أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


الوفاق الروسي - الأميركي حول سوريا: عوامل الفشل أكبر

بقلم : طاهر العدوان
27-05-2013 02:27 AM
تفاقم الأوضاع العسكرية وازدياد العنف والقتل والتدمير لم يؤثر على حالة الوئام والانسجام بين كيري ولافروف التي تم تدشينها في اتفاق موسكو حول المؤتمر الدولي. وهي حالة تم تعميم أجوائها على مؤتمر أصدقاء سوريا في عمان ومؤتمر وزراء الخارجية العرب المصغر في القاهرة فالمعلومات المتسربة عن المؤتمرين هو تأييد خطوات كيري ومساعدته على جلب المعارضة إلى جنيف ٢.
الوفاق الأميركي الروسي الذي تبلور في اجتماع الساعات الخمس بين كيري وكل من بوتين ولافروف وكذلك في الرسالتين المكتوبتين والمتبادلتين بين الرئيسين الأميركي والروسي استعدادا للقمة التي ستجمعهما الشهر المقبل لا يمكن ان يقتصر على العناوين مثل الاتفاق على عقد جنيف لا بد من وحود تفاهمات أساسية بين الطرفين حول قواعد الحل السياسي للصراع في سوريا وعلى شكل الحكم المقبل.
التفتيش عن حقيقة هذه التفاهمات تدخل في حيز التنبؤات غير ان الوقائع على الارض داخل سوريا وفي السياسة الإقليمية والدولية ذات العلاقة او المصلحة المباشرة تعطينا العديد من الإشارات حول طبيعة الوفاق الروسي الأميركي في سوريا. منها التفاهم غير المعلن بين الطرفين بالحفاظ على ما تبقى من نظام الأسد ( الجيش، الامن، المؤسسات ) والسعي إلى دمج ما يمكن ان يصطلح عليه ب ( الثورة الشريفة ) من الجيش الحر بالنظام ( بدون الأسد في مراحل لاحقة ) وذلك من اجل إقصاء جماعة النصرة والقاعدة وغيرها من المتطرفين الإسلاميين.
هذا الجانب من التفاهم الروسي الأميركي قد يفسر الأسباب الحقيقية التي تقف وراء رفض تزويد الثورة السورية بالسلاح القادر على مواجهة طائرات ودبابات النظام، وهناك معلومات عن قطع خطوط تزويد الثوار بالسلاح والذخائر العادية لأهداف منها: الضغط ميدانيا على المجالس العسكرية والجيش الحر في القصير وغيرها من المعارك المفتوحة مع النظام من اجل إجبار الائتلاف الوطني والثوار على الذهاب إلى جنيف والجلوس مع وفد الأسد للتفاوض، وأيضاً من اجل خفض توقعات الثوار وأهدافهم أثناء المفاوضات للقبول بشكل الحل النهائي الذي سيكون نسخه اقل من الحل اليمني، وهناك من يردد بان جماعة الإخوان في سوريا ستكون جزءا من هذا الحل.
غير ان كل هذه التفاهمات الروسية الأميركية والمؤيدة عربيا وأوروبيا التي تحاول تقرير مصير سوريا والسوريين تصطدم بعقبات كثيرة تجعل عوامل الفشل أكبر. وهي ١- ان الأسد وعائلته لا تعنيهم الدولة السورية ولا مستقبلها ان لم يظلوا على رأسها والى الأبد وإذا تعذر بقاءهم على رأس النظام في دمشق فالانتقال الى الخطة ( ب ) يجري تنفيذهاعمليا في حمص والقصير وبانياس والبيضا، وهي إقامة الكانتون الطائفي على الساحل الذي سيلتحم مع دويلة حزب الله الممتدة من حدود القصير وحتى الخط الأزرق مع إسرائيل في جنوب لبنان.
٢- فشل هذه التفاهمات وارد أيضاً لسبب مهم وهي ان الثورة السورية ليس لها رأس واحد ولا قيادة تاريخية تجمع جميع الثوار وتنظيماتهم حتى يتم احتوائها بسهولة، هي ثورة قامت وسط الدمار الشامل ومن بين الركام اليومي الذي تصنعه قذائف وصواريخ وطائرات النظام وهي ثورة تحمل على أكتافها ثقل دم ٩٠ ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى وعشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين يضاف اليهم آلام ومعاناة ملايين اللاجئين داخل سوريا وخارجها، وهذه الثورة بكل أوصافها وأحوالها ومكوناتها وشعاراتها لا يمكن ان تقبل بحل فيه شبهة من بقاء واستمرار نظام الأسد. (الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-05-2013 03:51 AM

