أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


لماذا تركتم النسور يتورط؟

بقلم : فهد الخيطان
13-05-2013 11:59 PM
رئيس الوزراء عبدالله النسور، في موقف لا يحسد عليه اليوم، وحكومته مهددة بالسقوط في البرلمان؛ ليس بسبب مذكرة حجب الثقة فقط، بل لأن النسور تلقى أول من أمس إشارة ملكية بعدم توزير النواب في هذه المرحلة.رئيس الوزراء بنى خطته لنيل ثقة مجلس النواب على فكرة توزير النواب. كان هذا خطأ جسيما، والأغلبية من النخب السياسية والإعلامية خالفته الرأي. لكن وللإنصاف، فإن الرجل لم يخفِ الأمر؛ بل كان واضحا منذ البداية، وأعلن ذلك في رده على مناقشات النواب تحت القبة، وصرح به بعيد تشكيل الحكومة، لا بل إنه تعهد به خطيا في رده على كتاب التكليف السامي. راجعوا رد النسور على كتاب التكليف، فهو يتضمن نصا صريحا 'يستأذن' فيه الملك بإجراء تعديل على الحكومة، يتم من خلاله إشراك النواب في السلطة التنفيذية.إذا كان توزير النواب أمرا غير مرغوب فيه الآن، وهو توجه صحيح من وجهة نظري، فلماذا لم ينبه أحد في 'السيستم' النسور، على الأقل بالطلب منه عدم تضمين كتاب الرد إشارة صريحة للموضوع؟لم يعترض أحد في حينه سوى بعض النواب وكتّاب المقالات، فيما التزم المسؤولون الصمت. ربما اعتقدوا أنه مجرد خطوة تكتيكية لكسب ثقة النواب، ثم بعد ذلك يكون لكل حادث حديث. لكن النسور أخذ الأمر على محمل الجد، وعندما حان وقت الوفاء بالوعد جاء الضوء الأحمر من القصر.رئيس الوزراء في ورطة؛ فهو من جهة لا يستطيع أن يتحدى الإشارة الملكية، ومن جهة أخرى سيجد نفسه في موقف محرج مع نواب قطع أمامهم وعدا بالتوزير. وفي الوقت ذاته، عليه أن يكسب رضاهم ليمرر قرار رفع أسعار الكهرباء، ويتجنب التصويت على طرح الثقة بحكومته بعد أن وقعت أغلبية نيابية على عريضة لحجب الثقة.معادلة صعبة بلا شك، كان يمكن تجنبها لو أن خطاب الدولة اتسم بالوضوح منذ البداية بشأن مسألة توزير النواب. كنت أعتقد وما أزال أن مبدأ التوزير كان يجب حسمه مبكرا، منذ أن انطلقت مشاورات التكليف بين رئيس الديوان الملكي والكتل النيابية، وعدم تركه لمساومات تأليف الحكومة، لأننا نعرف أن الرئيس المكلف سيضطر إلى تقديم التنازلات من أجل الظفر بثقة النواب؛ وهذا ما حصل بالفعل. بما أن المبدأ لم يُحسم من القصر، ضغط النواب على النسور فنالوا وعدا مكتوبا بالتوزير؛ وعندما مر الوعد بدون اعتراض، خُيّل للنسور أن ذلك إشارة ضمنية بالموافقة، فمضى في طريقه.عمليا، النسور يدفع الثمن لحالة من الغموض لفّت خريطة الإصلاحات بعد الانتخابات النيابية، وما أسفرت عنها من نتائج لا تنسجم تماما مع الأهداف والطموحات المنشودة.ليس أمام النسور من خيارات متاحة؛ مذكرة حجب الثقة ضيقت من هامش المناورة، والضوء الأحمر وضعه في دائرة الاستهداف، وقرار رفع أسعار الكهرباء في مثل هذه الظروف يعد انتحارا.ماذا بوسعه أن يفعل بعد هذا الخذلان غير أن ينسحب بشرف، قبل أن يدخل التاريخ كأول رئيس وزراء في عهد المملكة الرابعة تسقط حكومته تحت قبة البرلمان؟fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-05-2013 01:30 AM

