أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


لحظة الاستقلال

بقلم : جمانة غنيمات
25-05-2013 12:18 AM
قبل سبعة وستين عاماً، عبر الأردن مرحلة الاستقلال الأولى. وعلى مدى عقود لاحقة، استطاع أن يبني الدولة، بكل مؤسساتها، بسواعد أجيال متعاقبة من أبنائه، علموا أن البناء والتقدم لا يأتيان إلا بالعمل والإخلاص.واليوم، يمر البلد بمرحلة جديدة، كما هي حال دول المنطقة جميعا. وعبورها بأمان يحتاج إلى وقوف الجميع؛ معارضة وموالاة، في جبهة الوطن. فالأردن الذي بُني بعرق أجيال بعضها رحل، يستحق العطاء من كل أبنائه.اللحظة الراهنة التي يمكن تسميتها بـ'الاستقلال الجديد'، أكثر حساسية. فالإقليم يعيش في مرحلة فك وتركيب، والأردن ليس إلا جزءا منه.وهو الأمر الذي يتطلب إعادة قراءة للملفات الداخلية والخارجية، بهدف ترتيبها بما يخدم مستقبل البلد والأجيال المقبلة.مقارنة بالدول الأخرى، فإن الأردن بالتأكيد هو الأفضل حالا. فسورية، الجارة الشمالية، تغرق في ثورتها التي تحولت أخيرا إلى حرب طائفية، ويبدو الاحتمال الأقرب بشأن مستقبلها دائرا بين التقسيم واستمرار نزف الدماء.ولبنان يعيد ترتيب الأوراق، وثمة قراءات تؤكد أن الأمور لن تكون بخير هناك بعد دخول حزب الله على الجبهة السورية.كذلك، فإن الجار الشرقي العراق ليس أفضل حالا، وهو على أعتاب ربيع لا ندري هل نهايته ديمقراطية حقيقية وعدالة، أم تقسيم، أم احتراب لا ينتهي، وعمليات تفجير لا تتوقف مع طالع كل صباح!كل هذا الفوران في الإقليم لا يبتعد عنا كثيرا، وإن كان الأردن بمأمن منه حتى اللحظة.التحديات كبيرة ومتعددة؛ منها الخارجي، وعلى رأسها الملف السوري الذي ألقى بظلاله على البلد، وزاد من العبء الاقتصادي بسبب تزايد تدفق اللاجئين الذين تجاوز عددهم نصف مليون نسمة.وإذ يبقى الأردن في ظل ظروف الإقليم المعقدة ممسكا بأمنه واستقراره، فإن الحفاظ على هذه الميزة يستدعي مراجعة الملفات الداخلية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لتمتين الجبهة الداخلية في وجه التحديات الخارجية.الإصلاح المتدرج كان النموذج. فعلى مدى العامين الماضيين، تم الكثير وسجلت إنجازات. بيد أن ذلك لا يمنع من الوقوف عند بعض الإخفاق. فالتحول الذي أصاب المنطقة كبير وعميق، ويفرض علينا البدء بالنظر إلى المستقبل.أبرز القضايا المحلية التي يلزم التوقف عندها تتعلق بضرورة معرفة مدى رضا العامة عن الإصلاح؛ فرأي النخب قد لا يعكس بالضرورة تقييم المجتمع للإصلاح الذي تم.وعنوان هذا التقييم يرتبط بالإجابة عن سؤال مهم: هل تمكن الإصلاح المنجز من امتصاص حالة الغضب الشعبي وخفف من الاحتقان، وتحديدا ذلك الناجم عن أسباب اقتصادية وظروف معيشية تعايش معها المواطن على مدى سنوات مضت؟كذلك، هل الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه الحكومات شامل، وسيصب في نهاية المطاف في الغاية المتمثلة في تحقيق الطموحات الشعبية بازدهار اقتصادي ورخاء، وتخفيف لمعدلات الفقر والبطالة؟تأخر الإصلاح السياسي الشامل بحاجة إلى التوقف عنده أيضا، وإن لم يكن سببا عميقا للاحتجاج. ومكامن الخطر في ملف محاربة الفساد والحالة الاقتصادية والمعيشية، وهذا ما يتطلب أكثر من مجرد برنامج إصلاح متفق عليه مع صندوق النقد الدولي.واثبتت مسيرة الاردن عبر ما يزيد على ستة عقود قدرته على تجاوز الازمات والتحديات التي واجهته باقتدار. وهذه التجارب المجيدة تثبت أن الاردن يستطيع أن يتجاوز التحديات الآنية وأن يخطو خطوات سياسية وديمقراطية واقتصادية واسعة الى الأمام.ويبقى أن كل عام والأردن، ملكا وشعبا، بخير.jumana.ghunaimat@alghad.jo
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-05-2013 01:02 AM

وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق

2) تعليق بواسطة :
25-05-2013 12:23 PM

هل شاركت بحرب التحرير لنيل الاستقلال وكم قدم الشعب من تضحيات وارجو تذكيرنا ببعض المعارك التي خضناها ضد الانجليز وكم قتلنا منهم في حرب الاستقلال --0

3) تعليق بواسطة :
25-05-2013 01:44 PM

استقلال هههههههههههههههههههههههه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012