءات عملية وبرنامج ملموس لتدارك التدهور

بقلم : جميل النمري
03-05-2013 12:28 AM
لم يعد مقبولا أبدا التقاعس. فمنذ سنوات، ننخرط في حوارات وورش عمل وتحليلات، لمعالجة العنف المجتمعي، ثم لا يحدث شيء يؤدي إلى عكس المسار باتجاه بناء المجتمع المتحضر، ودولة المؤسسات والقانون. وغالبا ما نعود بخياراتنا السياسية إلى المربع الأول، كما حصل مع قانون الانتخاب. وفي حادثة جامعة الحسين في معان، رأينا كيف ينتقل الواقع الثقافي والقيمي من المجتمع إلى الجامعات، فيفجر العنف الذي يعود من الجامعات إلى المجتمع. ولا بأس الآن من كل أنواع التدخل العشائري لوأد الفتنة، لكن سنكون غدا أمام سؤال: إلى أين نسير؟!إن الدولة كلها تنجرف نحو الاستسلام لحالة غير صحيحة وغير صحية من التساوق مع الردة الثقافية الاجتماعية. والدولة مارست هذا التساوق في الماضي ليس من موقع الضعف والعجز، بل لأسباب سياسية معلومة، لكنها الآن ضحية حقيقية لهذا الواقع الذي أصبح أقوى منها. فهيبة العشيرة وسطوتها لهما الأولوية المطلقة في عيون أبنائها، وتكون على المحك كل ساعة في كل مكان، حتى في تجاوز سيارة لأخرى على الطريق. وقد حان الوقت لكي نحزم أمرنا ونحسم قرارنا! فلا وجود لأنصاف الحلول والمعالجات المجزوءة؛ وقد جربنا ذلك ووجدنا أنفسنا باستمرار نتدحرج إلى الأسوأ. ولا أدري أين في العالم يدخل نواب إلى تحت القبة أو إلى استوديو التلفزيون وهم يتمنطقون بمسدساتهم!في ردة فعل فورية، وقع عشرون نائبا، أول من أمس، مذكرة تطلب العودة إلى خدمة العلم بالصيغة العسكرية والمدنية. وهو مقترح خلافي؛ إذ ثمة اجتهادات تشكك في جدواه، وأخرى تتخوف من الكلفة المادية. لكنني وكثيرين، مقتنعون بأنه الرد العملي الأفضل لمواجهة العنف الجامعي والمجتمعي. والقيمة السياسية والاجتماعية للمشروع تجعله أقل كلفة بما لا يقاس من الثمن الفادح لاستمرار المسار الراهن، إذ نرى حالة التشظي المجتمعي، وثقافة الاستقواء الجهوي والعشائري والعائلي، تهددان بالقضاء على الإصلاح. ولعل خدمة العلم هي الصيغة المبكرة الوحيدة لتدريب الشباب على الخضوع  للقانون ولسلطة واحدة، يتساوى الجميع أمامهما من أي منطقة أو عشيرة أو فئة أو عائلة أو مستوى.وخدمة العلم بديل جيد للعقوبات على الطلبة الذين يدخلون في مشاجرات جامعية. فعندما تتشدد الجامعة وتصدر قرارا بالفصل النهائي أو المؤقت، يتساءل المرء: ما هو الإنجاز في رمي طالب إلى البطالة لعدة فصول دراسية أو نهائيا. واقترحت مرة على رئيس جامعة اليرموك استبدال الفصل من الدراسة بخدمة مجتمعية داخل الجامعة أو خارجها، فرد متسائلا: بأي قوة نطبق على طالب الالتزام بكنس الشوارع في الجامعة، وهو منفوخ بذاته يضرب الذبابة بطلقة إن مرت تحت أنفه؟ نعم، يمكن أن نعيد خدمة العلم، ولو جزئيا، من أجل هذه القضية فقط.خدمة العلم يمكن أن تؤجَل لكل شخص على رأس عمله أو دراسته، والباقي يؤدونها لعام أو عامين. بل ويمكن أن يُسمح لكل من يجد عملا أثناء خدمة العلم تأجيل الفترة المتبقية عليه. وهكذا، فإن خدمة العلم تسعف المجتمع بتدارك المشاكل الثانوية الخطيرة الناجمة عن تعطل الشباب الجامعي وغير الجامعي، وتفشي ثقافة العيب والترفع عن العمل اليدوي، إلى جانب انخراط الشباب من كل الأوساط والفئات والجهات في التعايش مع بعضهم بعضا تحت نفس الظروف، واستعادة قيم الالتزام والمسؤولية والمساواة والمواطنة. وهذا تعليم بالممارسة، بدل دروس الثقافة الوطنية الإنشائية الفارغة.jamil.nimri@alghad.jo

