أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


أخبار مفزعة!

بقلم : فهد الخيطان
20-05-2013 11:47 PM
لأيام مضت، انشغلت وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي بأخبار مفزعة: لا رواتب للموظفين بعد ثلاثة أشهر؛ انفجارات يخطط لها النظام السوري في الزرقاء والمفرق. كانت هذه مجرد عينتين، وهناك ما هو أخطر.حظيت تلك الأخبار بمتابعة واسعة، وجرى تداولها على نطاق واسع. وأضاف إليها البعض، معتمدين على خيالهم الواسع، المزيد من عناصر التشويق والإثارة. لكن قصة الرواتب هي مجرد ملاحظة عابرة وردت خلال لقاء الملك مع النواب، في معرض الحديث عن سوء الأوضاع الاقتصادية، وقام أحدهم ببهرجتها ونشرها باعتبارها حقيقة.وبالنسبة لتفجيرات الزرقاء والمفرق، والتي اعتقد بعضنا أنها قد وقعت بالفعل من كثرة ما تم تداولها، فهي مجرد توقعات لكاتب كويتي، جاءت في سياق هجومه على 'النظام النصيري' في سورية.في عصر الإنترنت والإعلام الرقمي، تتدفق المعلومات والأخبار كالسيل الجارف، وفيها من الأكاذيب ما يساوي الحقائق تقريبا، ولا تستطيع أي جهة 'فلترة' المعلومات أو تنقيح الغث من السمين. الفيصل في العملية كلها هو المتلقي، والذي يفترض به، وبعد تجربة ليست بقصيرة مع وسائل الإعلام الجديد، أن يكون بلغ سن الرشد الإلكتروني، بحيث يصبح قادرا على تقييم المعلومات ومدى صحتها وأهميتها، قبل أن يصدقها ويجهد في ترديدها.لكن، تنبغي الإشارة هنا إلى أن التعامل مع الإشاعات والأخبار غير الموثقة يختلف من مجتمع لآخر. في الدول الديمقراطية العريقة، تحرص الحكومات على بناء جسور الثقة مع المواطنين، وتحترم حقوق الناس في الحصول على المعلومات؛ فلا يعودون مضطرين للالتفات إلى الأخبار المفبركة، وتتشكل لديهم مناعة ضد الإشاعات.في بلدان مثل الأردن تغيب عنها مثل هذه التقاليد، ترسخ الانطباع لدى عامة الناس بأن الحكومات تكذب عليهم باستمرار؛ فلا يصدقون رواياتها، بينما يتبنون الأخبار التي تأتي من مصادر أخرى، حتى ولو كانت مجهولة أو غير موجودة أصلا، خاصة إذا كانت هذه الأخبار سلبية. وفي الجلسات العامة، كثيرا ما نسمع أخبارا ومعلومات يرددها الناس على أنها حقائق لا تقبل النقاش، بينما هي في الواقع مجرد أوهام لا أساس لها من الصحة. ولشدة تمسكهم بها، تفضل أن تجاري صاحبها ما دام غير مستعد للتنازل عنها.غير أن سرعة انتشار الأخبار المفزعة، وتصديق الناس لها، هما مؤشر على بلوغ حالة القلق مستويات قياسية. إن الشعور العام لدى الأردنيين بالخوف من المستقبل، جراء ما يحدث من حولهم في المنطقة، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة وحديث المسؤولين المستمر عن الأزمة المالية المستفحلة والقرارات الصعبة، يضعهم تحت ضغط كبير يفقدون معه حالة اليقين والثقة بالنفس، لدرجة أن معلومة لا يمكن لأحد أن يصدقها عن عدم قدرة الدولة على دفع الرواتب، تخلق حالة من الفزع في أوساط الناس، وتلقي بظلال قاتمة على الأسواق.المواطن الذي يأخذ معلومات مفبركة يفترض أنها غير قابلة للتصديق هو على الأرجح مواطن مرعوب مما يدور حوله من أحداث، ويشعر أن حياته لم تعد في مأمن. وهنا مكمن الخطر الذي يتطلب المعالجة من أصحاب الشأن.fahed.khitan@alghad.jo(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-05-2013 02:40 AM

بس يافهد مصدر معلومة مافيش راواتب كان الملك نفسه, وهل الملك كان يمزح عندما قالها ام ماذا.

2) تعليق بواسطة :
21-05-2013 07:50 AM

نفاذ رواتب الدولة بسميها الكاتب ملاحظة عابرة ؟؟!!
اما فقدان حالة اليقين والثقة بالنفس هو ناتج عن ضعف ادارة الامور وهمالة الناس الموجودة في مواقع المسؤولية و وجود فئة لا تهتم الا بمصالحها و مكتسباتها الشخصية لذا اكتشف الاردنيون فجأة ان كل ما تغنوا فيه طيلة السنوات الماضية كان كذب بكذب

3) تعليق بواسطة :
21-05-2013 09:18 AM

بقول المثل، مية مبخّر ما بلحقوا على ... الظاهر الكاتب قررالالتحاق بفريق المبخرين. يخزي العين!!

4) تعليق بواسطة :
21-05-2013 11:52 AM

نحن اصحاب الشان -الشعب الاردني --قربت بعون الله ---0

5) تعليق بواسطة :
21-05-2013 06:28 PM

نحن وكما قلت انت عنا جهلة الكترونيون نصدق بسرعة كل مانسمع بلا تدقيق او تمحيص وانت الخبير الالكتروني الواعي الذي لاتنطلي عليه الاكاذيب نرجو ان تطئننا عما يلي ؛-1- هل صحيح انه تم بيع مقدرات وثروات ومؤسسات وشركات الاردن بأثمان بخسة ام لا ؟؟
2- هل بقي شيء صالح للبيع لم يتم بيعه حتى الآن ؟؟
3- هل صحيح ان ولاة الامر هم الفاسدون في الاردن ؟
4- هل سيتم بيع المطارات العسكرية بما عليها من ظائرات مهترئة قبل توقف صرف الرواتب لحل المشكلة ؟
5- هل الدول التي تتصدق علينا ترفض مساعدتنا نقدا للأنها فقدت الثقة بولاة امرنا وتطالبنا بتقديم فواتير مصدقة معتمدة صحيحة عن اي مشرع يمكن ان نقدم عليه ولو كانت كلفته عشرة دنانير ؟
هذه اسئلة سهلة اجب عنها لتثبت لنا انك واع لاتنخدع بسهولة ولا تصدق كل ماتسمع ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012