أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


من أجل عاصمة خالية من السفراء!

بقلم : فهد الخيطان
23-05-2013 12:45 AM
يستحق الأردن الاعتذار من الحكومة العراقية؛ فما أقدم عليه طاقم السفارة في عمان هو عمل شنيع، استفز مشاعر قطاعات شعبية واسعة، كان لها هي الأخرى الحق في الاحتجاج السلمي على هذا التصرف الأرعن. لكن ما عدا ذلك كان تجاوزا مريعا لكل التقاليد. الإعتداء على عراقيين والإساءة لهم، وإهانة طائفة كريمة وكبيرة من الشعب العراقي، وإطلاق الدعوات التحريضية لقتل السفير والدبلوماسيين، ومحاولات اقتحام السفارة؛ كانت في مجملها تصرفات غير معقولة. والأسوأ من ذلك تورط وسائل إعلام في نشر وترويج بيانات وتعليقات تحض على الكراهية الطائفية، وتروج لفتاوى إهدار الدم، في انتهاك خطير لقواعد ومعايير العمل الصحفي المتعارف عليها في العالم.ماذا لو أقدم مواطن غاضب على قتل دبلوماسي عراقي، أو حتى مواطن عراقي في عمان؟ في مثل هذه الحالة، تكون وسائل الإعلام شريكا في الجريمة. وفي دول العالم الديمقراطي التي تتمتع وسائل الإعلام فيها بسقف عال من الحرية، لاتجرؤ صحيفة أو موقع إلكتروني على نشر رسائل تحريض عنصري ودعوات للقتل كالتي حفلت بها وسائل إعلامنا الإلكتروني في اليومين الماضيين، لأنها ستخضع لحساب عسير أمام القضاء، وقد يتم إغلاقها فورا.وكان من المؤسف أن ينخرط نواب في حفلة الشتائم تحت القبة، وإطلاق العبارات المسيئة لشعب شقيق، وأكثر من ذلك الإقدام على تصرفات صبيانية لا تليق بسلطة يتعين عليها في مثل هذه الظروف أن تعمل على تهدئة الشارع بدلا من تهييجه، كما حصل في جلسة أول من أمس. بماذا يختلف النواب عن باقي الناس إن هم تصرفوا مثلهم؟!وفي سنوات الحراك الشعبي الأخيرة، صار التظاهر والاعتصام أمام السفارات العربية والأجنبية عملا روتينيا من أعمال الحراكيين؛ لا بأس، فذلك حق للناس في كل مكان. لكن كلما 'دق الكوز بالجرة' تصدح حناجر المتظاهرين مطالبة بطرد هذا السفير أو ذاك. لا أعني السفير الإسرائيلي هنا؛ ففي السنة الأخيرة شملت طلبات الطرد نحو سبعة سفراء عرب وأجانب. ولو أن الحكومة جارت الشارع في هذه المطالب، لخلت عمان من السفارات في أقل من شهر، وأصبحنا بلدا معزولا على مستوى العالم. فبعض الذين يطالبون بطرد سفير هذا البلد أو ذاك، لا يعلمون أن ذلك يعني قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.هل نريد حقا أن نقطع علاقاتنا الدبلوماسية مع العراق على سبيل المثال؟ ماذا سيترتب على ذلك من خسائر؟تجمعنا مع العراق وسورية وغيرهما من البلدان شبكة عريضة من المصالح الاقتصادية المتبادلة، والمشاريع المشتركة، ناهيك عن العلاقات الاجتماعية المتشابكة بين الشعبين.ينبغي علينا أن لا نتصرف بانفعال، وأن نفكر بمصالحنا لا بعواطفنا. ومصالحنا تقتضي علاقات طيبة من دول الجوار ومع دول العالم كافة. وعند وقوع تجاوز مثل الذي حصل مؤخرا في عمان، هناك وسائل دبلوماسية وقانونية معروفة تلجأ إليها الدول لمعالجة التجاوزات وتسوية الخلافات، بما يضمن حقوق الدولة وكرامة الأفراد.fahed.khitan@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-05-2013 07:17 AM

إقتباس :-

"" من أجل عاصمة خالية من السفراء!""