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-05-2013 05:20 AM

ابدعت سعادة النائب هذا هو الكلام الصحيح

2) تعليق بواسطة :
03-05-2013 08:28 AM

كلام فى الصميم وعلاوة على خدمة العلم هناك اسباب لما يحدث منها الترفيع التلقائى للصفوف الاولى وهنا يكون الحولى بسعر امة اما السبب الثانى عدم قبول الطلاب للجامعات بهذة الصورة والسبب الثالث الفراغ الحاصل للطلاب والرابع التعصب العشائرى اذا طالبة من عشيرة تكلمت مع اخر تقوم القيامة وان اويد النائب جميل لما ذهب الية لتطويق ما يحدث وان تكون لجنة من لجان البرلمان لمعالجت هكذا مشاكل ولكن عندما اشاهد ما يدور باملجلس يصيبنى احباط نرجوا الجميع ان ينظروا ما يجرى حولنا من اهوال وان نتقى اللة بهذا البلد وان نعلم ان هناك مخططات لتدمير بلدنا بايدينا وهذا ما يخطط لنا والة من وراء القصد

3) تعليق بواسطة :
03-05-2013 09:58 AM

أخي النائب المبجّل " جميل النمري "
أُتابع ارالئك منذ زمن وأُتابع مواقفك منذ زمن ,,, وسبق لي وأن قُلتُ يوماً (( بأنّك كبُرتَ في عيني كثيراً حينما كظمت الغيث في ذلك الإعتداء الهمجي البشع على شخصك الكريم تحت القبة )).
وها أنت في هذا المقال تُعبّرُ بصدق عمـّا يختلج في صدورنا من مشاعر حول ظاهرة العنف الجامعي ,,,,
ويقني بأنك كاتب تهدف الى الإصلاح والصلاح فلذلك لم أجدك تتهم الدولة الأردنية ولا شمّاعة الفساد ولا علاّقة الفقر كما يحلو للبعض في تكرار ذلك حتى لو طلّق الرجل زوجته !!!!
أخي الكاتب الكريم ,,
بارك الله فيك
أخي جميل ,, لك صوتي منذ الآن في أية إنتخابات قادمة ,
لقد كتبتَ وأجدتَ واقنعتَ ,, فأنت إذن ذلك النشمي الذي نريده .
شكراً لك وأُؤيد ما جاء في مقالك من ألفه الى يائه

4) تعليق بواسطة :
03-05-2013 11:18 AM

فقدت ثقتنا..بثقتك بحكومة التوطين والتجنيس والمحاصصه

5) تعليق بواسطة :
03-05-2013 11:21 AM

فقدت ثقتنا..بثقتك بحكومة التوطين والتجنيس والمحاصصه

6) تعليق بواسطة :
03-05-2013 11:22 AM

فقدت ثقتنا..بثقتك بحكومة التوطين والتجنيس والمحاصصه

7) تعليق بواسطة :
03-05-2013 12:49 PM

ربما انني فهمت من مقالة الاستاذ جميل ان ايقاع العقوبه هي خدمة العلم وانا هنا اقول ان خدمة العلم واجب وطني وليست عقوبه !! فلا بد من ان تعود خدمة العلم وبقوه فهي تعلم معنى الجنديه والانضباطيه والرجوله فكم نحن تواقون بعودتها .ونعتبره من اروع انجازات النواب .

