أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


«طارئة من بيت أبوها»

بقلم : احمد حسن الزعبي
12-05-2013 12:16 AM
إن استيقظ العرب باكراً اليوم الأحد..فمن المفترض في هذه اللحظات أن يُحظر طيران العصافير و»الدويريات» والحمام البري والبواشق والجراد على ارتفاعات شاهقة، وأن يتم فرض حظر تجوّل جوي على كل الكائنات ذوات الأجنحة ، وأن تفتح القاهرة أجواءها للطائرات الشقيقة القادمة من كل خطوط الطول و»العرض» العربي في اجتماع مهم وطارئ للغاية..
بعد دقائق أو ربما ساعات –لا اعرف مواعيدهم بالضبط- ستنزل الطائرات الخاصة على المدرج المخصص، وسيقوم كل كابتن طائرة بتنبيه رئيس الوفد الى درجات الحرارة في الخارج والرطوبة الجوية ، وأخيراً عدم استعجال النزول إلا عند توقف الطائرة التام خوفاً من أن يصاب أي منهم بنوبة عطاس أو دكّ «ربو» او تأرجح وميلان أمام المؤتمرين ..
فور وقوف رئيس الوفد عن المقعد الوثير يقوم احد المرافقين بسحب البنطال او الدشداشة من المكان الذي التصق به ، ثم يهرول أمامه الحرس والمرافقون و المراسلون الصحفيون والسكرتيرة الخاصة جداً لينزرعوا أمامه على درج النزول مثل قوارير «الزرّيعة» ...وبعد ان تحط قدمه عن آخر درجة يفتح له فوراً باب سيارة مظللة طويلة أطول من القضية الفلسطينية نفسها ، على مقدّمتها يرفرف علم بلاده وعلم الجامعة ، أما باقي الوفد ،فكل يذهب في سيارة منفردة، يسبقها ويلحقها سيارات أمنية تشغّل لوّاحات الضوء وصوت التنبيه من المطار الى قاعة الاجتماعات...
ولأن العرب مثل «عجائز العزاء» لا يجتمعون الا على «مصيبة» فسيكون أول ساعة من الاجتماع خاص للتقبيل والبوس وتبادل النكات حول القوة «الجسدية»..وبعد أن يأخذوا أماكنهم خلف أعلام وآرمات بلادهم ، يلبس كل منهم قناع الحزن ويشد «مطّاطة التمثيل» خلف أذنيه كي لا تسقط أمام الشعب العربي المتسمّر أمام الشاشات..ويفتتحون الجلسة...
أمين الجامعة : (الزملاء الأعزّاء ..جلستنا الطارئة اليوم لمناقشة الخطوات التى يجري اتخاذها في ضوء تصاعد وتيرة الإعتداء الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.والتحركات العربية المطلوبة في مواجهة هذه الاعتداءات، ووضع الأمة العربية أمام مسؤولياتها ومطالبتها باتخاذ الاجراءت الكفيلة بوقف التصعيد الاسرائيلي السافر بحق مقدساتنا).
يتثاءب رئيس وفد شقيق، ويميل آخر برأسه على مرافقه لأخذ رأيه، يأتي مساعد الأمين العام يخرج توصية قديمة مشطوب عنها التاريخ...ليتلوها في ختام الاجتماع...(يدين أعضاء مجلس الجامعة العربية ويشجبون بشدّة الاعتداء الاسرائيلي السافر على المقدسات في القدس الشرقية..هذا ونكلّف الأخ السفير الفلسطيني بوضعنا في آخر التطورات )...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ثم بعد ان يتوقف النقل المباشر من مقر «الجامحة» العربية ..يتم بث اغنية حماسية...على الأرجح ستكون:
طارئة من بيت أبوها..رايحة لبيت الجيران..
وبهذا يكون العرب قد ردّوا على الاعتداء..

(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-05-2013 05:23 AM

ليست الجامعة إلا انعكاسا للنظام العربي العاجز المنتهية صلاحيته.

2) تعليق بواسطة :
12-05-2013 08:40 AM

اضحكتني شكرا لك على عالصبح

3) تعليق بواسطة :
12-05-2013 10:06 AM

بلابي بلابي بلابي لكي حبي وفؤادي

4) تعليق بواسطة :
12-05-2013 10:07 AM

ذكرتني وضحكتني كمان .زمان عند ما كان الناس لا يعرفون قيمة الزبل (اجلك الله )كانوا يساوه كوام في مناطق متفرقه من القرى وطبعا كانت هذه الاكوام احسن مكان لاجتماع عجايز القريه ونسوانها .طبعا في الاجتماعات هذه تبحث كل المشاكل بالقريه وحتى القرى المجاوره والعجيب ان ما تقرره العجائز وتتفق عليه النساء غالبا ما ينفذ وتكون الحلول مرضيه وطيبه رغم ان اجتماع مزبله ونساء .فمتى تنجح اجتماعات مزبلتنا الحاليه القديمه المتجدده ؟.جاوب يا زعبي ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012