أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


العدوان الصهيوني على سورية وخلط الأوراق

بقلم : د. رحيّل غرايبة
06-05-2013 11:13 PM
العدوان الصهيوني على سورية، فعل مستنكر ومسيء إلى كل عربي ومسلم سواء كان مع نظام بشار أو ضده، وسواء كان مع الثورة أو ضدها، ويستحق أعلى درجات الشجب والإدانة، مهما كانت درجة بطش النظام ودمويته وقمعيته لشعبه، بأن كل أنواع التدخل الأجنبي مرفوضة، سواء كانت مؤيدة للنظام أو معارضة ومعادية.
العدوان الصهيوني على سورية في هذا الوقت، يجب الوقوف على حقيقة مقاصده ودوافعه، حتى لا يتم الصيد في الماء العكر، ويجب أن لا يتم الاستثمار فيه في معترك الخصومة السياسية، وفي ضوء هذه القاعدة، ينبغي الوقوف على الحقائق التالية:
- الكيان الصهيوني أعرب عن قلقه البالغ من انهيار النظام، والذي سيؤدي إلى سيطرة المنظمات الجهادية والجماعات الإسلامية على مقاليد الحكم في سورية، مما يشكل تهديداً مستقبلياً على أمن الكيان الصهيوني، وقد أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بكل وضوح أن من حق 'اسرائيل' الدفاع عن أمنها ومن حقها منع وصول الأسلحة الاستيراتيجة إلى أيدي الثوار، ومنع وصول الصواريخ إلى حزب الله اللبناني، ولذلك كانت الضربة الصهيونية محتملة ومتوقعة في ضوء هذه التصريحات، التي رسمت خطوطاً حمرًا على صعيد الأوضاع الجارية في سورية في ضوء تجاربها السابقة في استباحة الأجواء العربية.
- عندما عزمت أمريكا على احتلال العراق وإسقاط النظام العراقي، شكلت تحالفاً دولياً من مختلف دول العالم، ولم تسمح (لإسرائيل) بأن تكون ضمن هذا التحالف لأغراض سياسية، وعندما أقدم الرئيس صدام على ضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ بعيدة المدى، تم الطلب الأمريكي الحاسم من (إسرائيل) بعدم الرد، والتزمت اسرائيل بهذه السياسة وكان باستطاعتها الرد بكل تأكيد، من أجل عدم إفشال الخطة الموضوعة في مواجهة العراق.
إن إقدام الكيان الصهيوني على هذا العدوان والقيام بالغارات الجوية المدمرة على مواقع محددة منتقاة في سورية، يدلك بشكل واضح على عدم شعور الصهاينة بأي نوع من أنواع الحرج، وعدم الإحساس بالإقدام على إفشال مخطط معين محبوك بطريقة دولية.
إن ما يقوله إعلام النظام أن هذا العدوان يكشف الارتباط بين اسرائيل والمنظمات الجهادية 'والإرهابية'! هو نقيض الحقيقة، لأن الحقيقة الثابتة تقول لو كان هناك ارتباط لما أقدمت اسرائيل على كشفه، ولن تقدم على هذه الخطوة التي تعد من الغباء السياسي في ظل هذا الافتراض، الذي يجافي المنطق فضلاً عن مجافاة الواقع الفعلي، بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع هذه الجماعات.
الكيان الصهيوني أقدم على تنفيذ غارات مدمّرة على أهداف في العمق السوري قبل الثورة الشعبية وبعدها وقبل مجيء الجماعات المقاتلة وبعدها، فقد دمرت محطات الصواريخ في البقاع قبل زمن طويل، وأقدمت على اغتيال القائد العسكري لحزب الله (مغنية) في إحدى ضواحي دمشق الراقية، ودمرت المفاعل النووي السوري قبل سنوات قليلة، وفي كل مرة لم تقم سورية بالرد ولو بطلقة واحدة، وكان التصريح المتكرر دائماً أن سورية تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، ومضى ما يقارب نصف قرن من الزمان على احتلال الجولان، ولمّا يأتي بعد الوقت المناسب والردّ المناسب.
ما يجب أن نقوله في هذا المقام، أن العدوان الصهيوني على سورية وعلى أي قطر عربي، يشعرنا بالمهانة ويشعرنا بالذل الممزوج بالألم المبّرح، نتيجة حقيقة عجز الأنظمة وضعفها وهوانها وعدم قدرتها على الدفاع عن أرضها وشعبها، وما يجب قوله أن النظام يمتلك فرصة لوقف حربه ضد شعبه وإعلان الوحدة الوطنية ضد العدوان الصهيوني، الذي يستهدف جميع العرب بلا استثناء.
ولكن للأسف لا نتوقع من النظام أن يقدم على هذه الخطوة السياسية، لأنه لا يمتلك الجرأة على الاعتراف بالخطأ، ولا يمتلك الجرأة السياسية على وقف الحرب الداخلية المجنونة ليتفرغ للحرب الخارجية لو كان جاداً، لأنه يفتقد إلى المصداقية الفعلية في مواجهة العدو الصهيوني سابقاً ولاحقاً.
السؤال الكبير هل ثقافة الصمود والمقاومة والممانعة مرتبطة بالاستبداد والقمع والظلم والبطش والتعسف 'والدعس' على رقاب الشعب!! أليس من الممكن مقاومة العدو وممانعة الاستسلام مع قليل من الحرية والديموقراطية وقليل من الاحترام لحقوق الإنسان!!
يقول الشاعر العربي: أسد عليّ وفي الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-05-2013 04:16 AM