بات من المؤكد ان النظام هو حارق لاي شخصيه اردنيه ، وبات من المؤكد ايضا انه يعجز عن تلميع اي شخصية مقربه، الضوء الاحمر بعدم توزير النواب مرر صراحتا وعلنا ابان تواجد الدكتور النسور في تركيا وكنت متوقعا يبرق باستقالته من هناك وتسجل له كما فعلها القاضي الخصاونه . شخصية النسور محيرة من زاويه لا احد يستطيع ان يشكك بوطنيتها وتفانيها العنيد لصالح الوطن ومن زاويه اخرى كما يقولها الغرب لبعض سياسيه رغم ثقانتك علمك الاكاديمي الواسع والعريض الا ان تفكيرك Naive .

2) تعليق بواسطة :
14-05-2013 03:14 AM

.

-- استاذ ماهر ,أعذرني و لكني أعرف ابو زهير جيدا فهو سياسي ماكر "و المكر ليس صفه رديئه ".

-- ويذكرني النسور بالسياسيين اليابانيين الذين لا يمكن ان تقرأهم لشده أدبهم و صبرهم مع صلابه و صبر يتعب خصومهم و يشتتهم.

-- النسور رسمها من الفها الى يائها , وعد النواب و سبق ذلك بأن رتب مع الطراونه المخرج , سياسيا لا يعيبه ما فعل " هيك مزبطه بدها هيك ختم".

.

3) تعليق بواسطة :
14-05-2013 05:14 AM

دولته تعامل مع الوضع بطريقة الدغري , و لم يتعامل بصفاء النية و حسم السريرة . لايزال يستعمل اسلوب الخداع و يبتعد عن اسلوب الصفاء و النقاء

4) تعليق بواسطة :
14-05-2013 08:47 AM

مقال جيد المضمون وبعيد في معانيه ومغازيه

ولكنني يساورني شعور بأن الحكومة لن ترحل ,,,!!!
أقول يساورني ذلك الشعور

5) تعليق بواسطة :
14-05-2013 01:58 PM

تحية للأستاذ الكاتب

السيد النسور باعتقاده بأنه صاحب ولاية عامة ، و هذه نقطة ضعفه هو توهم بذلك و حاول غيهامنا بذلك

لسيد النسور إستأذن بتوزير بعض النواب و لكن لم يؤذن له ، كان عليه أن لا يعطي وعودا قبل أن يستأذن "صاحب الولاية ل يستأذن"

السيد النسور عليه اإستقالة فورا و عدم الإستمرار لأنه لم يلتزم بما أوعد

رحم الله امئ عرف قدر نفسه فوقف عندها

6) تعليق بواسطة :
14-05-2013 02:00 PM

النواب هم الذين في ورطة..

لأنهم صاروا مكشوفين امام الراي العام بان همهم (الذي يؤيدون فيه او يسقطوا الحكومة)، هو التوزير من عدمه..وليس رفع الجكومة اسعار الكهرباء والخدمات الاساسية بما سيؤثر حتماً على الطبقيتن الوسطى والدنيا.. بينما هي تترك القطط السمان بدون اي عبء اضافي عليها..

واغلب الظن انهم، اي النواب، لن يواصلوا التورط.. لديهم قدرة على تلمس الاشارات..ويقدمون مصالحهم الطويلة الامد على القصيرة: فشتان بين توزير لشهر او شهرين وبين التمتع بمزايا النيابة لاربع سنوات.. اما اذا حجبوا الثقة عن الحكومة وجرى بالتالي حل مجلسهم "الموقر".. فهم يدركون ان هناك احتمالات كبيرة ان لا يعود كثير منهم الى المجلس..وهكذا..

7) تعليق بواسطة :
14-05-2013 02:51 PM

عذرا استاذ فهد, لخطأي في توجيه التعليق بإسم ماهر.

8) تعليق بواسطة :
14-05-2013 09:05 PM

واحد صاحبنا عزم جماعة على العشا بدون ان يشاور مرته شو صار في العزومة...؟؟؟

9) تعليق بواسطة :
14-05-2013 09:10 PM

وماذا عن قراري النواب الافراج عن احمد الدقامسه وطرد القرد الاسرائيلي اما تسمجيب الحكومه او يسقطوها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012