8) تعليق بواسطة :
03-05-2013 01:14 PM

يا جميل ,انت ترى ان حل مشكلة البطالة والفقر هي ان تأخذ هؤلاء العاطلين عن العمل الى سجن مفتوح ...يأكلون رز ويأكلون بعضهم بعيدا عن عينك ؟مش هيك ؟ ليس مهما عند حضرتك انهم بشر واردنيون مثلك على الاقل ؟ يعني يا جميل افندي :
اولادنا يدرسون على حسابنا واولادكم على حساب الدولة .
اولادنا عاطلين عن العمل واولادكم يتدللون بين الرئاسه والخارجيه ,والمحطات الفضائية والمؤسسات المستقله وبدك نرسل اولادنا الى حمرا حمد ..؟ نعم اذا لزم ان ندافع عن بلدنا فنحن جاهزين لكن يا جميل افندي انت تحل مشكلة البطالة والفقر والعنف حلا سحريا ...الحمدلله ما فيش عندنا سيبيريا والا اقترحت ان ننفى جميعا الى هناك بس خليك انت والنواب والنسور والاكم صحفي الي بيهرشولكوا بفلوس , عيب استحوا زوقوا ,اختفوا عن المشهد وحوشوا فلوس وتناسلوا وتوارثوا المناصب لكن يا ويلكم منا ,نيابتكم نائبة (مصيبة)على كل الشعب الاردني !!

9) تعليق بواسطة :
03-05-2013 03:05 PM

هناك جماعات تحاول التلاعب على مكوّن النسيج الشعبي الاردني ومحاولة زعزعته . هذا اساس كل المشاكل في الاردن ، خيوط التمهيد لها واضحة يا استاذ جميل ، اقتصاد الاردن منذ تكوين الدولة بين مد وجزر , لكن ظواهر الفساد التى اجتاحت البلاد ، وتمرير القوانين الناقصة واهمها فانون الانتخابات البرلمانبة و الضرائب والايجار والاستئجار و الجنسية والاستثمار والخصخصة و التساهل بتطبيق القانون القضائي وغيرها ، هم من الخيوط الاساسية للتمهيد ، وساعد على توريث المناصب و على تهميش المناطق وغياب التنمية وارتفاع الاسعار وزيادة الفقر بعد تكون هذه العوامل تم اقتناص فرصة الحلقة الاضعف للتلاعب بالنسيج الشعبي للاصول والمنابت واحياء مسمى الوطن البديل وتسليط احداث السبعين وبثها في احدى القنوات الفضائية وتسخير الكتاب وبعض المغرضين للحديث بطرق استفزازية عن الحقوق المنقوصة والمطالبة بزيادة التمثيل البرلماني والسياسي لدى المنابت والاصول .
مجلس النواب ان كان فعلا يهمه استقرار البلاد بالاضافة لما ذكرته انت من حلول عليه مسؤولية هامة وجوهريه وهي اعادة اظهار وتحديد الهوية الاردنيه و معاقبة كل من يتلاعب بها او يحاول تحريفها ، اسوء ما وصلنا اليه حاليا ان معني الوطنيه والحديث عنها والكتابة عنها يقتصر فقط على من يحمل الجذور الاردنيه وتزداد وطنيته اذا طعن بمكون المنابت والاصول ، والاخير اذا نادي ببعض حقوقه فهو خائن ومتآمر واذا ناقش بمواضيع وطنيه فهو كاذب ومنافق . وما نلمسه حاليا هو صدى هذا التلاعب يتم التعبير عنه كل حسب وعيه وتفكيره وتفسيره ومستواه ومنبته كل مكون له الحق الشعور بحريته والاطمئنان على حاضره ومستقبله . لنبحث عن من مهد وخطط واخر وعلق وجمع قضايا ومواضيع حساسه لتكون جاهزة للانفجار في الوقت المناسب .

10) تعليق بواسطة :
03-05-2013 04:40 PM

لقد هويت من عال ولا مجال .

11) تعليق بواسطة :
03-05-2013 06:31 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012