أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


ليست قصة السفير فقط

بقلم : ماهر ابو طير
17-05-2013 01:06 AM
مغادرة السفير الإسرائيلي في عمان، وعودته المرجّحة بعد فترة، اثارت ضجة واسعة...

قصة السفير الاسرائيلي في عمان مثيرة للتساؤلات على كل المستويات هذه الأيام، لانها ما بين الرمزية وحجمها الأساس، مهمة للغاية.

الأهم من طرد السفير الاسرائيلي من عمان، أو استدعاء السفير الاردني في اسرائيل، فتح ملف التطبيع بكل مساراته، وعلى فعاليات كثيرة، ألاّ تتشاغل فقط بقصة السفير، فيما بين ايدينا آلاف الحكايات حول اختراقات سياسية واقتصادية وامنية، وهذا الملف مطروح على الجميع من اجل فتحه، ومعالجة تفاصيله، حتى لا نهرب كلنا باتجاه قصة السفير فقط.

هذا لاينتقص من الرسائل التي يتم بثها داخلياً وخارجياً، لان السفير الاسرائيلي، رأس البعثة الاسرائيلية في عمان، لكنه ليس كل القصة، ولو غادر السفير برضاه او طرداً، فإن البعثة الاسرائيلية باقية، وتمارس مهماتها السرية والعلنية دون اي تأثر، وهذا يمنح المطالبين بإغلاق كل السفارة الاسرائيلية شرعية اكثر في مطالباتهم، لان القصة لا تتعلق فقط برأس البعثة.

هناك عمليات تطبيع جارية،ايضاً، مع العدو الاسرائيلي، على الصعيد الاقتصادي، بمبالغ فلكية تصل الى مئات الملايين سنوياً، ولاتقف عند حدود الخضار والفواكه، ومعركة مقاومة التطبيع يراد حصرها بالجزر والافوكاتو، وهذا نمط يذكرنا بذات قصة حشر قصة التواجد الدبلوماسي الاسرائيلي بالسفير فقط، والتبادلات التجارية يراها العاملون في الجسور، ويعرفها المطلعون.

هذه خروقات خطيرة، خروقات لا يمكن السكوت عليها، وتمتد الى قضايا اخرى،إذ ان الاف المواد الاولية القادمة من اسرائيل معفاة من الضرائب، وهناك دخول لمواد ذات استعمالات طبية وفي البناء، وصولا الى مستوردات اخرى، فوق تصدير الزيتون الى اسرائيل، والتحايل الذي تتسرب حوله المعلومات بشأن سلع اسرائيلية يعاد تصديرها باعتبارها اردنية الى العالم العربي.

احدى مشاكلنا في العالم العربي التركيز على الرمزيات، او على عنوان رئيس واحد، وترك التفاصيل، وهذه نراها في ترك كل ملف التطبيع الاقتصادي بأسراره والتركيز على ثلاثة انواع من الخضار والفواكه، ونراها ايضا في التمثيل الدبلوماسي الاسرائيلي في الاردن، عبر التركيز فقط على السفير وترك كل النشاطات المشبوهة للسفارة سياسياً وامنياً ومعلوماتياً.

قليلو الشرف ممن ُيطبّعون مع الاحتلال في الداخل او الخارج، وصلوا الى مرحلة التباهي بقلة الشرف، وقليل الشرف هنا، يخدع نفسه قبل غيره، بتبرير خياناته وافعاله، لكنه يصطف فعليا في طابور الجاسوسية للعدو، متناسياً ان الزمن قصير، وان الصبر خير ألف مرة، من التراجع والانهزام الوجداني والتسليم للاحتلال بكل شيء.

من أجل ان نتخلص من «الهبات الموسمية» لابد من عمل مؤسس ومنظم لمقاومة التطبيع يفتح كل اسرار هذا الملف، ويقود جهداً شعبيا لا يتراجع كل فترة، ولا يتحول الى مجرد عنوان يستذكر ما يريد ويتناسى ما يريد ايضاً.

المعركة مع اسرائيل لا تتجزأ.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-05-2013 01:57 AM

"المعركة مع اسرائيل لا تتجزأ" جميلة ومعبرة هذه الجملة ، لكن لا ادري لمن وجهت ؟؟ وصلت فينا كشعب ان كشر او تجاهل احد مسؤولينا في وجه مسؤوليهم نعتبره انتصارا وفخرنا لكافة العرب ، ما كتبته يا ابو طير يمارس فعليا من عقود ، لا ادري ما منعك ان تشيد بموقف النواب لتصويتهم بطرد السفير من البلاد !!؟؟ إلا ان كانت تخالف التعليمات .

2) تعليق بواسطة :
17-05-2013 08:40 AM

بالنسبة الى موضوع مغادرة السفير الاسرائيلي فسببه

1 امني وقائي من الدرجة الاولى لاحتواء التصعيد الشعبي ضده
2 تخفبف العبء عن حكومة النسور العرجاء
3 وقف زخم مجلس النواب في هذا الاتجاه

3) تعليق بواسطة :
17-05-2013 02:54 PM

لا اعتقد أن أجماع البرلمان على طرد السفير سيكون ذو نتيجه , وللأنصاف فقد علق سفير اسرائيلي بهذا االمعنى ووضح أن دور البرلمان الأردني دور وظيفي لتنفيس المشاعر ولا يقرر شيئا في سياسه الدوله .

4) تعليق بواسطة :
17-05-2013 10:25 PM

اسرائيل العدو الاول للاردن اي تحريف او تغيراو تبديل هو فقدان الاتجاه وتشتت وفسدت كل السياسات والاستراتيجيات وضاع الوطن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012