أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


انتصار أهالي جبل القلعة

بقلم : د. مهند مبيضين
11-06-2013 01:17 AM
لا نعرف دولة في العالم تؤجر آثارها لجمعية لا نعرف لها نسباً، ولا نعرف دولة في العالم تتخلى عن آثارها المنهوبة أيضا، بحجة قول المسؤولين أن تلك الآثار خرجت قبل تأسيس الإمارة، بينما يتذكر كثيرون أن رئيس هيئة الآثار المصرية زاهي حواس أقام الدنيا واقعدها لاستعادة شعرة من شعر أحد قدامى الفراعنة، ونجح بذلك، بعد أن حولها قضية وطنية وعالمية، وأول من أمس نجحت مصر عبر سفارتها في باريس بسحب نسخة من القرآن الكريم تداول هواة فكرة بيعها في مزاد علني على الانترنت في فرنسا، علماً أن تلك النسخة من القرآن الكريم خرجت من مصر مع حملة نابليون العام 1798 ونجح المصريون بوقف عملية البيع وهم اليوم يخططون لاستعاد النسخة.

اليوم لا نعرف لماذا يتخلى المسؤولون عندنا عن استعادة آثارنا المنهوبة وهي كثيرة، ولو وقف الأمر عند هذا الحد لما كان الأمر يدعو للاستغراب، فقد درجت العادة في آخر خمس سنوات، ومنذ ألغي مهرجان الأردن الذي أقيم وألغي بشكل غير مفهوم ومبرر، إلى تأسيس جمعية لإدارة المهرجانات، ثم فجأة يُضمن جبل القلعة ليليا لإقامة مهرجان في شهر رمضان وفي ايام الصيف، علماً أن أبسط قواعد الحفاظ على التراث والآثار تقول إن بناء خيم وتشييدها بالصورة التي تتم يؤثر سلبا على الآثار وسلامتها، كما أن الضغط المتولد على المرافق والأرض والضوضاء المتولدة تؤثر بشكل كبير على سلامة موقع جبل القلعة الذي أهين وأهمل جراء السماح لمثل تلك الفعاليات.

وما كان من أهالي منطقة جبل القلعة إلا الصبر لأعوام، لأن المهرجان الذي كان يقام ليس ثقافيا ولا صلة له بالثقافة بل يُحول الجبل لمطعم ليلي تتنافى فيه أصول السياحة ويؤثر سلبا على ايقاع الحياة التي يجب أن يشهدها المكان، لكن صبرهم كان لحدود.

إذ حولت وزارات السياحة السابقة وكل شركائها في تضمين الموقع، جبل القلعة لأرضية تؤجرها لمن تشاء وكان على الناس ان يهبوا دفاعا عن راحتهم وعن آثار بلدهم، وكما أننا لا نعرف قيمة الأجرة ولا الدخل المترتب من المهرجانات السابقة ولا قيمة المال المتحصل فإننا لا نعرف أصحاب الامتياز لتلك الجمعيات التي تصبح مثل مقاولي الحروب.

نعم، كان أهالي جبل القلعة على حق، وكانت استجابة الحكومة طيبة في الحيلولة دون تفاقم الأمور كي لا تكون النتيجة في غير ما تحمد نتيجته. وحسنا فعلت وزارة السياحة بالموافقة على الغاء مهرجان جبل القلعة الذي لا ينتمي لأي معنى من معاني السياحة والثقافة غير أنه يحول الجبل لمطعم كبير.

فشكرا للحكومة ممثلة بوزير السياحة والشكر لأهالي الجبل الذين دافعوا عن المكان، إنه نهار الزمن السياسي وسلطة الجماهير!

Mohannad974@yahoo.com
الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012