أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


تحرير القصير بدلاً من الجولان في 5/حزيران

بقلم : د. رحيّل غرايبة
06-06-2013 11:43 PM
ليس مصادفة أن يتم اعلان تحرير مدينة القصير السورية، التي كانت في قبضة المعارضة، على أيدي الجيش السوري الحكومي وميليشيات حزب الله اللبناني، في ذكرى الخامس من حزيران.
لقد تم إظهار علامات الابتهاج واطلاق الرصاص في الفضاء من أجل الاحتفاء بهذا النصر العظيم، وظهرت علامات السرور على مؤيدي النظام وضحكوا ملء اشداقهم ومن جميع الجهات، وهم يزفون بشائر النصر لشعوب العالم العربي، ولكل الشعوب الصديقة، وسوف تمتلئ الصفحات بالتحليلات السياسية العميقة وسوف يفيضون علينا بالدروس الطويلة، ويمطروننا بالاشارات الذكية على معالم التحول الاستراتيجي الهائل في ميزان القوى !! وأن ' اسرائيل' لن تغمض لها عين بعد هذا النصر المؤزّر !!
مضى على احتلال الجولان السورية ستة وأربعون عاماً بالتمام والكمال، وما زال النظام الذي أشرف على تسليمها متربعاً على عرش سوريا، ومنذ ذلك الوقت وهو يفتل شاربيه ويصقل سيفه، ويعد الجماهير بالانتظار والصبر استعداداً ليوم التحرير، وبعد مضي نصف قرن من الزمان يتم تحرير 'القصير' من الشعب السوري المحتل، وقد هدمت بيوتها ولم يبق حجر على حجر، وتم قتل من قتل وجرح من جرح وتشريد البقية !
سوف يقال الكثير عن المتطرفين والتكفيريين والسلفيين والارهابيين، وسوف يقال الكثير على المال الخليجي، والسعودي والقطري، وسوف يتم نسج القصص عن السفن التي تشحن السلاح التي ترسو في الموانئ السورية، المحروسة بالبوارج الروسية، والصواريخ الروسية التي استطاعت رصد طائرة تركية اقتربت من المياه الإقليمية فأسقطتها على الفور، والتي تعامت عن الطائرات 'الإسرائيلية' التي اخترقت الأجواء السورية طولاً وعرضاً وقصفت دمشق !!
خلال الستة والأربعين عاماً، مرت مياه كثيرة تحت الجسر، وهناك ملاحظات ظاهرة وفاقعة وكبيرة وعميقة، تستعصي على التفسير، بحاجة الى حوار وإجابة جادة وبالوضوح نفسه، فعندما اندلعت الحرب بين العراق وإيران في ثمانينات القرن الماضي، وقف حافظ الأسد الى جانب إيران بكل ما لديه من قوة ضد نظام عربي قومي بعثي برئاسة صدام حسين؛ الذي كان في المعسكر المعادي 'لاسرائيل' بكل وضوح، وهو الزعيم العربي الوحيد الذي تجرأ على ضرب 'تل أبيب'، ولن يستطيع انصار النظام السوري المزاودة على صدام في هذا المجال، وكان بإمكان سوريا أن تلتزم الحياد على الأقل، أو أن تعمل على وقف الحرب، وتحول دون استنزاف دولتين مسلمتين !!
الملاحظة الثانية: عندما شنت أمريكا حربها على العراق عام 1990 عبر التحالف الدولي الثلاثي، كانت سوريا ضمن هذا التحالف، وشاركت بقوات سورية ميدانية إلى جانب الأمريكان المعتدين، اضافة الى الموقف السياسي المؤيد للأمريكان بوضوح معلن بلا مواربة، ضد نظام عربي شقيق، وقومي بعثي، ويتكلم الإعلام السوري عن تكرار السيناريو العراقي!
الملاحظة الثالثة: تتعلق بالتصريحات الكثيرة والعديدة على لسان وزير الخارجية السوري وغيره بأن سوريا كانت أكثر دولة أسهمت في التعاون مع أمريكا في مجال محاربة الإرهاب والتظرف الاسلامي، وقامت بتسليم عدد كبير من المطلوبين للأمريكان، وقبضت الثمن أكثر من مرة، وكانت الحدود السورية بوابة لعبور هؤلاء إلى العراق.
الملاحظة الرابعة: تتعلق بحقيقة قديمة جديدة تعرفها المنظمات الفلسطينية على الأرض السورية، الذين وصلهم أمر مكتوب من مكتب المتابعة المنبثق عن حزب البعث الحاكم في دمشق يأمر بعدم استهداف (دولة اسرائيل) من الأراضي السورية بلهجة صارمة وحاسمة لا تقبل التأويل، ونص الوثيقة موجود ويمكن الإطلاع عليه.
الملاحظة الخامسة: تتعلق بالعداء السافر مع نظام حزب البعث العراقي الحاكم السابق لمدة تزيد عن ثلاثين سنة مضت، في حين قام بالتحالف مع المالكي، وهو صنيعة الاحتلال الأمريكي، ويتزعم حركة اجتثاث البعث في العراق، ولا يطيق سماع كلمة ترحم على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في كل بلاد العرب، وما جرى في الأردن قبل أيام دليل واضح.
الملاحظة السادسة تتعلق بقدرة النظام والأجهزة الأمنية السورية على رصد أنفاس الشعب السورية، كما استطاعت حراسة الحدود مع (اسرائيل) لمدة (46) عاماً، ولم يستطع أي عصفور اجتياز الحدود، ولو لمرة واحدة، فكيف دخل الإرهابيون والتكفيريون وكيف تم تسريب الأسلحة الكيماوية من مصانع النظام إذ ينبغي الإجابة على هذه الأسئلة في غمرة الاحتفالات بتحرير القصير في ذكرى الخامس من حزيران الحاضرة في أذهان الشعب السوري المذبوح.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-06-2013 01:31 AM

