أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


«ديسلايك»

بقلم : احمد حسن الزعبي
16-05-2013 12:34 AM
لو أن هناك جهازاَ مثل جهاز «ريختر» لقياس المزاج العربي..لاكتشفنا أن أمزجة الشعوب العربية هذه الأيام..»مطيّنة بستين طينة»، لا تعرف ماذا تريد؟ ولا إلى أين تتجه؟ وما هو المقبول بالنسبة لها؟ وما هو المرفوض؟..لا بل قد تحسّ أحياناً أن ربيعاً عربياً واحداً لم يعد كافياً لإرضاء نزقها واختلافها مع نفسها..بل هي بحاجة إلى كوكتيل من الفصول مضروب على «خلاّط مولينيكس» بحجم الجامعة العربية..
الوطن العربي كله تجتاحه حالة «مغص فكري»..فلا الذين غيّروا أنظمتهم «ارتاحوا» ولا الذين لم يغيّروا أنظمتهم «ارتاحوا».. لأن العقول نفسها غير مرتاحة.. والأنفس كذلك غير مطمئنة.
من خلال تجربتي الشخصية... أشعر أحياناً أن تواجدي على «الفيس بوك» و»التويتر»...تماماً كمن «يلقط خبيزة» في منطقة حدودية متنازع عليها، لا تعرف من أين يأتيك الرصاص؟ ومتى وكيف ولماذا؟ ولا تعرف من يطخّ ليدافع عنك ومن يطخّ عليك ليقتلك فالأمور «طعّة وقايمة» ؛الكل متسلّح «بالكيبورد» وينتظر أية حركة مريبة بين عشب الكلام «ليشمطك» أو يجرّب «كيبورده» فيك..
مثلاً إذا كتبت تعليقاً تعاطفت فيه مع الطبقة الكادحة وعمال الوطن.. يكتب لي احدهم (انت شيوعي صح؟؟)..وإذا كتبت عبارة إيمانية خالصة..أجد تعليقاً مفاده:(خلي الإخوان المسلمين ينفعوك)؟؟..إذا تعاطفت مع الحراك..خوّنتك الموالاة..وإذا تعاطفت مع الدرك..خوّنك الحراك...إذا كتبت عن الحب..(اخص سقطت من عيني)..وإذا كتبت عن الأوضاع في البلد...(الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)!..إذا تعاطفت مع الجيش الحر..( أكيد واصلك شيك من الشيخ حمد!!)..وإذا تعاطفت مع سوريا البلد (أكيد واصلك شيك من بشار)؟؟ وكأنني « لافروف « أو الأخضر الإبراهيمي ولست مواطناً عربياً ملتعن سنسفيله مما يقرأ ويرى ويشاهد!!..
ذات مساء قلت سأضارب على بابا الفاتيكان فرنسيس الأول واكتب عبارة أكثر بابوية منه، عبارة تفيض تسامحاً ومحبة فكتبت: ( يا رب اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وعطّر قلوب الأردنيين بالمحبة) أول ثلاثة تعليقات كانت «آمين»..التعليق الرابع كان «تفووووو»..والخامس «يلعنك»...بينما أكرمني السادس بــ» أحّ ما أبردك»!!.
للأمانة «اليو تيوب» ليس أحسن حالاً من «الفيسبوك» و»التويتر»..فأحياناً تشاهد مقطعاً كوميدياً رائعاً، أو أغنية من الزمن الجميل، أو برنامجاً هادفاً،أو تسجيلاً سياسياً..وما ينتهي وتنزل عينك أسفل مستطيل العرض لتقرأ وجبة من «التطعيمات» المنتقاة للممثل أو المطرب أو المقدّم أو حتى رافع «الفيديو»..
أول أمس قلت في نفسي سأبحث عن شيء من المستحيل أن يكون عليه تعليق أو «ديسلايك»..بحثت تحت عنوان (أروع ما جوّد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد)..فمن غير الممكن أن يختلف اثنان عاقلان على صوت الشيخ عبد الباسط، كما لا يمكن أن يختلف اثنان عاقلان على كلام الله..المفاجأة أني وجدت على (فيديو) التجويد هذا (268) ديسلايك!!!!!!!..فأيقنت أن هناك «ديسلايك» كبيرة تسكن العقل العربي الراهن!!..وإذا استمرّ الوضع على ما هو عليه... سيصبح اسمنا «الوطن الديسلايكي الكبير»...بدلاً من الوطن العربي الكبير.
وهاي لعيونكو أحلى «ديسلايك»...(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-05-2013 12:39 AM

أحمد.. أستطيع أن أختزل أسباب كل المشكلات التي يعاني منها العالم العربي في كلمتين: "غياب القادة"!

2) تعليق بواسطة :
16-05-2013 12:40 AM

يابي ما اخف دمك .دسليكين مع بعضهن .

3) تعليق بواسطة :
16-05-2013 04:03 AM

رقم 1 اصلا مافي قادة والموجود عبارة عن مزعطة بتلعب بمقدرات الامة.

