أجمع خبراء ومتخصصون وأكاديميون على ضرورة دعم مبادرة الجامعة الأردنية بقوة لإنشاء مركز متميز في بحوث المياه و الطاقة.

وأشاروا خلال لقاء تشاوري عقد في الجامعة اليوم الأحد بحضور ممثلين عن مؤسسات وطنية ودولية تعنى بالمياه والطاقة  إلى ضرورة تكاتف الجهود الوطنية لإخراج هذا المشروع الحيوي والريادي إلى حيز التنفيذ والذي يعتبر أولوية وطنية ملحة في ظل المتغيرات العالمية.

وتتطلع الجامعة –بحسب رئيسها الدكتور خالد الكركي- الذي افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية، إلى الإسهام في حل القضايا والمعضلات والتحديات الوطنية المتعلقة في المياه والطاقة.

ولفت الدكتور  الكركي إلى رؤية الجامعة لاستحداث هذا المركز واستعدادها للتمويل والإنفاق اللازمين لإنجاح هذا المشروع الوطني من خلال استدعاء الباحثين الاردنيين المتميزين من الداخل و الخارج وتخصيص قطعة ارض للمشروع في إحدى قطع الأراضي العائدة للجامعة في عدة مناطق من المملكة إلى جانب توفير الأجهزة والمعدات المتقدمة والموارد البشرية المؤهلة المساندة للمشروع.

وأكد أن المركز لن يخضع (للبيروقراطية) مطلقاً في إشارة إلى أنه لن يكون تقليدياً وسيكون على أعلى درجات التقدم وعلى غرار مراكز عالمية متقدمة، مرحباً في الوقت ذاته بالشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية الأردنية لتبادل الخبرة التي تصب في مصلحة المشروع وينعكس على المصلحة الوطنية العليا .

واطلع الدكتور  الكركي المجتمعين على التطورات التي شهدتها الجامعة خصوصاً  في ميادين البحث العلمي الذي خصص له 10% من ميزانية الجامعة إضافة إلى دعم جهود أعضاء هيئة تدريس والباحثين في النشر في مجلات عالمية محكمة وتسجيل براءات الاختراع والزيارات العلمية والتوسع في الايفاد.

بعد ذلك، ترأس نائب رئيس الجامعة الدكتور ضياء الدين عرفة اللقاء حيث قدم لمحة موجزة عن المركز ودواعي ومبررات إنشائه مستعرضاً الجهود التي تقوم بها الجامعة لتوجيه بحوث ودراسات اعضاء هيئة تدريس والباحثين فيها لدراسة مجمل القضايا الوطنية لاسيما المتعلقة بالمياه والطاقة.

وأوضح الدكتور  عرفة أن المركز يهدف إلى إرساء أسس عمله وتحديد مساراته ورصد المعلومات ذات العلاقة والنشاطات البحثية والدراسات القائمة في مجالات المياه والطاقة.   

وتحدث في اللقاء أعضاء اللجة التأسيسية للمركز الدكتور موسى الناظر والدكتورة منار فياض والدكتور أحمد السلايمة والدكتور هاني خوري والدكتور جميل خليفة حول أهمية إنشاء المركز مؤكدين على ضرورة تواجد عناصر التميز للمركز خاصة الباحثين والتجهيزات وآليات عمله.

وسلطت الدكتوره فياض الضوء على البحوث والدراسات المنتجة للمعرفة التي تجريها الجامعات الأردنية في مجالات المياه مشيرة إلى أن حصة الفرد الأردني من مياه الشرب يومياً لا تتجاوز (70) ليتر فيما تتجاوز حصة الفرد في بعض البلدان العربية (500) لتر يومياً.

ووفقاً -للدكتور السلايمة- فإن مشاكل الطاقة في العالم تزداد بسبب نضوب مصادر الطاقة التقليدية وزيادة الإستهلاك العالمي ومحدودية المصادر.

وأضاف أن الأردن يستورد 96% من احتياجاته النفطية ما يشكل 20% من الدخل القومي سنوياً باستثناء عام 2009 الذي شهد انخفاضاً ملموساً في أسعار النفط في ذلك العام مبيناً أن الإستراتيجية الوطنية للطاقة للأعوام من 2008 إلى 2020 تدعو إلى مساهمة الطاقة المحلية  من 4% إلى 39% عن طريق استخدام الصخر الزيتي والطاقة النووية والطاقة المتجددة.

وتحدث خلال اللقاء وزيرا المياه والري الأسبقان المهندس منذر حدادين والدكتور حازم الناصر حول أهمية إنشاء المركز مؤكدين ضرورة وضع الأطر المناسبة التي تضمن نجاح المشروع وتلبية احتياجات الأردن من البحوث والدراسات المتعلقة بالمياه والطاقة.

وقدم المجتمعون إقتراحات لنجاح مشروع إقامة المركز في الجامعة أهمها وضع التشريعات المناسبة خصوصاً ما يتعلق بالتعيين والرواتب المحفزة وأهمية استقلالية المركز والبعد عن "البيروقراطية" ووضع أسس للتعاون الدولي وتكاتف الجهود الوطنية لدعمه وتعزيز قدراته البحثية.

وأكدوا على أن تناط للمركز مهام أساسية منها إجراء البحوث والدراسات التطبيقية وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية وتقديم الإستشارات لصناع القرار في الوزارات والمؤسسات الأردنية للأخذ بها والإستفادة منها في قطاعي المياه والطاقة.