أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


نموت ويحيا القانون!

بقلم : فهد الخيطان
25-05-2013 12:01 AM
نحن مجتمع خالص النقاء؛ السلبيات لدينا مجرد حالات فردية، وفي أسوأ الظروف ظواهر عابرة. العنف المجتمعي والجامعي، والعصبيات بكل تلاوينها، ومليون قطعة سلاح؛ كلها ظواهر دخيلة وغريبة على مجتمعنا، 'ونسيجنا الوطني' السموح المتحاب.لا شيء يستحق القلق أو التوقف عنده. فنحن مجتمع منضبط، نحترم قوانين المرور، بدليل ترتيبنا على قوائم الدول من حيث عدد الوفيات بحوادث السير، وشوارعنا ومواقفنا مثال على التزامنا بالقانون؛ نموت ولا نخالف القانون!نحن مجتمع لا يعرف الواسطة من قبل، فترانا نخوض حربا ضد الفساد والمحسوبية كل جمعة؛ ننزل إلى الشوارع لنحاربهما، ولا نطرق باب مسؤول إلا بالحق والعدل. الواسطة دخيلة وغريبة على مجتمعنا!التدخين ممنوع في الأماكن العامة؛ هل يجرؤ نائب على إشعال سيجارة تحت القبة؟ سيسقط في الانتخابات التالية، هذا إذا لم تخرج مظاهرات عارمة تجبره على الاستقالة.نحن مجتمع يرفض التساهل في تطبيق القانون والتنازل عنه تحت أي ظرف من الظروف. من منا يجرؤ على توفير حماية لقاتل مطلوب، ومن منا يفكر بالتطاول على رجل أمن، أو المس بمرفق عام؟! الاعتداء على الممتلكات العامة، بالحرق والنهب والتكسير، خط أحمر عند عموم المجتمع، وما تشاهدونه في الأخبار من أعمال تخريب هي مجرد حالات فردية 'لا ترقى' لأن تكون ظاهرة.الفساد عدونا الأكبر، لا نكلّ ولا نملّ من محاربته، حتى لو كان المتورطون من أبناء عمومتنا؛ لا يهمنا، فليذهبوا إلى الجحيم. ألا تذكرون الوقفات البطولية معهم عندما طالتهم يد العدالة؟!لقد تجاوزنا منذ عقود ثقافة العطوات والجلوات وقوانين القبيلة. نحن اليوم دولة قانون ومؤسسات، ولكم في جامعة الحسين خير دليل؛ العملية التدريسية فيها مستمرة وكأن شيئا لم يكن!ونحن، بالطبع، مجتمع يتقبل النقد بصدر رحب؛ نسمع بعضنا باحترام، ونحاجج بأدب جم. كم ندوة أو جلسة تحت القبة شهدت تلاسنا أو مشاجرة؟ تعد على أصابع اليد، وهي مثلما قلنا من قبل، حالات فردية غريبة على مجتمعنا!لا تأخذنا الإشاعات والمبالغات؛ نتأنى قبل أن نغضب ونهيج. خذوا قصة عبدة الشيطان في جامعة آل البيت؛ أحزابنا ومشايخنا ونوابنا انتظروا إلى حين انتهاء التحقيقات وصدور حكم المحكمة. لاذوا بالصمت بعد أن سلخوا جلد شبان في أول العمر، وفرضوا عليهم السجن سبعين يوما بلا ذنب.لم نسمع صوت هؤلاء يرتفع مرة ضد الحبوب المخدرة التي تباع داخل الحرم الجامعي وفي الأكشاك المحيطة بأسوار الجامعات. بالمناسبة، المخدرات هي الأخرى ظاهرة غريبة على مجتمعنا، والأردن عموما معبر لا مستقر للمخدرات؛ هكذا كان منذ ثلاثين عاما وما يزال!لا تصدقوا مايقال عن تغير في سلوك الموظف العمومي؛ فهو لا يرتشي ولا يقبل الرشوة من أي كان. وسائق التاكسي لا يعرف التلاعب بالعداد، وبائع الألبان لا يزور تواريخ الصلاحية، وتاجر اللحمة لا يتلاعب بالأختام. جميعهم يخشون الله وسلطة القانون التي لا ترحم!خلاصة القول؛ نحن مجتمع لا تشوبه شائبة، جل مشاكلنا مجرد ظواهر فردية لا تستحق كل هذا الهذيان عن تراجع دولة القانون، وتآكل هيبة المؤسسات. وإن كان هناك بعض من السلبيات، فالمسؤولية لا تقع على كاهل المجتمع أبداً.fahed.khitan@alghad.jo(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-05-2013 12:16 AM

الخوف هو ليس على موت دولة القانون
الخوف هو على موت روح دولة القانون

2) تعليق بواسطة :
25-05-2013 12:25 AM

أتفق مع الكاتب في وصفه للعديد من المظاهر السلبيه في المجتمع ولكن اختلف تماما في الصاقه كافه الخطايا في المجتمع دون التطرق للسبب بتحليل مقنع , يتحدث الكاتب في أحد أمثلته عن تعطُل الدراسه في جامعه الحسين ولكن الأ يرى الكاتب في مطلب العائلات الثكلى واقربائهم وعشائرهم في كشف الجناة من البلطجيه الذين اعترضوا الجمهور في اليوم المفتوح ؟؟ الا يحق للعائلات الصراخ بأعلى الصوت وبعد مرور شهر على المذبحه وعدم اعلان السلطات عن اسماء القتله , دعنٌا من الجزاء العادل !!! وكيف تصل الأجهزة الى افغانستان في الحرب "الكونيه" مع القاعدة وتقام الأتفاقيات لتسليم ابو قتادة (لا نعرف ما هي جريمته) بينما نقف عاجزين عن الوصول للقتله في جامعه معان او الوصول لمن نهب الفوسفات الأردني ويقيم في لندن !!!
أليس مغتربي المجتمع الأردني في دبي والخليج وأوروبا هم عينٌه من المجتمع ؟؟ فكيف يكونون هناك من الجاليات المحترمه العامله بشرف والملتزمه بالقانون وتحضى بمحبه تلك المجتمعات وأحترامها !!! أليس السبب هو في سيادة القانون ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
25-05-2013 11:29 AM

المقال نسخة مقلدة من مقال لناهض حتر الاسبوع الماضي في رد له على ارحيل الغرايبه حول مايجري في سوريا لكن هذا بنكهة محلية

4) تعليق بواسطة :
25-05-2013 01:15 PM

اتفق في كثير من النقاط التي اوردها الكاتب المحترم في هذا الوصف ولكن باعتقادي ما وصلنا اليه هو اخطاء تراكمية من قبل المسؤول والمواطن وعدم الجدية في تطبيق العدالة والتهاون في تطبيق القانون ويجب علينا جميعا من منا في موقع المسؤولية او المواطن ان تكون هذه المرحلة شعارها هو تمكين القانون بحيث يكون الجميع تحت سقف القانون واحترام هذا القانون لنصل الى دولةالمؤسسات والقانون عملا لا شعارات فارغة من مضمونها

.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012