مع احترامي.. نحن لسنا مع البعث لا السوري ولا غيره.. ولا ندافع عن بشار.. فهو في درجة سوء معظم الانظمة.. لكننا لا نقبل ان تدمر سوريا كلها من اجل قتل الاسد.. فهذا يشبه من يشعل النار في منزله كله بسبب وجود حشرة فيه..
ثانيا: انتم آخر من يتحدث عن الحريات.. ولا نريد ولا نقبل (حكم امراء الحرب) المصابون بالشبق ويحلمون بـ٧٢ حورية - الله لا يشبعهم - وما تفعلونه في سوريا يراه الجميع .. قتل وذبح وسرقة وزواج نكاح .. عقدتكم الابدية..

2) تعليق بواسطة :
07-06-2013 04:15 AM

يا دكتور ارحيل لو تم وضع كل امكانات العرب بيدك لما استطعت إطلاق رصاصة واحدة على اسرائيل لا أنت ولا غيرك وأذكرك بما قاله حسن نصرالله بعد الحرب الإسرائيلية اللبنانية " لو كنت أعلم بما سيحدث للبنان لما تجرأت على اطلاق صاروخ واحد على اسرائيل " ثم ماذا حدث لصدام وما رأيك بحماس التي تحرس حدود اسرائيل وتقتل كل من يطلق رصاصة واحدة , فلا تطلب من الأسد ما لا يستطيع فعله أحد , أعتقد أن ما ذكرت يجيب على غالبية تسائلاتك التي تعرف الأجابة عليها ولكنك تصر على طرحها .

