أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


مهاتير يشرح التجربة الماليزية للمصريين

بقلم : د. رحيّل غرايبة
23-05-2013 11:23 PM
استضافت مصر الرئيس الماليزي الأسبق الذي استطاع أن يقود تجربة تنموية ناجحة في ماليزيا، واستطاع عبر عقدين من الزمان، أن ينقل ماليزيا الى مصاف الدول المتقدمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، واحتلت ماليزيا مرتبة متقدمة جداً في دليل التنمية البشرية الذي تشرف على اعداده مؤسسات هيئة الأمم المتحدة وفقاً لمعاير تنموية عديدة ومتنوعة.
على الصعيد السياسي استطاعت ماليزيا أن تؤسس لملكية دستورية حقيقية، مكنت الشعب الماليزي من ارساء مبدأ تداول السلطة على قاعد التنافس البرامجي بين الاحزاب السياسية، وعلى الصعيد الاقتصادي استطاع مهاتير ارساء تجربة اقتصادية مثيرة بعيداً عن التبعية والهيمنة الأجنبية، وأصحبت ماليزيا دولة منتجة زراعياً وصناعياً، وعلى الصعيد العلمي شهدت ماليزيا نهضة تعليمية متطورة أسهمت في نجاح الشعب الماليزي وتمكينه.
مهاتير ينصح المصريين بخصوص المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي بشأن الحصول على قرض بقيمة (4.8) مليار دولار، قائلاً: إن نصائح الصندوق ليست كلها حكيمة وسليمة، وسبق لماليزيا أن دخلت هذه التجربة، ولكنها تجنبت هذا المسار وأعفت نفسها من مشاكله، واستغنت عن القرض، وذهبت نحو الاعتماد على موارد البلاد وإمكاناتنا الذاتية.
وأوضح الزعيم الماليزي في محاضرته التي القاها في مؤتمر نهضة مصر أن ماليزيا بدأت بوقف النزاعات الداخلية، وعمدت الى ارساء معادلة سياسية عادلة من أجل تقاسم الثروة والسلطة بين السياسيين وأصحاب رأس المال والتكنوقراط، كما أوضح أنه تمت مشاركة جميع مكونات الشعب الماليزي في عملية التنمية الحديثة من مسلمين وصينيين وبوذيين وهنود، واستطعنا تجنب الانقسام المجتمعي عن طريق المشاركة الفاعلة والتعاون المثمر بين الاطراف المختلفة والابتعاد عن إثارة الخلافات السياسية، وعن طريق توزيع عوائد التنمية.
كما أشار الى نقطة البدء بتشكيل تحالف ناجح بين الاحزاب السياسية الرئيسية التي استطاعت قيادة العملية السياسية بنجاح، بعيداً عن منهج المناكفة العدمي، وبعيداً عن منهج تبديد الطاقة وتضييع الجهد في المعارك الداخلية.
بدأنا العمل على حل مشكلة البطالة ابتداءً، وذلك من خلال البحث عن مسار التعاون والمشاركة بين الحكومة والقطاع الخاص , بالارتكاز على مبدأ اعفاء الشركات الصناعية من الضرائب مقابل تشغيل العمالة، بالإضافة الى تخصيص الأراضي الزراعية للعاطلين من العمل، وقد حققنا نجاحاً كبيراً في انتاج زيت النخيل والمطاط، , وتم عن هذا الطريق تشغيل نسبة كبيرة من الشباب، وتخفيض نسبة البطالة، ولكن ليس بشكل كامل، فلا بد من البحث عن وسائل أخرى.
المسار الاخر الذي اتبعته التجربة الماليزية يتمثل في السياسة التصنيعية، وجذب الاستثمارات الخارجية، وتهيئة بيئة أعمال مناسبة، ووقع الاختيار على تصنيع الشرائح الالكترونية , وفقاً لاستراتيجية الاعفاء الضريبي مقابل التشغيل، وتم تحقيق نجاح كبير في هذا المجال، حيث تم استيعاب نسبة كبيرة من البطالة، كما أسهم في الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأضاف مهاتير قائلاً : لقد تم التركيز على تحسين البنية التحتية في البلاد بمساعدة القطاع الخاص، وقد أقدمت الحكومة على التوسع في منهج التسهيلات الكبيرة لشركات القطاع الخاص، كما تم توسيع نشاط البنوك في التمويل والمشاركة ، وتم التوسع في إنشاء المطارات المحلية، والموانئ البحرية الحيوية، مما أسهم في انشاء مدن جديدة متطورة وتجمعات سكنية حديثة.قادرة على تلبية الحاجات المتجددة في هذا المجال .
كل دولة لها أوضاعها الخاصة وتجربتها الخاصة بكل تاكيد، وليس المقصود استنساخ التجارب ونقلها بحذافيرها، ولكن لا بد من الوقوف على عوامل النجاح في التجارب العالمية المتطورة، وأكثر ما يلفت الانتباه في التجربة الماليزية، أنها استطاعت تحقيق نمو اقتصادي ذاتي منتج برؤية ماليزية، وروح وطنية خالصة بعيداً عن املاء المؤسسات الاقتصادية الاجنبية التي تخضع غالبا لمصالح الدول العظمى والشركات العالمية التي تعمل على الاستئثار بقوة لانتاج واحتكار عناصره، والأمر الاخر يتمثل بالقدرة على احداث التواؤم بين المسارات السياسية والعلمية والاقتصادية بطريقة ناجحة، والقدرة على تحقيق التعاون المثمر بين القطاع العام والقطاع الخاص بروح وطنية مسؤولة، والشيء الأهم هو القدرة على تحقيق توزيع عادل للثروة وتقاسم السلطة بين مكونات المجتمع الفاعلة والمؤثرة، بعيداً عن الاستئثار السلطوي وبعيداً عن الاستحواذ على المال والثروة والمقدرات بطريقة ظالمة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-05-2013 09:40 AM

الفارق بين مهاتير والإسلام السياسي هو ان مهاتير أراد بناء ماليزيا لتصبح دولة حضارية ومستقلة وصاحبة قرار على جميع المستويات. اما مرسي وجماعاته فهم ادوات تنفيذ لمخططات خارجية يراد من خلالها العودة بمصر إلى عصر التخلف وعصر الخوارج وأسلافهم ! هذا هو الفارق الكبير ايها الكاتب !

2) تعليق بواسطة :
24-05-2013 06:11 PM

ماليزيا لايوجد فيها لصوص مثل الدول العربية2 لايوجد فيها4 روساء وزرات من عائلة واحدة لايوجد فيها وزارة يتورثها الابن من الابو لايوجد فيه صحف منافقة وكذبة ولايوجد فيها اخوان يريدون السلطة ولايوجد مليشيات تقطع الروس وتذبح الانسان زي الخروف ويههلون الله اكبر ولايوجد فيها لحي طويلة ودشاديش قصيرة ولايجد فيها جامعات يدخل الطلاب مسلحين كانهم رايحين للحرب ولايوجد بهاعشيرة تقطع الطرق وتسرق المارة كم ايام الصعاليك في الجاهلية

3) تعليق بواسطة :
24-05-2013 10:20 PM

اخي الدكتور ارحيل اتمنى لكم في مبادرة زمزم الموفقيه والانتشار لنخلص من سمفونية الحزب الاكثر تحشيداا والاكثر انتشارا والاقل وطنية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012