أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


لا خوف على الرواتب

بقلم : جمانة غنيمات
23-05-2013 02:28 AM
يشكو وزير عامل من قلة السيولة، ويقول إن ذلك يضعف من قدرة الحكومة على تسديد الرواتب. لكن كلام الوزير بحاجة إلى تمحيص وتقييم، لمعرفة مدى دقة وواقعية مثل هذه التصريحات.

ما تقوله الحكومة بدأ يُتداول من قبل أردنيين، يرددون منذ مدة مقولة تفيد بأن الخزينة لا تملك السيولة الكافية لتغطية قيمة فاتورة الرواتب، والتي تقدر بحوالي 300 مليون دينار شهريا، معللة ذلك بالظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد.

صحيح أن فاتورة الرواتب ثقيلة جدا، وقد ارتفعت خلال العام الماضي بحوالي 50 مليون دينار مقارنة بالعام 2012، نتيجة إعادة الهيكلة التي طبقتها الحكومة. بيد أن المعطيات الرقمية تكشف أن لا أزمة حقيقية تقلل من قدرة الحكومة على تسديد فاتورة الأجور للقطاع العام؛ العامل والمتقاعد.

وثمة ضغوط على الموازنة العامة تتجسد في ارتفاع عجزها، نتيجة ارتفاع قيمة دعم الكهرباء. لكنه عجز لا يصل إلى حدود خطرة حساسة من قبيل انعدام قدرة الحكومة على دفع الرواتب في بلد مثل الأردن، تعتمد شريحة واسعة فيه على مداخيل شهرية، تأتي أساساً من العمل في القطاع العام.

وتوفير فاتورة الرواتب الشهرية لم تكن أمرا هينا على الدوام، ولم يحدث أن توفرت للحكومة مجموع رواتب عام كامل مثلا. فبلد مثل الأردن يعتمد في إيراداته على الضرائب والرسوم بالدرجة الأولى، والقروض بالدرجة الثانية، لتغطية العجز المالي في الموازنة العامة، والمنح بدرجة أخيرة. ومن ثم، فمن غير الممكن أن تتوفر له مبالغ تُرصد دائما للأجور.

وخلال أول شهرين من العام الحالي، بلغ إجمالي الإيرادات المحلية والمنح ما مقداره 863 مليون دينار، فيما قُدرت النفقات بنحو 883 مليون دينار، وليبلغ العجز المالي قرابة 20 مليونا خلال الفترة ذاتها.

واليوم، تتوفر في حساب الخزينة الموحد أموال تكفي لقيمة الرواتب. كما يوجد مبلغ مقداره 385 مليون دولار قُدم من صندوق النقد الدولي كدفعة ثانية من قرض المؤسسة الدولية؛ لم تقم وزارة المالية بالسحب منه بعد، وما يزال موجودا لدى البنك المركزي.

ومعروف للجميع أن موارد الخزينة تورّد شهرا بشهر، اعتمادا على الموارد السابقة، ما يعني بالضرورة أن تدفق الأموال مبرمج ومدروس، وأن وزارة المالية التي تُحوّل الرواتب للوزارات والمؤسسات العامة، تُجري حسبة شهرية تؤمن بموجبها قيمة الإنفاق الشهري الثابت، الذي يتضمن الرواتب والتقاعد وأقساط الدين وفوائده، والتي تقدر بحوالي 516 مليون دينار شهريا.

واستمرار تدفق الأموال في قنوات تمويل الإنفاق الجاري، ومنه فاتورة الرواتب، يشي بأن القلق والخوف الشعبي الذي يساور البعض غير منطقي وليس مبررا. فتدفق الإيرادات المحلية مستمر، بما في ذلك ضريبة الدخل والمبيعات، والضريبة المفروضة على المحروقات، والرسوم الجمركية، وإيراد دائرة الأراضي والمساحة.

يضاف إلى ما سبق أن إصدارات الخزينة من سندات للرواتب ما تزال تغطى بأسعار فائدة هي الأدنى منذ سنة، والبنوك تتنافس على تغطية سندات الخزينة التي تبقى أداة استثمارية مغرية للمصارف المحلية وتُقبل عليها. وفي الأفق وعد أميركي، بكفالة قروض محلية تفوق قيمتها ملياري دولار، ويتوقع الانتهاء من إجراءاتها قبل الربع الأخير من العام الحالي، ما يوفر نوافذ تمويل إضافية للاحتياجات التمويلية المحلية.

فالأردن تاريخيا يمول عجز الخزينة من الاقتراض، فهذه مسألة ليست طارئة. وما يشاع يزيد الضغوط على المواطن ويهدد الأمن المجتمعي، ويؤثر سلبيا على الاقتصاد، ويضاعف المخاوف.