يا سيدي الدكتور الفاضل ...
إنني مثل أي مواطن أُردني يتابع الأخبار ويعتصر قلبه بل ويسكنه الحزن والأسى على واقعنا العربي المزري
سا سيدي الدكتور الفاضل ارحيل الغرايبة ,,,
لو أقتصر مقالك على الفقرة التالية :-
"" العدوان الصهيوني على سورية، فعل مستنكر ومسيء إلى كل عربي ومسلم سواء كان مع نظام بشار أو ضده، وسواء كان مع الثورة أو ضدها، ويستحق أعلى درجات الشجب والإدانة، مهما كانت درجة بطش النظام ودمويته وقمعيته لشعبه، بأن كل أنواع التدخل الأجنبي مرفوضة، سواء كانت مؤيدة للنظام أو معارضة ومعادية.
العدوان الصهيوني على سورية في هذا الوقت، يجب الوقوف على حقيقة مقاصده ودوافعه، حتى لا يتم الصيد في الماء العكر، ويجب أن لا يتم الاستثمار فيه في معترك الخصومة السياسية . ""
لكفتك إبداعاً ولكفيتنا رأياً
شكراً لك يا سيدي فلقد أثبتّ بأنك الجدير بقيادة مبادرة زمزم .
وفقك الله لقولة الحق بوجه من يحاول طمس الحق والحقيقة

لك التحية على كل كلمة وعلى كل فكرة
لك الشكر

2) تعليق بواسطة :
07-05-2013 05:33 AM

لقد ظهرت المعارضة على التلفاز الإسرائيلي تهلل و ترحب بالعدوان على سورية ، و يكبروا الله اكبر . ذه المعارضة التي ترحب بضرب مقدرات الوطن حتما انها خائنة و مرتبطة بالعدو الصهيوني و ليس لديها النية لو استولت على السلطة ان تقاتل إسرائيل.

3) تعليق بواسطة :
07-05-2013 08:39 AM

سؤالي للكاتب المحترم
كم قتيل ذهب نتيجة الغاره الاسرائيليه
ما مدى قوة الجيش السورس حتى يسمح للطائرات بالدخول الى دمشق
اين سقطت ذخيرة الطائرات
لو تصفحت الاسئله لوجدت بان بشار واسرائيل على خط واحد وانما الضريه ان كانت مضره بنظر الجميع فهي مفيده فقط لبشار ونظامه لاستعادة ثقته بين الناس

4) تعليق بواسطة :
07-05-2013 08:40 AM

آخ يا شيخنا ألمجاهد لو تخيلت كيف شيوخك المجاهدين في سبيل أمريكا وإسرائيل-شيوخ الاخوان المسلمين وخطبائهم حينما هاجموا بيت عائلة هندية مسكينة واطفالها في الكرك بالنيران وبعد أن قلبوا اثاث البيت وسرقوا كل شيء حتى ألعاب الاطفال لم تسلم منهم وضعوها في سراويلهم وثيابهم وحينما اخذ احدهم أساور زوجة الهندي وقال هذان سواري كسرى
الم تشاهد حينما استحلوا التعذيب والقتل بالنيران هؤلاء خوارجك وخطباء مساجد الله المعينين بواسطة الاوقاف لقد تخطوا كل حدود الله وأساءوا للدين وللرسول وللسنة قبل أن يسيئوا للشيعة والروافض
سؤال يا شيخنا الكريم: هل سرقة بيوت الشيعة والروافض والكفار والنصارى واليهود حلال؟-جاوب بالله عليك يا فضيلة الأخ المسلم؟

5) تعليق بواسطة :
07-05-2013 09:56 AM

امس يخرج منصور ويقول سوريا هي السبب ونحمل النظام السوري السبب قبل يومين يدعو قرضاوي امريكا والغرب بضرب سوريا وايام حرب ليبيا خرج قرضاوي وقال فتوى من يقتل قذافي فهو في الجنه وكانه هو من يدخل الجنه والنار .. انا اقول لقرضاوي ولمنصور وكل الاخوان المسلمون اتحدى ان يخرج احد منكم ويقول من قتل جدي اسرائيلي وليس رئيس اسرائيل بل جندي سوف يدخل الجنه والله لن تجرأو وكيف تجرأون وانتم موظفون لهم

6) تعليق بواسطة :
07-05-2013 02:43 PM

العدوان الإسرائيلي على سوريا تم بالتنسيق الكامل مع بعض جماعات المعارضه المسلحه وبالتحديد جماعة الإخوان المسلمين السوريين , هذا ما صرح به أحد قادة ما يسمى بالجيش الحر . إذا اردنا فهم ما يحصل علينا التدقيق بسياسة التعاون الإستراتيجي مابين الإسلام السياسي والصهاينه والذي يتضح تمامآ وبدون اي شك في موقف إخوان مصر والأردن من وعد حمد للصهاينه (وعد بلفور جديد) والذي تطلع به مندوب العرب السامي (حمد) بعين العطف للعشب الصهيوني العزيز ومساعدته بتوسيع دولتهم على اراضي فلسطين .
لذالك انا شخصيآ مقتنعآ بأن ما يذكره الكاتب, والذي هو جزء من هولاء الجماعات إلا مغالطة ومناورة ومفارقة عجيبة ومقصوده هدفها مواصلة التشويش الفكري والتأثير على رأي الإنسان المتدين البسيط !!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012