أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


«يالتا جديدة» ولافروف حاكم دمشق الجديد

بقلم : طاهر العدوان
10-06-2013 01:25 AM
يقدم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بلاده كحامية ليس فقط للمشروع الإيراني في بلاد الشام بل كحام لأمن إسرائيل عندما اقترح إرسال قوات روسية إلى الجولان للحفاظ على امن الدولة العبرية بعد انسحاب القوة النمساوية. وكان رئيسه بوتين قد اعلن قبل ذلك عن إرسال مجموعة من القطع البحرية الروسية الى مقربة من الشواطئ السورية هي الأكبر منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وذلك لحماية عمليات حرب الأسد وحزب الله على السوريين.
لم تهتز عضلة واحده في وجه لافروف عندما رفض بوقت سابق محاولة مجلس الامن فتح معابر آمنه للمدنيين والجرحى للخروج من القصير بحجة ان من فيها إرهابيون، لكنه يظهر انشغالا اكبر بأمن المستعمرين في الجولان المحتلة الذي لا يريد ان ينغص عليهم العيش الرغيد الذي تمتعوا به طوال ٤٠ عاما بفضل حماية وسهر آل الأسد على راحتهم حتى وصف احتلال الجولان بانه مريح ومن خمس نجوم.
غير ان المسألة تبدو ابعد من ذلك، من الواضح ان لافروف يشعر اليوم بان مصائر المنطقة اصبح بيد موسكو. بعد ان قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالتنازل ليس فقط عن دور بلاده كقوة عظمى في المنطقة وإنما قاد الجميع إلى فم الدب الروسي عبر مهزلة (جنيف ٢).
هذا المؤتمر الذي يريد من خلاله الروس والإيرانيون وأدواتهم ان تكون نتائجه على شاكلة ما حدث في القصير.
ما حدث في القصير ليس انجازا لايران وحزب الله بقدر ما هو انجاز لموسكو. فالمعركة اثبتت ان الاسد لم يكن ليستطيع بدون الغطاء السياسي والعسكري الروسي وبدون الاستعانة بحشود المرتزقة من اعوان ايران وادواتها ان يبسط سيطرته على بلدة صغيرة هي القصير، وهو ما اكد لموسكو بان حاجة الاسد لإسطولها ولحمايتها السياسية ستكون أشد في مقبل الأيام وهو ما يسمح للافروف ان يتصرف كحاكم دمشق الجديد وسيدها.
الروس لا يستوعبون الدروس فالقاعدة وكل ما وصف فيما بعد بجماعات التطرف الإسلامي كانت رد فعل على غزوهم لأفغانستان الذي انتهى بهزيمة مروعة قبل أربعة عقود، هذا الغزو الذي أدى لعواقب وخيمة على امن واستقرار العالم لم تنته ذيوله حتى اليوم. أنهم يقودون سوريا والمنطقة والعالم مرة أخرى إلى بيئة التطرف والعنف والإرهاب بحسابات قصيرة النظر تبحث عن نفوذ اسود في سوريا من خلال دعم ديكتاتور يريد ان يخضع شعبه بالنار والحديد.
خسارة القصير لن تنهي ثورة الشعب السوري الذي يثبت كل يوم بتضحياته الاسطورية ان قرار حريته لا رجعة عنه. لكن هذه الخسارة تمثل أيضاً سقوطاً مروعا لإكذوبة الدعم الأوروبي والأمريكي لهذا الشعب تماماً كما سقطت الأقنعة عن وجوه خدم المشروع الصفوي. لقد ثبت بشكل جلي ان الجميع يتآمر على سوريا وشعبها (ان كان بمواصلة فرض الحصار على سلاح الثوار او بالتهاون على جرائم النظام) خدمة لأمن إسرائيل واعداء الامة.
ومن يتابع قرارات وتصريحات الأمريكيين والأوروبيين عن الوعود بتسليح الجيش الحر المتبوعة دائماً بكلمة (ولكن) يرى فصول هذه المسرحية الدرامية المشحونة بالمراوغة وجملة الأكاذيب المكشوفة التي قد تكشف عن (يالتا) أخرى بين روسيا والغرب، هذه المرة لإعادة رسم حدود جديدة لسوريا وغير سوريا.
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
10-06-2013 10:14 AM

حضن حمد الدافيء ودراهمه والشوق والحنين والبحث عن الكرسي المفقود كلها دوافع لا يستهان بها خلف مقالات مثل هذا الهراء واخرى من هرطقات الكاتب ...وعاش بيان العسكر

2) تعليق بواسطة :
10-06-2013 01:38 PM

اتقي الله يا رجل فهل روسيا هي المسوؤلة عن الارهاب والتطرف ؟ وهل موسكو تريد حماية امن اسرئيل في الجولان ؟
طالما انك محلل استراتيجي لا بتححل ولا بتحرم ازيدك من الشعر بيت وهي ان خطة
اسرائيل واصدقاء اسرائيل في المنطقة داعموا الارهابيين يريدون اقامة منطقة عازلة على الحدود بين الجولان المحتل والجولان السوري لذلك قاموا بالتنسيق مع الجماعات الارهابية بخطف جنود الاندوف
وقاموا بمهاجمة معسكرات الجيش العربي السوري بجماية الجيش الصهيوني لهذا السبب تريد موسكو ان ترسل جنودها الى الجولان ،انشالله فخمت يا محلل لا بحلل ولا بيحرم.

3) تعليق بواسطة :
11-06-2013 12:25 AM

معالي الاستادطاهر العدوان المحترم طالما ان منظمة الترير الفلسطينيه وقعت اتفاقية سلام مع اسرائيل وتنسيق امني وكذلك مصر ام الدنيا والاردن فما هو المانع ان توقع سوريا اتفاقيةسلام مع اسرائيل وتحافظ على مصالحها ولا تنسى ايضا حركة حماس التي تواصل سعيها للاتفاق مع اسرائيل على هدنه تصل مدتها الى99سنه قابله لتجديدوبما ان الدول الكبرى تحافظ على مصالحها بكل الوسائل فالاولى لنا نحن دول العالم الثالث ان نهتم بمصالح دولنا ونحافظ عليها ونحترم عقول المواطنين وكما تعلم يا سيدي ان جميع الاردنيين رجال ونساء واطفال لديهم القدره على فهم ما يجري من احداث وكذلك التحليل والاستنتاج وندعوا الله عزوجل ان يحفظ الاردن ومليكها وشعبها وان خرجنا دائما سالمين غانمين والف شكر وتحيه لك سيدي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012