3) تعليق بواسطة :
07-06-2013 10:48 AM

للاسف ان من يرد على المقال يرد على خلفية الكاتب ولا يرد على المقال ،نظام الاسد الاب والابن اقل ما يقال عنه انه نظام المصلحة او نظام تكافلي المعنى اين مصلحتي ،يستخدم اسرائيل كفزاعة للشعب السوري ،وتغطية اجرامه الداخلي وتكميم الافواه والحكم القذر وتبرير هذا ان سوريا هي التي تقف في وجه اسرائيل والمعركة مع اسرائيل تتطلب ان تؤخذ حقوق الشعب السوري لحين الانتصار الموعود على اسرائيل ربما بعد الاسد رقم 50 الله اعلم ،وتحالف سوريا مع ايران هو تحالف عضوي طائفي ونحن نشاهد اثاره ،ومفهوم القوميه كمفهوم الممانعة والمقاومه المصطنعة لاعطاء صورة للشعوب العربيه ان سوريا قلب العروبه هي سوريا العرب التي تقف في وجه الاستكبار العالمي ...نظام الاسد لم يكن يوما من الايام الا نظام مافيا نظام عصابه هو لا يفهم ان للشعوب كرامات وحقوق ،هو لا يفهم معنى تداول السلطة او المشاركة ،ولا يوجد شيء اسمه اصلاح ...النظام هو الذي يحدد للشعب ما يريد ،للاسف ان القوميون والبعثيون الاردنيون يتعامون عن جرائم هذا النظام المجرم بناءا على نظرية المؤامره المزعومه ،والنظرية الاخرى ان بقاء الاسد هو ضمانه لسوريا ،بينما لو سئلتهم ان بقاء ال سعود في الحكم هو ضمان لسعوديه موحده لساقوا لك كل مصطلحات الخيانه والعماله ولا بد من ازالتهم من الحكم حتى لو تفككت السعوديه ،اي بمعنى يحق للاسد ان يفعل ما يريد لتكون سوريا موحده ولو قتل كل الشعب السوري من اجل سوريا الموحدة ...وانا اقول لتذهب القوميه الدجاله والبعث الممانع الكذاب الذي يحكم على اشلاء الشعب السوري النظام عندما يقتل شعبه هو تلقائيا يفقد اي شرعية حتى لو كان اشرف نظام في العالم مع تاكيدنا ان النظام السوري اصلا فاقد للشرف

4) تعليق بواسطة :
07-06-2013 10:48 AM

.
-- أعترف بأنني لم اتوقع ان اقرأ مقالا كهذا بقلم قامه فكريه كالدكتور ارحيل الغرايبه ,فالمضمون لا يعدوا كونه سرد إنتقائي و تحليل غير موضوعي لإرضاء البسطاء المتضررين و المتحمسين الذين يشاهدون الحدث و لا يعرفون من وراءه.

.

5) تعليق بواسطة :
07-06-2013 03:20 PM

يا أستاذ جواد أنا لن أخالفك فيما ذهبت إليه ولكن أسألك هل البديل هو شاقوا الصدور وآكلة القلوب البشرية , أو ليس هؤلاء من يحاربهم الجيش السوري .

6) تعليق بواسطة :
07-06-2013 05:20 PM

الى مواطن بسيط لماذا الذي استخرج قلب الجندي ان يكون محسوب على النظام بمعنى لماذا لا نشكك في ظل عدم توفر مصدر محايد ...ثم لنفترض انه من المعارضة لماذا يهول ويسقط على كل المعارضة ..الم يعذب النظام المعارضين ويقتل ويغتصب هل نسينا حمزه الخطيب واطفال درعا ...انا ضد هذه الممارسات من اي طرف ..ولكن لا نعمم حالة فردية على الجميع ..الذي يتحمل المسؤولية الدوله النظام السوري الذي اوصل الناس الى هذه المرحلة .....اخي اقول تخيل لو ان احدا اغتصب او قتل لك عزيز ماذا تفعل به انا بالنسبة لي ساقطعه لسبب بسيط انا لا اتخيل عسكري او نظام كان يحكمني يصبح عدو لي ويفعل الافاعيل والله لو اسرائيل قتلت السوريين لكان وقعها اقل وقلنا عدو ولكن سوري او عربي يقوم بهذه الافعال ...ندعو الله ان يصلح امر سوريا ويحفظ اهلها وتحياتي لك

7) تعليق بواسطة :
07-06-2013 10:56 PM

تحية للأستاذ الكاتب و تحية لأخي جواد المجالي على تعليقة
السرد الذي قدمه الكاتب صحيح و هو واقع عشناه جميعا
أغفل السيد الكاتب :
* منع تصدير النفط العراقي عبر سوريا دعما لحرب ايران على العراق
* التنازل عن لواء الإسكندرون ل تركيا
* احتلال سوريا ل لبنان 30 عاما
* اخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان
* دعم الآنقسام الفلسطيني بدعم حماس
* محاولات الإستحواذ على م ت ف
* الإغتيالات التي قام بها النظام السوري لشخصيات معروفة .. كمال جنبلاط ، سعد صايل ، و آخرين
* مذابح المخيمات في لبنان
و الكثير الكثير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012