لا اعتقد ان ايا من الاقتراحين قريب للواقع ، روسيا وامريكا اعطت الضوء الاخضر للنظام السوري وحزب الله بقتل ما يمكن قتلة من عناصر المجاهدين من القاعدة والحركات الاخرى و اضعاف وتشتيت فلولهم ، فلا تسليج ولاخطوط تزويد حتى بالغذاء او الدواء يمارس عليهم ابادة بشريه بكل معنى الكلمه بكافة انواع الاسلحة الفتاكة لم نسمع حتى لتصريح شجب لاي مسؤول منهم الموضوع لا يعنيهم حاليا ، جنيف 2 تمثيليه حقيرة لكسب الوقت واشغال الراي العام به ، سيبدأ بعد ايام تطبيق السيناريو الاخير الذي يتم الاعداد له وهو القضاء على حزب الله ، والتمهيد لاقامة دولة الاكراد شرق سوريا وشمال العراق ، سيتم تحييد النظام السوري وجيشه بضغط من روسيا والتلويح بورقة بقاء حكم الاسد من قبل امريكا .
يبقي تسليح الجيش الحر بعد اتمام تدريباته في كل من تركيا والاردن للمعركة الفاصلة طبعا بجر ما تبفي من تنظيم جبهة النصره الى ساحة المعركه الفاصلة وليس المهم هنا ارض المعركه ان كانت داخل سوريا او على الاراضي اللبنانيه ، لن تسمح امريكا واسرائيل انتهاء الازمه السوريه الا بانتهاء حزب الله ، ولن يسمحوا لحكم الاسد بالاستمرار لما بعد منتصف عام 2014 ، وايران باتت على علم بذلك و البهلول نجاد الان مشغوله بانتخاباته ومسلسل المهدي المنتظر . اما الاخوان سوريا سنشاهدهم يبكون على الاطلال .

2) تعليق بواسطة :
27-05-2013 04:12 AM

سورية بجغرافيتها باقية وبنسقها السياسي وعنوانه -- وما تسميه الثورة السورية انت هنا ما بقي ثور بري الا وذاق عسيلته... هكذا لغة الميدان ومناخات الخارج والداخل السوري --- وهكذا تقول المعارضة الخارجية التي تملك الأدوات في الداخل السوري وهي الأخوان المسلمين -- بقيت بعض الرؤوس الحامية تحتاج الى التار من المياه البارده لصبها فوق رأسها --- فكيري من سميته هنا جاء لعمان وصب بعض من هذا الماء البارد على بعض الرؤوس التي ما زالت في عصور القرون الوسطى وروج يا زميل لبعض ما تراه من هذه الرؤوس --- سنذهب الى صلاة الفجر وندعوا الله ان يحقن الدماء في الشام وان يمكن بسطار الجيش العربي السوري من الفئة الباغيه وان يلهم النسق السياسي السوري الى سبل وطرق الحل السياسي وان يتغير نحو الأفضل والأحسن --- بحبك في الله يا ابا حسام --- بس ارجوك ابتعد عن اجندات خليجية يحاول البعض الزامك بها في الدولة

3) تعليق بواسطة :
27-05-2013 09:44 AM

في تعليقي الأنف هناك خطا وهو: ما بقي ثور بري الاّوذاق عسيلته --- والصح هو: ما بقي ثور بري الاّ وذاقق عسيلتها فبعد ان ذاق العسيلة طلقها.

بالنسبة لخي عمر الأردن : دولة الأكراد شرق سورية وشمال العراق -- كتبت عنها الكثير الكثير وانت علقت عللا تحليلاتي وأبحاثس حولها --- وشكرا لك ان ذكرتني بها من جديد سنحاول لاحقا ان بقينا احياء أن نعيد تسليط الضوء عليها --- شكرا زميلي

4) تعليق بواسطة :
27-05-2013 11:53 AM

هذا القلم ملوث بفلوس قطرية وخليجية وربما ريالات طويلي العمر وقبل هذا وذاك ملوث بالكرسي الرسولي والمنصب الرفيع ثمنا للمباديء...ليصير الناعق بوقا والبوق ناعقا.

5) تعليق بواسطة :
27-05-2013 02:57 PM

حسب المثل الغربي

لعبة قديمة قواعد قديمة
لعبة قديمة قواعد جديدة
لعبة جديدة قواعد قديمة
لعبة جديدة قواعد جديدة

خلال فترة الحرب الباردة جسدت تلك الحرب ثلاثة مراحل متمايزة هي الصراع فالتعاون فالوفاق ولكن حسب قواعد اللعبة الحالية ونظرا للوضع السوري الداخلي وتعقيداته الاقليمية والدولية فستسود مرحلة التعاون حيث ان تراجع مرحلة الوفاق لا تعني بالضرورة العودة الى مرحلة الصراع وعلى اي حال فان ما نشهده الان هو بوادر عودة الى الحرب الباردة ولكن مع تغير باللعبة وقواعدها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012