4) تعليق بواسطة :
16-05-2013 05:20 AM

ليس غياب القادة هو المشكلة ..المشكلة في العقل العربي نفسة وطريقة تفكيره ورؤيته للامور هنا مكمن الخلل!

5) تعليق بواسطة :
16-05-2013 07:09 AM

مشاكل العالم الثالث تحل اذا تحسن "التعليم" في ظل دولة "القانون" والمؤسسات (العدالة والمساوة للجميع)
لكن لحد الان لم نصل لمرحلة الوعي المطلوب ولكن سنصل يومماً ما...

6) تعليق بواسطة :
16-05-2013 07:09 AM

مشاكل العالم الثالث تحل اذا تحسن "التعليم" في ظل دولة "القانون" والمؤسسات (العدالة والمساوة للجميع)
لكن لحد الان لم نصل لمرحلة الوعي المطلوب ولكن سنصل يومماً ما...

7) تعليق بواسطة :
16-05-2013 08:27 AM

مقالك أخ أحمد معبر جدا ً و صادق. يكفي مثلا ً أن تذهب لأي فيديو موجود لتشاهد حجم المناكفات و الشتائم بين المعلقين، و التي تبدأ عادة ً من معلق لا يعنيه الفيديو، حيث أن الفيديو يكون موجه من شخص ينتمي لتيار معين (في السياسة أو العرقية أو الدين) إلى أشخاص من نفس تياره، فتجد معلق ليس منهم يبدأ بانتقادهم و يُفتح الباب لكل ما ما هو بشع!

أسأل نفسي كثيرا ً لماذا يعلق المُسلم على فيديو صلاة لمسيحي؟ لماذا يعلق المسيحي على فيديو صلاة لمسلم؟

لماذا يتدخل السني في فيديو رفعه شيعي و لم يسئ إليه في شئ؟ لماذا يسب الشيعي شيخ سني لم يذكره؟

الجواب أو بالأحرى جزء من الجواب هو أننا لا نمتلك ثقافة "تميز الخصوصية" نعم هناك خصوصية على النت، و كل ما عليك أن تفعله هو أن لا تعلق أو تتدخل في موضوع أنت غير مدعو إليه و خاص بجماعة أنت لا تنتمي لها فكريا ً أو عرقيا ً أو عقائديا ً أو مجتمعيا ً.

الاحترام أخي أحمد أساس الحياة و نحن فقدنا الاحترام حين أمسكنا الكيبورد، غياب الرقيب عندنا معناه عمل أي شئ ما دمت تقدر، و هذا إنذار أخلاقي يجب أن ننتبه له.

الناس تتباين في آرائها و أسلوبها في التعبير، لكن لا يمكن قبول الإساءات بحجة تباين الآراء، لذلك فليختر كل معلق الموضوع الصحيح للتعليق عليه، و ليكن تعليقه باحترام و أدب.

دمت بود أخي الكريم.

8) تعليق بواسطة :
16-05-2013 08:49 AM

صراحة انت ارائع مقال ممتع

9) تعليق بواسطة :
16-05-2013 11:07 AM

قال الامام علي والله أعلم ؛-
ولا خير في ود امرئ متلون .... اذا ماالريح مالت مال حيث تميل .
وقال الرسول قبله والله اعلم :-
لايكن احدكم امعة يقول اذا احسن الناس احسنت واذا اساء الناس اسأت ، ولكن وظنوا انفسكم اذا احسن الناس ان تحسنوا واذا اساء الناس ان تجتنبوا الاساءة ، وذو الوجهين لايكون وجيها عند الله .

10) تعليق بواسطة :
16-05-2013 11:24 AM

الى السيد عين تربيع رقم (1)
نعم مصيبتنا في عدم توفر قادة صادقين مخلصين موالين للوطن يتسمون بالجرأة في قول الحق وبالحزم في اتخاذالقرارات ومتصفين بالامانة والموضوعية الدائمة ، هذه الصفات عندما توفرت في تلامذة الرسول الاعظم وجدنا كيف انهم استطاعوا نشر الاسلام والسلام والعدل في جميع انحاء العالم الحي آنذاك وفي وقت قصير ، كانت قلوبهم خالصة لله ولرسوله وللعقيدة وللعمل بأخلاص لصالح الامة ، اما في هذه الايام فدلني على قائد واحد فقط يخلص في وده لمحبوب واحد ، وكل منهم لايهمه من حكمه الا لعب القمار وشرب الخمرة ومعاشرة النساء وقضاء السهرات ومتعة الرحلات والمظاهر الكذابة والمهرجانات الفاسقة وحب الظهور ونيل المديح وشراء الذمم وكسب الولاءات وتقريب الفاسدين و...و...و... الخ .

11) تعليق بواسطة :
16-05-2013 01:03 PM

والله انك صادق احترنا يا قرعنا من وين انبوسك بس انت تستحق مليون لااااايك

12) تعليق بواسطة :
16-05-2013 02:48 PM

يا زلمه يا بيييييييييييييييي ما ازكاك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012