أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


الإخوان بين إصلاح النظام وإصلاح «التنظيم»!

بقلم : حسين الرواشدة
18-05-2013 01:20 AM
في مصر، سنة واحدة كانت كافية للانتقال من مرحلة “إسقاط” النظام الى مرحلة “اسقاط التنظيم”، وسواء اتفقنا مع “حركة تمرد” التي بدأت بجمع ملايين “التواقيع” لسحب الشرعية من الرئيس المصري وجماعة الإخوان أو اختلفنا معهم، فإن اللافت أن تنظيم الإخوان الذي اصبح هو “النظام” الحاكم يتعرض لموجة من الغضب والانتقاد، ليس من خصومه السياسيين الليبراليين والعلمانيين فقط بل من الذين كانوا محسوبين عليه ومن “السلفيين” الذين كانوا حلفاءه فيما مضى.

دعوات اسقاط النظام التي ارتفعت في “الميادين” العربية كانت - بالطبع - مفهومة، فقد وصلت “السلطة” الى درجة عجزت فيها عن اصلاح ذاتها، وتحولت الى عبء على مجتمعاتها، ومع تعطل حركة اصلاح نفسها بنفسها وتواطؤ الآخر معها “نفد” صبر الناس، وخرجوا لاسترداد “شرعيتهم” واستعادة حقوقهم المنهوبة.

لكن لماذا يخرج الناس اليوم للمطالبة “بإسقاط” التنظيم في مصر مثلا؟ إذا استثنينا الأسباب التي تدفع الخصوم التقليديين لذلك (وبعضها غير مبرر) والأسباب الاخرى التي تغري الآخر بإجهاض اي ثورة شعبية تبعا لـ”بوصلة” مصالحة، فإن ثمة اسبابا يتحمل مسؤوليتها “التنظيم”، فتنظيم الإخوان المسلمين -مثل أي تنظيم آخر- عجز عن تجديد حركته، تماما مثلما عجزت الأنظمة، كما انه فشل في الخروج من “السياج” الذي يفرضه على أعضائه، لدرجة انه يحوّلهم الى “نسخ” متشابهة معطّلة عن الإبداع، ومنقادة “للمركز” ومطيعة للأوامر، بل اكثر من ذلك فالتنظيم لا يقيّد حريات المنضوين داخله فقط، بل بسبب غياب الديمقراطية الداخلية، وضغوط “الفساد” في البيئة الاجتماعية والسياسية المحيطة، يصبح “التنظيم” جزءاً من هذا الفساد، ويعكس - للأسف - في الغالب أسوأ ما في المجتمع.

حال “التنظيم” - اي تنظيم - في بلداننا العربية يشبه الى درجة كبيرة حال “الانظمة”، والاختلاف - اذا حصل - كان في الدرجة الأولى لا في النوع، وبالتالي فإن الذين يصرون على ان الربيع العربي طرق أبواب الانظمة فقط، لا الحركات والدعوات والتنظيمات، يخطئون كثيراً في هذا التصور، فكما ان المطلوب من الانظمة ان تتحرك باتجاه الاصلاح والاستجابة لمطالب شعوبها، فإن المطلوب من “التنظيمات” (الإسلامية بشكل محدد) ان تفتح لواقطها - ايضا - لالتقاط ذبذبات مجتمعاتها، وقبل ذلك ذبذبات اعضائها والمنتسبين اليها، واذا لم تفعل ذلك، وآثرت الاستحواذ على القرار، واقصاء المخالفين وفرض “الطاعة” على المؤمنين بفكرتها، فإنها تحكم على نفسها عندئذ بالفشل، وتتحول الى “سلطة” قمع، ولن يستغرب أحد اذا ما خرج الناس للمطالبة بإسقاطها.

اذا اتفقنا على ان للإصلاح معاييره وشروطه ومآلاته، فإن ما ينطبق على الانظمة يجب ان ينطبق على التنظيمات والحركات، فليس من المنطق ان توظف الحركات “المظلومية” مثلما توظف الانظمة “الخطر المحدق بالبلاد” للهروب من استحقاقات الاصلاح، وليس من المنطق ان تخرج التنظيمات على حكوماتها وتنتقدها بدعوى انها تتعامل معها بمنطق الاقصاء والظلم، أو أنها “تتغول” على الناس، او أنها عاجزة عن تحقيق ارادة المجتمع، فيما هي الأخرى تتعامل مع اعضائها بالمنطق ذاته، ظلماً واقصاء وخيبات على مستوى الانجاز والتغيير ايضا.

لا شك أن “الإسلاميين” يدركون - اكثر من غيرهم - ان سنن الله وقوانينه في التغيير والاستبدال لا تحابي احداً ولا تستثني احداً، وبالتالي فإنهم مثل غيرهم معرضون “للاستبدال” والتغيير، وكما أنهم يعتقدون “بمشروعية” المطالبة بإسقاط غيرهم ممن انطبقت عليه تلك الشروط أو إصلاح انظمة يشكون من شيوع الامراض فيها، فإن مطالب غيرهم “إسقاطهم” او “إصلاحهم” تبدو مشروعة اذا ما وقعوا في الأخطاء ذاتها.. أليس كذلك؟(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-05-2013 10:11 AM

ههههههه ... تسلم ل ستك شو ظريف !!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012