أخي فهد ,,

مقال رائع لمن في قلبه ذرة إيمان

ولكننا في زمن المشي بالمشقلب والشقلوووووب

الأدهى والأمرُّ والأعوص الأنّ أنّ نواباً حسبناهم أُردنيون قاموا بارتكاب جريمة بحق الوطن والشعور الوطني ,,,برفع تلك الصورة
لست ضد أن يعشق أحد من بعثيي العراق أو غيرهم صدام حسين بالرغم مما بدر منه وما أقدم عليه فهذا شأنهم وشأن تفكيرهم وانتمائهم الحزبي والعقائدي فهناك من يعشق ويؤيد بن لادن !!!! ولله في خلقه شؤون ...

معلومة مؤكدة مليون بالمليون
فمنذ أيام صدام حسين كانت السفارة العراقية في عمان كغيرها من السفارات العراقية في باقي العواصم الخلية الأولى المتقدمة من خلايا وبؤر التجسس والعمل الإستخباراتي ذي المستوى المتقدم وبمختلف الأدوات والوسائل بما فيها توزيع الأُعطيات والمكارم والكوبونات النفطية والمقاعد الدراسية والمنح النقدية بالإضافة للجيش الكبير من رجال المخابرات والإستخبارات تحت مسميات دبلوماسية مختلفة وجوازات دبلوماسية بقصد الحماية ,,, فيا نواب الوطن كان الأردن مخترقاً وأي إختراق أيام سقير صدام الذي كان يصول ويجول ويرسم ويأمر وينهي ,, وأتحدى من يقول غير ذلك , أو يقوى على إنكار ذلك النفوذ الرهيب

والجريمة التي اتحدث عنها الآن هي قيام نفرٌ من النواب برفع صورة الرئيس صدام تحت قبة مجلس الوطن !!!!

الله أكبر ,,, الله أكبر

نعم سأقتبس من بعض كلام الرئيس السابق :-

( ليخسأ الخاسئون !!! والخاسؤون هنا هم "" نواب الوطن المتاجرون بكل شيء حتى بالوطن ""

ليس المقصود " عاصمة خالية من السفراء يا أخي فهد ,,, بل عاصمة لكل من هب ودب ,,, عاصمة حتى لشُذاذ الآفاق ,,, عاصمة لكل التناقضات ,,,, والأخطر عاصمة للفوضى والفتن لا سمح الله

2) تعليق بواسطة :
23-05-2013 08:26 AM

يا رجل عندما يتعلق الأمر بالكرامه......بالمصالح



وطن بلا انياب يستباح



يا سيد فهد يكفي هز ذنب وتسحيج>>>>>>>>>>>>>>>>



ارجع الى برأتك ووطيبتك الكركيه ودعك من دهاليز السياسة

3) تعليق بواسطة :
23-05-2013 10:42 AM

مقال مفيد و جيد عسى ان يضئ الطريق امام الجهلة الذين يريدون ان يجعلوا الاردن مثل جمهورية ارض الصومال

4) تعليق بواسطة :
23-05-2013 01:37 PM

كلمة حق اريد بها باطل لا يجوز مناقشة ما جرى بمعزل عن الظروف المحيطة بالوطن والمواطن ، ابن البلد اصبح يرى نفسه غريبا وان وطنه مستباح من قبل اصحاب رؤوس الاموال والمصالح لذا ستكون ردة فعله تتسم بالحدة على اي حدث يشكل له نوع من الاستفزاز خصوصا من قبل من يظن انهم اشتروا البلد بالفلوس .

5) تعليق بواسطة :
23-05-2013 10:52 PM

كل الدول لها مصالح بس أيضا لها كرامات .
المواطن الأردني أصبح رخيص وبلا كرامه بسبب سياسةالدوله الأردنيه المفلسه يعني أصبحنا بلا كرامه وبلا مصاري .
لأسف هذه الدوله هي الدوله الوحيده في العالم التي أصبح مواطنوها بلا كرامه وهي الدوله الوحيده في العالم الذي يدفع مواطنوها ضرائب وأموال للحكومه لا لخدمتهم ولكن من اجل امتهان كرامتهم.
هنالك مثل أردني قديم بقول عز نفسك تجدها فأين نحن من ذلك.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012