وتوفر السيولة الشهرية المطلوبة ورغم الصعوبات حاصل، وذلك لا يقلل من التحديات الاقتصادية التي تواجه البلد. لكن تضخيم الحديث لهذه الدرجة يمثل سلبية لا تخدم الاقتصاد، بل وتزيد المشكلة؛ فالحالة النفسية كثيرا ما تؤثر على الوضع العام، وتقتل أجواء التحفيز.

jumana.ghunaimat@alghad.jo


(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-05-2013 08:49 AM

نتيجة هذا التحليل لا بد من اخذ الامور على محمل الجد ولا بد من الاجراءات السريعة لضبط الامور واقترح وجبرى على اللة ان يفتح صندوق ويشرف علية ناس نظيفين اولا وتمويل الصندوق من قبل الديوان مليار وان يكون قدوة ومجلسالوزراء والنواب واعيان البلد وكبار الموظفين مليار والجيش والاجهزة الامنية والمتقاعدين مليار والبنوك والشركات على اختلافها مليار والى سرقوا وباعوا مقدرات البلد مليار وفتح باب التبرع للشعب كافة مهما جاء منهم مشكورين والبنك الدولى مليارين فقط ومن دول الخليح مليارين ومن اورباوالغرب مليارين مجرد اقتراح والا سنقى ندور بحلقة مفرغة على شرط ان نتخلص من الرواتب العالية والناطق التنموية ورواتبها شرط ان يكون المسولين عن هذا الصندوق من المشهود لهم حبا لهذا البلد وليس من المنافقين واللة من وراء القصد

2) تعليق بواسطة :
23-05-2013 08:59 AM

يا ست جمانه ؛- الاعلام والناس كلهم يتحدثون منذ اكثر من اسبوع بان الملك هو من صرح بان لارواتب بعد شهر آب ، هل تودين القول بان الملك مخظء وبأنه لايعرف وبأنه لايحس بأهمية مايقول ، الناس الفقراء الذين ليس لهم من دخول الا الراتب بدأوا ومنذ الآن يخططون ويتشاورون بما عليهم عمله قبل شهر آب ومن الافكار التي يطرحونها لتجاوز شهر آب ؛- اللجوء الى السرقة من اموال الفاسدين الكبار قبل الصغار ، الهجرة الى الدول المجاورة ، طلب الانضمام الى اسرائيل ، الانتحار ، وافكار اخرى ،
عودي الى ارشيف الاخبار لتعرفي من اين بدأت التصريحات اللا مسؤولة .

3) تعليق بواسطة :
23-05-2013 09:20 AM

الخوف من هذه الرواتب سنشاهده ونلمسه في المستقبل, معظم هذه الرواتب ومصاريف الحكومات تتم عن طريق الدين والقروض, ولا يوجد بوادر للحل الى عن طريق قروض جديدة ويوم من الأيام يحب أن تنتهي اللعبة. كيف؟ سنترك ذلك للمستقبل.

4) تعليق بواسطة :
23-05-2013 09:21 AM

هل سمعت هذا التصريح بنفسك من الملك؟؟

5) تعليق بواسطة :
23-05-2013 09:51 AM

يبدو انك لاتتابع الاخبار بشكل جيد ، اسأل اصدقاءك ومن لك علاقة بهم وسيأتيك بالاخبار من لم تزود .

6) تعليق بواسطة :
23-05-2013 11:01 AM

دينار التلفزيون اللى على فاتورة الكهرباء شهريا 10 مليون --وين بروح--هذا دافع الرواتب وزياده --كفى سسسسرق ===0

7) تعليق بواسطة :
23-05-2013 11:49 AM

أتمنّى على الكاتبة و الكتاب المعنيين بالشأن الأقتصادي أن يقولوا و ينشروا بإستمرار عن التدفق النقدي و مصادره و بالتفصيل الممل حيث :
* الواردات الجمركية والتي محصلتها سنويا ما يقارب ال3 مليارات
* ضريبة المبيعات و التي تقارب الواردات الجمركية تقل أو تزيد ومنها الضرائب على أرباح البنوك و الدخول العالية و أرباح الشركات الكبرى و الصغرى و ضرائب المبيعات بالجملة و التجزئة
*الرسوم و هي عديدة و متشعبة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
-رسوم بيع و شراء الأراضي و العقارات و تحصيلاتها ضخمة
-رسوم المعاملات من الوثائق الشخصية و رسوم القضايا و المحاكم و رسوم التلفزيون و المسكرات و السجائر و الأستيراد و التصدير و حدث ولا حرج من رسوم ظاهرة و مبطنة تحت بند رسوم أخرى
- الفروقات الحقيقية فعليا و ليس حسابيا بين قيمة النفط الوارد للأردن بشكل مساعدات أو بثمن بخس أو مجاني تحت بند الفزعة و بين قيمته المباعة للمواطن و يحتسب في الموازنة على أساس إستيراده بالسعر العالمي
*وارادات الخزينة من الثروات الطبيعية المستغلة وفق خطة بتقنينها لحد إنكار وجودها كالنفط و الغاز

* أيتها الكاتبة قلة الرواتب و غيرها فزاعة لإلهاء و تخويف و بلبلة الناس عن ملفات الفساد الكبرى و مخططات التدمير للإقليم العربي !

أيتها الكاتبة بلاؤنا الأقتصادي يكمن في :
* إنفاق فاحش في جميع إتجاهات الدولة من رأسها حتى أخمص قدميها وليس هناك من يحاسب سوى الله سبحانه و الذي نسأل و ندعوه لمحاسبتهم عاجلاً وليس آجلاً و أن يضيق عليهم دنياهم و آخرتهم كما يضيقون على المواطنين !
* هناك فساد فاحش و نهب مستمر في المكاسب المالية و المعنوية و الوظيفية و البيع و الشراء لمقدرات الوطن !
أيتها الكتابة دافعوا بشراسة عن الوطن و المواطنين فأعداؤهم من داخلهم وممن أدخلوهم لعقر الدار و المتآمرين عليهم و المتربصين بهم كثر و يكفينا عبرة بما يجري حولنا!

8) تعليق بواسطة :
23-05-2013 12:09 PM

طبعا الملك اللى حكى --انت اللى نايم -- الشعب الاردني خلاص يا ماما

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012